نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إنّ “حزب الله” استطاع ترميم نفسه ومستودعاته الخاصة به، مشيرة إلى أنّ المستوى السياسي الإسرائيليّ لم يتحرّك لإنهاء الحرب مع لبنان، في حين أنّ “حزب الله” الذي يتعافى من الضربات التي طالته يُدرك جيداً أن المستوى السياسيّ في تل أبيب لا يعرف كيفية اتخاذ القرارات في حين أنّ هناك ضغوطاً سياسية تمنع هذا الأمر.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمهُ “لبنان24” إنّهُ في “بداية الأسبوع، هطلت أمطار غزيرة خلال فصل الشتاء في الجليل ضمن إسرائيل وفي جنوب لبنان”، وأضافت: “إثر ذلك، تغير شكل الأرض بعد الصيف وذلك بعدما شهدت لأسابيع قتالاً بالدبابات والمدرعات والمدافع. لقد حوّلت الأمطار التي هطلت الأرض إلى طينٍ ذائب، وأصبح الطين اللبناني ملموساً وليس فقط بسبب الأمطار، بل لأنّ إسرائيل تسمحُ لحزب الله بإعادة تأهيل نفسه وإعادة ملء مستودعاته وإمكاناته التي تضرّرت خلال الحرب”.
وزعم التقرير قائلاً: “لقد جاء الجيش الإسرائيلي إلى هذه الحرب وهو يعرف بالضبط كيفية تحقيق أهداف العملية، وقد تم تقديم القتال كعملية منظمة شملت تفكيك قدرات حزب الله القيادية، وتدمير قدراته النارية مع التركيز على الصواريخ الدقيقة والبعيدة المدى. وفي الوقت نفسه، تم تدمير الأنظمة اللوجستية للمنظمة، وكانت الخطوة التالية هي دخول الأراضي اللبنانية، إلى المنطقة التي بنى فيها حزب الله البنية التحتية لاحتلال الجليل، وقد قام الجيش الإسرائيلي بتدمير تلك البنى”.
وأردف: “كان ينبغي على المستوى السياسي أن يتحرك منذ عدة أسابيع لتسوية الأمور في لبنان. هذا المسلسل يجب أن يقوم على ثلاثة أسس: أولاً، أن الدولة اللبنانية ستسيطر عبر جيشها على جنوب البلاد؛ ثانياً، ستحتفظ إسرائيل بالقدرة على التصرف خلال أية محاولة لتغيير الوضع الأمني. وثالثاً، الدعم الدولي لكل خطوة. كان ينبغي على إسرائيل أن تفعل ذلك ليس غداً، بل بالأمس. خلال الساعات الماضية، أطلق حزب الله حوالي مائة صاروخ في حوالي دقيقة واحدة على كريات يام وكريات آتا وكريات موتسكين وكريات بياليك. أيضاً، أطلق الحزب طائرة مسيرة أصابت روضة أطفال في نيشر”.
وأكمل: “يدرك حزب الله جيداً أن المستوى السياسي في إسرائيل يواجه صعوبة في اتخاذ القرار، بسبب الضغوط السياسية التي تشل القدرة على اتخاذ القرار. في لبنان، شاهدوا كيف تسير الأمور في غزة، وكيف يتجول الجيش الإسرائيلي وهو غارق في وحل غزة حتى رقبته، ويخرج من شمال قطاع غزة ثم يعود ليحتل جباليا وبيت لهيا للمرة الثالثة. معظم الوقت كان الجيش يعمل على تأمين محور نتساريم ضد العمليات الفدائية التي تقوم بها فرق حركة حماس التي تعمل تقريباً من دون توجيه قيادة لها في الأعلى”.
وتابع: “طالما أن المستوى السياسي لا يتحرك لإنهاء الحرب، فإنه سيسمح لحزب الله بإعادة تأهيل نفسه، وقد ظهرت بالفعل أولى علامات التعافي هذا الأسبوع”.
بدوره، أعرب اللواء إحتياط عاموس مالكا عن اعتقاده باقتراب موعد حصول تسوية سياسية بين لبنان وإسرائيل تُنهي القتال قريباً، وأضاف: “في الشمال نحن قريبون جداً من الإتفاق، وتمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق إنجازات تجعل من الممكن التوصل إلى تسوية”.
وأردف: “الاتفاق في لبنان واضح نسبياً، والأساس هو أنه يجب أن يقوم على تطهير المنطقة وإزالة التهديد بإطلاق النار المباشر. لا يمكننا أن نزيل خطر الصواريخ لأن حزب الله لديه القدرة على إطلاق 100 صاروخ يومياً لعدة أشهر”.
مع هذا، فقد ذكر مالكا أنه “لا يجب القبول بعودة حزب الله لتعزيز نفسه”، وأردف: “يجب أن يُكتب في التسوية أن سياسة الاحتواء التي مارستها إسرائيل يجب أن تختفي من قاموسها، وبالتالي يجب أن تحصل إسرائيل على حق الرد على أي محاولة تسمح لحزب الله بإعادة تسليح نفسه. يجب ألا يكون هناك تسامح مطلقًا بشأن عودة حزب الله إلى خط الحدود. أعتقد أن إسرائيل كانت مهتمة أكثر بالاحتواء فيما لم تكن مهتمة بمنع حزب الله عن ممارسة أنشطته”.