تصعيد ميداني يسابق مشاريع لوقف النار.. ميقاتي للاكروا:ندعم التعاون الكامل بين الجيش واليونيفيل

14 نوفمبر 2024
تصعيد ميداني يسابق مشاريع لوقف النار.. ميقاتي للاكروا:ندعم التعاون الكامل بين الجيش واليونيفيل

وكتبت” النهار”: رسم إنفجار المنحى الحربي أمس بشكل بالغ العنف، دلالات طارئة للتصعيد خصوصاً من جانب إسرائيل، سعت الاوساط اللبنانية، رسمية وسياسية ودبلوماسية، إلى محاولة استقصاء دوافعها وأهدافها المقبلة. ذلك أن “التهاب” الأجواء اللبنانية بعشرات الغارات الإسرائيلية التي “خالفت” مواقيتها المعتادة مع “دهم” جوي حربي متجدد للضاحية الجنوبية لبيروت، وهذه المرة في ساعات الصباح الباكر حين كانت تشهد طلائع حركة نسبية لأعداد من المواطنين يتفقدون ممتلكاتهم ومنازلهم، وتدرّجاً نحو الجنوب وبعض الجبل، عكس اندفاعاً إسرائيلياً نحو تعميم رسالة واضحة برسم لبنان والخارج تثبت السياسة الهجومية لوزير الدفاع اليميني المتطرف يسرائيل كاتس المعين حديثاً والأقرب أإلى سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بدأت تحدث فارقاً في رفع منسوب العنف وتوسيع إطار الاستهدافات في لبنان ومناطق واسعة منه ناهيك عن توسيع نطاق العملية البرية في الجنوب.

هذا العامل كما تكشفه أوساط لبنانية معنية بمراقبة مجريات الحرب لعب في الأيام الأخيرة دوراً كبيرا في “تطوير” المنحى الجارف في العنف من خلال تعمد استهداف تجمعات النازحين في الكثير من المناطق بما أشعل موجات غير مسبوقة من الذعر في كل المناطق اللبنانية، سعياً من إسرائيل الى زيادة منسوب الضغوط على “حزب الله” ولبنان إلى الحدود القصوى بهدف طرح شروطها وفرضها في أي مشروع لوقف النار. 

ولفتت الاوساط نفسها إلى أن التصعيد الجنوني أمس لم يكن مجرد مصادفة بل جاء عشية لقاء البيت الأبيض بين الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب الذي يرجّح أن يطرح خلاله الوضع في غزة ولبنان. وإذا كان بعض المراقبين لم يستبعد تحريكاً جديداً لمهمة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين في قابل الأيام، فإن التصعيد الكبير الذي حصل أمس في لبنان وشمال إسرائيل لم يكن بعيداً من خلفية هذا الاحتمال وسط كلام عن بدء إسرائيل بتوسيع عمليتها البرية جنوباً.

وتأكدت هذه الخلفية من خلال حديث وسائل الاعلام الإسرائيلية كصحيفة “معاريف” عن أن الجيش الإسرائيلي بدأ المرحلة الثانية من عملياته البرية في لبنان وأن هدف المرحلة الثانية من عملية الجيش الإسرائيلي هو الضغط على “حزب الله” في شأن مفاوضات التسوية في لبنان. وأفادت “هيئة البث الإسرائيلية “أن الفرقة 36 بدأت تعميق العملية البرية في اتجاه مناطق جديدة في خط القرى الثاني جنوب لبنان. كما تحدثت القناة 14 الإسرائيلية عن أن الجيش وسّع عملياته جنوب لبنان إلى مناطق لم يصل إليها منذ بداية العملية البرية.  

وكتبت” الديار”: اوساط سياسية لبنانية، اكدت، انه رغم صعوبة التواصل مع قيادة حزب الله الا ان الموقف اللبناني واضح وقد عبر عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي اكد على الثوابت التالية وفق اولويات، وقف اطلاق النار، تنفيذ القرار 1701، دون اي تعديلات، وفقا للقراءة اللبنانية، نشر الجيش في الجنوب، مع مراعاة الا تحقق اي تسوية أو حل مصلحة إسرائيل على حساب لبنان وسيادته، تاركا لنفسه هامشا للتفاوض حول ملف رئاسة الجمهورية.

قراءة رات فيها المصادر ديبلوماسية، ان التعقيدات تبقى حول البحث في آلية التطبيق ومن يضمن عدم تكرار تجربة العام 2006، حيث بقي الاتفاق دون تنفيذ.
وتابعت المصادر، بان «اسرائيل» لن تقبل ان يعيد الحزب تجميع نفسه، وهو ما توافق عليه واشنطن، وهو ما يتطلب برأي هذه المصادر بالضرورة أن يقوم لبنان بتطبيق سيادته على حدوده وعلى أراضيه، ومن ضمنها ضبط الحدود بالكامل.
وختمت المصادر بان التقارير الاستخباراتية والمعلومات التي تبلغتها واشنطن من تل ابيب تؤكد ان الجيش الاسرائيلي يعد لاطلاق عملية برية وشيكة، في سياق خطة التصعيد العسكري التي وافقت عليها القيادة الاميركية، في إطار استكمال المعركة التي بدأها ضدّ حزب الله خصوصاً أن ثمة قناعة بأنّ العمل العسكري في المرحلة السابقة ورغم أهميته لم يؤد إلى هزيمة الحزب، بل الى تحقيق انتصارات للمقاومة في الميدان، في وقت المطلوب تحقيق انتصار استراتيجي.

وقالت مصادر  سياسية مطلعة لـ «اللواء»  أن أي قرار بعودة التفاوض من الجهة الرسمية اللبنانية  في ملف وقف إطلاق النار ينتظر بعض المعطيات على أن هذا التفاوض يقوم على اساس تنفيذ القرار ١٧٠١، واشارت إلى أن التركيز   على هذا القرار يعني الالتزام الرسمي به ، ما يدحض أي حديث عن تراجعه، معتبرة أن هناك نقاطا لا تراجع عنها في ما خص الموقف اللبناني .
وأفادت أن موضوع نشر الجيش على الحدود لن يتم  اتخاذه قبل. من قبل الحكومة قبل إرساء تفاهم على دور الجيش وضمانات معينة ولكن حتى الآن ما من كلام واضح في هذا المجال..
وفيما ثبت لبنان موقفه برفض الخضوع للشروط الاسرائيلية لوقف النار، التي  تشكل شروط إذعان، اعرب الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين عن اعتقاده بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في لبنان قريباً، وآمل أن ننجح بذلك.
وكررت الخارجية الاميركية موقفها بشان  الحرب في لبنان بالتالي، التطبيق الكامل للقرار 1701 بما في ذلك نزع سلاح حزب لله، والمساعي الدبلوماسية هي السبيل لانهاء الحرب في لبنان.
وفي واشنطن، بحث الموفد الاسرائيلي  رون دريمر مع وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن مقترحاً لوقف اطلاق النار في لبنان وهو ما بحثه مع نظيره التركي هاتفياً بالتزامن مع اجتماع الرئيس الاسرائيلي مع الرئيس الاميركي جو بايدن وقبل اجتماع الرئيسين بايدن ودونالد ترامب اليوم.
وفي الحراك السياسي الداخلي، برغم تقارير عن استئناف الوساطة الأميركية لوقف النار في لبنان، أكد سياسيون في بيروت أنهم لم يتلقوا معطيات رسمية تفيد باستئناف الجهود، بعد مغادرة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين منذ ثلاثة أسابيع. 
وكشفت المعلومات عن اعتراض رئيس مجلس النواب نبيه بري على بند في مشروع الحل المقترح يشمل مشاركة ألمانيا وبريطانيا في آلية لمراقبة تنفيذ القرار 1701، إلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا. ورفض إيجاد آلية بديلة عن الموجودة حالياً بقيادة قوة الأمم المتحدة (اليونيفيل)، التي يُمكن للدول المشاركة فيها.
ويتكون المقترح من شقين: الأول، يدرس بين العدو الإسرائيلي، والولايات المتحدة، وروسيا، لضمان عدم إعادة تسليح حزب لله، و الثاني، الضمانات اللبنانية لتنفيذ منطقة خالية من المسلحين جنوب نهر الليطاني. بينما يطلب لبنان ضمانات بعدم تكرار العدوان الاسرائيلي واستهداف المدنيين وخرق القرار 1701.

وأبلغت أوساط سياسية إلى «الجمهورية »، انّ «العدو الإسرائيلي مصرّ على التفاوض بالنار سعياً الى انتزاع تنازلات من لبنان تحت الضغط »، مشيرة الى انّ «تل أبيب تواكب المساعي الديبلوماسية لوقف إطلاق النار بزيادة جرعات العدوان في محاولة لفرض شروطها .»
ولفتت المصادر إلى أنّ «التفاوض لم يصل بعد الى مرحلة جدّية، كما يتبين من طبيعة المقترحات المتداولة، والتي تعكس ما يدور بين واشنطن وتل أبيب، وليس مع الطرف الآخر المعني وهو لبنان ». واضافت: «لا نزال عند ضفاف او عشية التفاوض الحقيقي، حيث لا يزال كل طرف يحاول تحسين موقعه في الميدان الذي لا تزال الكلمة الفاصلة له، ولم ننتقل بعد الى الطاولة السياسية .»
واعتبرت المصادر «انّ أي اتفاق مفترض سيكون انعكاساً للمخاض الميداني »، مشيرة إلى «انّ تصاعد قدرة المقاومة على إيلام الكيان الاسرائيلي واستنزافه، سيعيد عاجلاً ام آجلاً تصويب وجهة التفاوض السياسي، ليصبح أكثر واقعية وتوازناً .»