نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن خطوة الإنزال البحري الذي نفذته قوة خاصة إسرائيلية على شاطئ البترون في شمال لبنان، وأسفر عن اعتقال المواطن اللبناني عماد أمهز الذي يخضع للتحقيق من قبل الوحدة 504 في الجيش الإسرائيليّ.
وفي التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24″، يتحدّث البروفيسور أميتسيا برعام، الخبير الإسرائيلي في دراسات الشرق الأوسط، عن معنى تلك العملية ومدى ملاءمتها للوضع الإستراتيجي، فيشير إلى أنّ الوحدة البحرية التابعة لـ”حزب الله” قد تطوّرت كثيراً، ويضيف: “لقد تمّ تدريب عناصر هذه الوحدة وتجهيزهم من قبل البحرية الإيرانية المعروفة بجودتها المهنية العالية. السفن الصغيرة والسريعة مصممة لغارات سريعة على سواحل إسرائيل مع التركيز على سواحل نهاريا وعكا وحتى حيفا”.
وذكر برعام أن “الهجمات البحرية التي نفذها حزب الله لم تتحقق حتى الآن، لكن احتمال هذا التهديد ما زال قائماً”، ويضيف: “إن اعتقال ضابط كبير في حزب الله (عماد امهز)، يزيد الضغط على الحزب، فالأخير يواجه صعوبات الآن، فإما تغيير الخطط العملياتية وإخلاء القواعد البحرية أو الافتراض أن الضابط لن يكشف عن معلومات مهمة”.
التقريرُ يقول إن العملية تثير العديد من التساؤلات حول القوة البحرية التابعة لـ”حزب الله” والتي كانت حتى الآن بمثابة لغزٍ إلى حدّ ما. وهنا، يقول برعام: “إننا نعلم أنهم تلقوا تدريباً من إيران التي تمتلك قوة بحرية ممتازة وذات خبرة في الهجمات الصغيرة والزوراق السريعة، لكن السؤال هو أين يحتفظ حزب الله بمعداته وما هي خططه للمستقبل”.
وتابع: “إن اعتقال الضابط يدفع حزب الله إلى إعادة التفكير في الإستراتيجية الخاصة بعملياته البحرية، ويحاول تغيير مواقع القواعد ووضع خطط طوارئ جديدة”.
إلى ذلك، اعتبر برعام أنه “يجب على إسرائيل الاستفادة من الإنجازات العملياتية لضمان بعض المميزات قبل التوصل إلى تسوية سياسية مع لبنان”.
في غضون ذلك، يزعمُ تقريرٌ آخر لصحيفة “معاريف” الإسرائيلية إنّ عملية الإنزال التي حصلت في لبنان تُظهر خرقاً جديداً لـ”حزب الله”، لكنه يقول إن “إسرائيل تمرّ الآن بفترة حرجة، ومن المُفترض أن يؤثر موعد الإنتخابات الأميركية على استمرار الحرب خصوصاً مع لبنان”، وتابع: “الاختبار الكبير للمستوى السياسي هو الوقوف على المبادئ في ما يتعلق باليوم التالي للحرب وأولها السيطرة الكاملة للجيش اللبناني في جنوب لبنان، والحفاظ على حق إسرائيل في التصرف في حال دخول عناصر مسلحة إلى المنطقة القريبة من الحدود بالإضافة إلى قدرة إسرائيل على منع تهريب وتسليح حزب الله في عمق لبنان أو سوريا”.
وتابع: “إسرائيل تقف على مفترق طرق: فمن ناحية ستجد صعوبة في خوض حرب استنزاف، ومن ناحية أخرى، مطلوب منها الآن العمل على إعادة الأمن لسكان الشمال وإعادتهم إلى المستوطنات، وفي الوقت نفسه، يلتزم الجيش الإسرائيلي بإعادة العلاقات مع عدد كبير من الدول، وخاصة في أوروبا”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24″