كتب ابراهيم بيرم في” النهار”:نجحت الجهود الخفيّة للقيادة العميقة في “حزب الله”، والشخصية المرنة عند رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في الساعات الأخيرة، في استيعاب تداعيات “الانتقاد الحاد” الذي وجهه ميقاتي إلى رئيس مجلس النواب الإيراني محمد باقر قاليباف ردا على موقف نسبته إليه صحيفة فرنسية وورد فيه أن بلاده مستعدة للعمل مع باريس بحثا عن سبل لإنفاذ القرار 1701 في الجنوب.
مع ذلك، ثمة ما يكشف أن الطرفين خرجا من هذا “التصادم” ببعض الآثار والتداعيات السلبية، وخصوصا من جانب الحزب الذي ذهب مباشرة في رحلة تقصّ واستقصاء عن الدوافع التي أملت على ميقاتي “افتعال مواجهة لا يجد لها مبررا أو حاجة”.
والحال أن الأوساط المناوئة للحزب ولإيران أحسنت استغلال الحدث الطارئ، فجرّدت فورا حملة منظمة ضد “الهيمنة الإيرانية على القرار الوطني اللبناني”. وهكذا وجد ميقاتي أن غالبية من كانوا يرمون حكومته بشبهة موالاتها للحزب ولطهران اصطفوا إلى جانبه، ولاسيما بعدما أطلقت مواقع التواصل الاجتماعي المحسوبة على الحزب حملات حادة ضد ميقاتي
كان كلام ميقاتي مفاجئا ومزعجا في أوساط قيادة الحزب انطلاقا من هذه الاعتبارات:
– إن علاقة الحزب بميقاتي كانت إلى لحظة إطلاقه هذا التصريح طبيعية لا تشوبها شائبة.
– إن ميقاتي لم يترك فرصة لاستجلاء الأمر، إذ سارع إلى الطلب من وزير الخارجية استدعاء القائم بالأعمال الإيراني للاحتجاج.
التوتر الذي ساد العلاقة بين الطرفين ما لبث أن سحب وطوي بفعل
جهود الجهات المعنية بالتواصل مع ميقاتي عند الحزب. وثمة من أكد أن أوساط عين التينة كان لها أيضا دور في ضبط الوضع وسحب فتيل التوتر.
كما أن ميقاتي نفسه قد تأنّى وتمهّل عبر اكتفائه بما قاله وعدم رده على مهاجميه. ومع ذلك، ثمة من يقدّر أن ميقاتي قد خرج من هذه المواجهة رابحا.