كتبت روزانا بو منصف في” النهار”: ربح لبنان انتخاب رئيس للجمهورية يحظى باحترام اللبنانيين، لكن هناك خاسرين كثيرين ليس الثنائي الشيعي أبرزهم، ولو أنه باع انتخابه لعون في الدورة الثانية بأن لا انتخاب من دونه ومن دون الصوت الشيعي. الخاسرون ليسوا محصورين أيضا بالخيار الشخصي للتيار العوني بعدم انتخاب جوزف عون، على رغم وجاهة الذرائع التي قدمها، فهي تقع في موقع الحق الذي يراد به باطل في ظل التجاوزات الكثيرة في عهد ميشال عون، وقبل ذلك بكثير. بل هي كل القوى السياسية بمن فيها بعض القوى المسيحية التي تراجعت عن أن تكون في موقع صانع رئيس للجمهورية اولا والتزام التجاوب مع الضغوط الديبلوماسي من أجل انتخاب قائد الجيش. ولا تقل خسارة من يندرج تحت عنوان التغييريين الذي ناقضوا كل المنطق الذي أتوا على أساسه، فيما مجلس النواب هو الفاشل الأكبر والذي لم يرق إلى مستوى الحدث ولا إلى مستوى التطورات في البلد. فحتى في جلسة انتخاب الرئيس العتيد أظهر النواب قلة احترامهم لوظيفتهم، أقله أمام شاشات التلفزة والحضور الديبلوماسي الأجنبي، فلم يستطع كثر منهم الثبات في مقعده، واشتاقوا إلى زملائهم المنقطعين عنهم منذ سنوات (!) فاستسهلوا “الكزدرة” في قاعة المجلس، فيما زملاؤههم يدلون بأصواتهم على نحو بدائي وبفرز بدائي ليس إلا تعبيرا عن مدى تخلف لبنان عن ركب التطور والحداثة وحتى عن إدراك المسؤولية وتحملها.