دموعٌ في بعلبك.. ركام المنازل يُبكي عائلات كثيرة!

29 نوفمبر 2024
دموعٌ في بعلبك.. ركام المنازل يُبكي عائلات كثيرة!

في مدينة بعلبك اللبنانية، وفور سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، هرعت عائلة الجوهري إلى منزلها، الذي كان يجتمع فيه أفراد العائلة منذ سنوات طويلة ليعاينوا وضعه بعد القصف الإسرائيلي الذي طال المنطقة بشكلٍ مُتزايد.








الشقيقات الخمس، اللواتي كن يتطلعن للعودة إلى منزل شيده والدهن قبل 50 عاما، واجهن حجم الدمار الهائل الذي طال منزلهم بدموع وصدمة، إذ دمرته غارة جوية إسرائيلية أوائل شهر تشرين الثاني الجاري.

تروي لينا الجوهري، التي انهارت بالبكاء وهي تعانق قريباتها، لوكالة أسوشيتدبرس إن الألم “لا يُحتمل”، وتقول: “كان المنزل يجمع أفراد عائلتنا من أجيال مختلفة. الآن، لم يبق سوى الأنقاض وذكريات ماضٍ نابض بالحياة”.

لؤي مصطفى، نجل إحدى الشقيقات، عرض صورة المنزل قبل تدميره على هاتفه المحمول، وبينما كانوا يبحثون في الركام، عثروا على أشياء بسيطة تحمل ذكرياتهم، منها رسالة قديمة وصورة والدهم الراحل، مما أثار مشاعر متباينة من الفرح والحزن.

وأثناء بحثهم، عثروا على مجسم معدني لمسجد وكنيسة صممه والدهم رضا الجوهري، ورغم تضرر المجسم، تمسكوا به كذكرى باقية من إرث والدهم.

 

وكان المنزل ملاذا للعائلة الممتدة، حيث تجتمع العائلة أسبوعيا لإحياء التقاليد اللبنانية مثل الدبكة. وخلال الأزمات العديدة التي مر بها لبنان، كان المنزل بمثابة ملجأ يستضيف أكثر من 20 من الأقرباء في وقت واحد، وتحكي إحدى الأخوات، ربى الجوهري: “فقدان هذا المنزل يعني فقدان جزء من هويتنا”.

عائلة الجوهري ليست وحيدة في بعلبك

الغارة التي دمرت منزل الجوهري جاءت دون سابق إنذار ظهر الجمعة، الأول من تشرين الثاني، وكان الحي البعلبكي، والذي يشتهر بحدائقه ومطاعمه، يُعتبر آمنا نسبيا.

 

وفقد علي وهبي، أحد الجيران، شقيقه في القصف، ويقول: “كنا نعيش في أمان نسبي. الآن، لا شيء سوى الدمار”.

وهرع وهبي، الذي خرج لشراء طعام قبل دقائق قليلة من استهداف المنزل بصاروخ، عائدا ليجد شقيقه تحت الأنقاض.

ووفقا للبنك الدولي، تضررت أو دمرت حوالي 100 ألف وحدة سكنية في لبنان خلال الصراع الذي استمر 14 شهرا، مما أدى إلى نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص.

 

وبينما كانت الشقيقات يجمعن القليل مما تبقى من ذكرياتهن، وقفن لإلقاء نظرة أخيرة على أنقاض المنزل. هنا، تقول زينة الجوهري: “فقدنا منزلنا، لكن ذكرياته ستبقى محفورة في قلوبنا”. (بلينكس – blinx)