عقيدة السنوار في خطر بعد هدنة لبنان.. ما القصّة؟

1 ديسمبر 2024
عقيدة السنوار في خطر بعد هدنة لبنان.. ما القصّة؟


استراتيجية زعيم حركة “حماس” السابق يحيى السنوار أمام مفترق طرق بعد اغتياله من قبل إسرائيل.. هكذا يرى محللون أميركيون تحدثوا لصحيفة نيويورك تايمز، عن مستقبل الحرب في غزة.

يحيى السنوار الذي قتل في اشتباك مع الجيش الإسرائيلي في رفح في تشرين الأول الماضي، كان يراهن على “وحدة الساحات”. كذلك، تحدّثت تقارير عن خطته لحرب إقليمية تضع إسرائيل “في مأزق” وتحقق له ولغزة مكاسب استراتيجية.

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب معني بإنهاء الحرب حتى لو كان قبل توليه منصبه في كانون الثاني القادم، وبحسب موقع “أكسيوس”، سيعمل الرئيس المقبل على وقف إطلاق النار ويجعل الأطراف تتنازل عن مطالب معينة، بحسب ما نقل عن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام.

سياسيون أميركيون يرون أن حماس “قد لا تستطيع أن تتمسك باستراتيجية السنوار” لأن الحليف الأكبر للحركة، حزب الله، ملتزم بهدنة حتى الآن مع إسرائيل، والجيش الإسرائيلي أنهكه بقتل قادة صفه الأول بعد حادثة البيجرز التي قلبت الحسابات اللوجستية في المعركة لصالح إسرائيل.

وفي ظل هذه المعطيات، كيف ستتصرف حماس مع الواقع الجديد؟ وهل ستتخلى عن عقيدة السنوار وتتصرف بناء على عقيدة جديدة؟ وكيف ترى إسرائيل هذا الواقع؟ وما مصير هدنة غزة مما يجري؟

أين الحلفاء؟

 

الاتفاق بين إسرائيل ولبنان جاء في أعقاب تصعيد عسكري دمر فيه القدرات الاستراتيجية لحزب الله. وبالنسبة لحماس، فإن فقدان الحزب كحليف نشط يعني “إزالة حليفها، الأكثر أهمية، من القتال”، كما وصفه مسؤولون أميركيون.

من جهتها، تبدو إيران، الداعم الرئيسي لحماس وحزب الله، أقل حماسا للتصعيد المباشر مع إسرائيل. ووفقا للدبلوماسي البريطاني السابق في إيران تشارلز هوليس، الذي تحدث لشبكة NBC الأميركية فإن “حزب الله تعرض لنكسة كبيرة، وحماس تعاني على الأرض، ولن يكون لدى الإيرانيين القدرة الكافية على إعادة إمداد وكلائهم لأنهم مضطرون إلى تعزيز دفاعاتهم المحلية”.

هدنة حزب الله تعزل حماس في غزة، وتنبه إلى تحول في موقف الداعمين الإيرانيين لكلا الطرفين، حسبما يرى هوليس.

المحاضر البارز في كلية كينجز كوليدج لندن للدراسات الأمنية أندرياس كريج، يرى أن السنوار وأمين عام حزب الله السابق السيد حسن نصرالله كانا ضامنين لما يسمى “وحدة الساحات”، ومع غيابهما تجد حماس نفسها أمام معضلة: هل ستتمسك بسياسات المواجهة التي استندت إلى استراتيجية السنوار؟ أم ستلجأ إلى حلول تفاوضية مع تنازلات؟

كيف ستتصرف حماس بمعضلتها؟

تشير الدلائل إلى أن الحركة “قد تكون مستعدة لإجراء تغييرات”، لكن أندرياس كريج يقول إنه “حتى لو وافقت حماس على صفقة، فإنه ليس مضمونا بأي حال من الأحوال أن تدعمها إسرائيل أو المجتمع الدولي”.

وفقاً لمصادر فلسطينية وأميركية تحدثت لنيويورك تايمز، فإن قيادة حماس “لا تزال تحاول التكيف مع المتغيرات”. ومعلومات الصحيفة تقول إن المجلس السياسي للحركة قد يدرس إبرام هدنة إذا قدمت إسرائيل تنازلات، خاصة فيما يتعلق بسحب القوات من غزة.

لكن يبدو أن حكومة بنيامين نتنياهو ليست مستعدة لتقديم أي تنازلات في الوقت الراهن، فعلى لسان وزير خارجيتها جدعون ساعر، قال إن “إسرائيل ستنهي الحرب في غزة عندما تحقق أهدافها”، والأهداف الإسرائيلية هي “إعادة الرهائن وضمان عدم سيطرة حماس على القطاع مستقبلا”.

إسرائيل استراحت في لبنان لتتفرغ لغزة؟

عدسات الكاميرات ستشيح بنظرها شيئا فشيئا عن لبنان، والمؤشرات تنبئ بالهدوء هناك، بحسب “نيويورك تايمز”، لذلك يُتوقع أن يعيد الجيش الإسرائيلي تركيز موارده باتجاه غزة.

في تقرير شبكة “NBC”، يتحدث عيران عتصيون، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، عن أن “وقف إطلاق النار مع حزب الله يعطي الجيش الإسرائيلي فرصة لإعادة توزيع موارده تجاه غزة”.

ويضيف عتصيون: “إذا صمد وقف إطلاق النار، فسوف يوفر ذلك للقوات الإسرائيلية الوقت للتعافي وتجديد أسلحتها وذخائرها”.

في قلب غزة، يقول محمد ناصر، أحد سكان القطاع الذين نزحوا من منازلهم: “كنا نأمل أن يكون هذا الاتفاق شاملا ويشمل قطاع غزة، أو على الأقل أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وإنهاء المعاناة المستمرة هنا”. لكن أمنية ناصر لم تتحقق حتى الآن. (blinx – بلينكس)