نشر موقع “arabnews” تقريراً جديداً قال فيه إن “الدعم السعودي ضروري لعودة لبنان إلى النهوض”.
وذكر التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنه “من المقرر أن يقوم الرئيس اللبناني جوزيف عون بزيارة إلى المملكة العربية السعودية يوم الاثنين”، وأضاف: “كما فعل أحمد الشرع، الرئيس السوري الجديد، فإن عون يجعل من المملكة أول وجهة خارجية له لإرسال رسالة وإظهار التزامٍ واضح وهو أنَّ لبنان عاد إلى الحضن العربي”.
وتابع: “كما كانت سوريا تحت النفوذ الإيراني في عهد الرئيس السوري السابق بشار الأسد، فقد شهد لبنان نفس الأمر من خلال حزب الله، والآن عادت الدولتان إلى بيئتهما الطبيعية”، وفق ما يقول التقرير.
ويشير الموقع إلى أنَّ اللبنانيين يعلقون آمالا كبيرة على المملكة العربية السعودية، وأضاف: “بعد الحرب الأهلية، تمكن لبنان من النهوض بفضل مساعدة المملكة، وقد عرضت الرياض المساعدة السياسية والدبلوماسية والمالية على البلد الذي مزقته الحرب. لكن هذا الدور بدأ يتضاءل ببطء بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق الشهيد رفيق الحريري في عام 2005، مع تزايد دور إيران. كذلك، كانت قبضة حزب الله على السلطة بمثابة بوابة للنفوذ الإيراني، وهذا دفع أحد المسؤولين الإيرانيين إلى القول إن بيروت كانت واحدة من 4 عواصم عربية تسيطر عليها طهران”.
وأردف: “لكن هذا النفوذ الإيراني لم يجلب معه أي استقرار أو نمو. فعندما كان لبنان تحت السيطرة الإيرانية، لم يكن هناك أي جهد يبذل في بناء الدولة ولم يكن هناك مجال للازدهار الاقتصادي. مع هذا، فقد نشرت إيران نفوذها من خلال الفوضى وليس الاستقرار. إبان ذلكضعفت مؤسسات الدولة، في حين تعززت شبكة الزبائنية من السياسيين، وأصبح لبنان دولة مارقة حيث كان الاقتصاد الأسود المصدر الرئيسي للأموال في البلاد، كما بات لبنان مركزاً لغسيل الأموال وإنتاج المخدرات والاتجار بها”.
وأكمل: “من المفترض أن يتغير هذا مع تراجع نفوذ إيران. ففي البيان الوزاري الذي يشكل خطة عمل الحكومة للفترة المقبلة، صرح رئيس الوزراء نواف سلام بأن يجب على لبنان ألا يتورط بصراعات محاور.. فعلياً، كان سلام يشير إلى المحور الإيراني”.
وتابع: “أيضاً، التقى وفد إيراني زار لبنان لحضور جنازة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الأحد الماضي، رئيس الجمهورية جوزاف عون. خلال الجلسة، قال الأخير للوفد الإيراني الذي ضم رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف ووزير الخارجية عباس عراقجي إنَّ لبنان لا يمكن أن يكون ساحة معركة لحروب الآخرين… هنا، من الواضح أن لبنان ينفصل عن المحور الإيراني، والبلد يعود إلى الحضن العربي. ولكن ماذا يعني هذا؟”.
وأضاف: “لقد قطع الرئيس ورئيس الوزراء وعوداً للشعب اللبناني وللدول العربية وللمجتمع الدولي.. الرئيسان وعدا بإجراء إصلاحات في لبنان واقتصاد مزدهر، كما وعدا بنزع سلاح كل الميليشيات، وهذا يعني أنهما سينزعان سلاح حزب الله. وبينما وعدا بنزع سلاح الميليشيات، فقد تعهدا أيضاً بتحرير البلاد من الاحتلال الإسرائيلي، كما أكدا للبنانيين أن إعادة إعمار الجنوب سوف تتم”.
وقال: “تأتي زيارة الرئيس إلى السعودية في أعقاب البيان الوزاري وتأكيد مجلس النواب على ثقته بحكومة سلام. وعلى عون أن يتوجه إلى الرياض بخطة عمل، وأن تكون لديه مطالب محددة. في المقابل، لن يتمكن عون ولا سلام من تنفيذ ما قالاه في خطابيهما إلا إذا حصل لبنان على دعم من الخارج، وخاصة من السعودية”.
وأكمل: “لا يستطيع لبنان أن يجبر إسرائيل على الانسحاب بمفرد،. وأقصى ما يمكنه فعله هو تقديم شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. ومع ذلك، من غير المرجح أن يخلق هذا أي ضغط على إسرائيل أو يدفعها إلى مغادرة البلاد. فعلياً، فإن الجيش اللبناني ليس نداً للجيش الإسرائيلي، كما أن لبنان ليس لديه نفوذ حقيقي على الولايات المتحدة أو أوروبا. كان النفوذ الذي كان يتمتع به لبنان من قبل مرتبطاً بحقيقة أنه استضاف 1.5 مليون لاجئ سوري ولم تكن أوروبا تريد لهم عبور البحر الأبيض المتوسط والوصول إلى شواطئها. والآن، بعد انتهاء الحرب، يمكن للاجئين السوريين العودة إلى سوريا”.
وتابع: “أيضاً، لن تضغط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إسرائيل للانسحاب الكامل من لبنان، فالأخير يعتمد على ضغوط الدول الصديقة التي تريد استقرار البلاد. ومن هنا يأتي الدور الحاسم للمملكة العربية السعودية، نظرا لثقلها على الساحة العالمية. ولن تكون هذه هي المرة الأولى التي تنقذ فيها المملكة العربية السعودية لبنان من براثن إسرائيل. ففي عام 1982، لعبت المملكة دوراً رئيسياً في التوسط لوقف إطلاق النار ودفع إسرائيل إلى الانسحاب من بيروت. كذلك، يعتمد لبنان على الدعم الدبلوماسي والسياسي السعودي، والانسحاب الإسرائيلي الكامل ضروري إذا كان للبلاد أن تكون مستقرة”.
وأردف: “لكي ينعم لبنان بالاستقرار، فإنه يحتاج أيضاً إلى ضمانات أمنية. لهذا، فإنه لا ينبغي لإسرائيل أن تغزو المجال الجوي اللبناني كما تشاء وتضرب أهدافاً أينما تشاء. كذلك، فإن الاستقرار المستدام شرط أساسي لإعادة الإعمار”.
وقال التقرير: “أثناء وجوده في الرياض، سوف يطلب الرئيس اللبناني بالتأكيد الأموال اللازمة لإعادة الإعمار. فعلياً، فإن إعادة إعمار الجنوب أمر ضروري لكي تتمكن الدولة من استقطاب الطائفة الشيعية والحفاظ على السلم الأهلي”.
وأكمل: “لكن المملكة العربية السعودية لم تعد تقدم شيكاً مفتوحاً. فحتى لو لم يعد لبنان تحت الوصاية الإيرانية، فإن القيادة السعودية ليست مستعدة لتقديم أموال نقدية تذهب إلى قاع الفساد، وسوف تكون أي مساعدة مشروطة بمجموعة من الإصلاحات البنيوية. وهذا لا يعني مواجهة حزب الله فحسب، بل وأيضاً الطبقة السياسية بأكملها التي حكمت البلاد على مدى السنوات الثلاثين الماضية. هنا، سوف تضطر الحكومة الحالية إلى اتخاذ بعض الخطوات الجريئة التي قد تنطوي على مخاطر”.
وختم التقرير: “مرة أخرى، ليس لدى لبنان من يلجأ إليه سوى المملكة العربية السعودية، ويجدر على القيادة اللبنانية الجديدة أن تثبت للمملكة أنها قادرة على الإيفاء بوعودها والتزاماتها”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24″