احتلت المساعي الديبلوماسية لوقف النار في لبنان الحيّز الأوسع في زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لبيروت أمس ومحادثاته مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقاً وليد جنبلاط وقائد الجيش العماد جوزف عون حيث شدد على “أن الأولوية الأولى في كل التحركات المصرية هي وقف إطلاق النار من دون أي شروط، وانهاء الشغور الرئاسي”، وأكد “أنه لا بد من أن يكون الانتخاب في اطار ملكية وطنية لبنانية لهذا الملف من دون إملاءات خارجية، ومن دون إقصاء لأي طرف، فالكل عليه أن يتشارك ويتوافق لانتخاب رئيس للبلاد”.
وكتبت” نداء الوطن”: على الرغم من عدم تعليق آمال كبيرة على زيارة وزير الخارجية المصري، إلاّ أنها حملت دلالات عدّة. من الناحية السياسية، شكلت هذه الزيارة بشائر عودة عربية، خصوصاً أنها أتت بعد قمة الرياض التي بحثت في حرب لبنان وغزة، وبعدما شهد لبنان شبه مقاطعة عربية، نتيجة وقوعه تحت النفوذ الإيراني.
وفي وقت وضع البعض استهلال الجولة بزيارة قائد الجيش في الإطار الرئاسي، خصوصاً أن مصر تشارك في “اللجنة الخماسية” ونُقل عنها دعمها لترشيح عون، كشفت معلومات لـ “نداء الوطن”، أن ترتيب لقاء اليرزة قبل غيره من اللقاءات كان عن قصد، وهدفه توجيه رسالة إلى الداخل والخارج أن الرهان المصري والعربي هو على الجيش اللبناني في هذه المرحلة الراهنة والمقبلة. وأشارت المعلومات إلى أن عبد العاطي تحدّث بإيجابية كبيرة عن الجيش وقائده ونقل إلى العماد جوزيف عون رسالة قوية وواضحة، تشدّد على دعم المؤسسة العسكرية. والأهم أنه دخل في التفاصيل وسأل عن احتياجات الجيش ليتمّ العمل على تأمينها.
وفي وقت التقى عبد العاطي رئيسي مجلس النوّاب نبيه برّي وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، اتصل بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان.