شهد العديد من المناطق اللبنانية احتفالات ترحيباً بسقوط النظام السوري وكان أضخمها وأكثرها صخباً واحتشاداً في طرابلس والمنية والضنية وفي الطريق الجديدة في بيروت وصيدا والبقاعين الأوسط والغربي. وفي المختارة توافدت حشود إلى ضريح كمال جنبلاط. وفي المقابل أقامت “القوات اللبنانية” سلسلة احتفالات وتجمعات في الشمال والبترون وكسروان والقاع وجزين وبعبدا وبيروت وعاليه وجبيل. ونظم حزب الكتائب تجمعاً حاشداً ومهرجاناً خطابيا مساء في ساحة ساسين لتوجيه التحية إلى روح الرئيس بشير الجميل وشهداء الحزب. وقال النائب نديم الجميل: “بشير حي فينا وهم يسقطون تباعاً إلى مزبلة التاريخ، والأسد فرّ ونحن والشعب اللبناني بقي”، وردد قسم جبران تويني أمام الجمهور.
وبدوره القى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كلمة في احتفال أقيم في معراب اعتبر فيه أن “هذا اليوم هو يوم بشير الجميل ويوم كل شهداء ثورة الأرز ويوم البطريرك نصرالله صفير”. واعتبر أن ما يحصل اليوم ليس نهاية المطاف بل بدايته لأن نظام الأسد كان من أهم العوائق أمام قيام دولة فعلية في لبنان، واليوم يبدأ بناء دولة فعلية”.
وبادر الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إلى الاتصال بالرئيس سعد الحريري، مؤكداً له أن “عدالة السماء تحققت بالنسبة للرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء 14 آذار بسقوط نظام بشار الأسد”. وكان رد الرئيس الحريري: “الله يرحم والدك المعلم كمال جنبلاط”.
واعتبر جنبلاط في تغريدات، أن “اليوم سيكون للثأر ونهاية بشار الأسد، كيف ستكون سوريا الجديدة؟ أتردد في القول نظراً لأنّه بعد 54 عاماً من حكم الأسد مع العلويين في سوريا، أعتقد أننا أمام منعطف كبير في تاريخ الشرق الأوسط”. وسأل: “هل ستبقى سوريا موحّدة أم أنه الإعلان عن تقسيم وحرب أهلية؟”.
وكتبت” الاخبار”: في لحظة انتفاخ، خرجَت قوى ما كانَ يُعرف بـ 14 آذار للاحتفال بسقوط النظام في سوريا و«تحرير دمشق وبيروت». وكعادته، تصدّر سمير جعجع المشهد، مُفرطاً كالعادة في ادّعاء إنجازات لا ضلع له فيها، محاولاً قطف اللحظة التي اعتبرها «يوم خزي وعار بالنسبة إلى اللبنانيين الذين استمروا عشرات السنوات يمسّحون الجوخ لنظام الأسد لأجل القليل من الجبنة والقليل من المناصب السياسية»، مُسقطاً من تاريخه زيارته إلى القرداحة لتقديم واجب العزاء لآل الأسد بعد وفاة باسل حافظ الأسد.