استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وفد الهيئة الادارية لجامعة آل كرم في لبنان وبلدان الانتشار، برئاسة المهندس مارون كرم في زيارة لأخذ البركة وللتهنئة بعيد البشارة والذكرى السنوية على تولي الراعي السدة البطريركية، وتم خلالها عرض للامور الراهنة.
كرم القى كلمة في المناسبة قال فيها: “نحن اليوم، باسم جامعة آل كرم في لبنان وبلاد الانتشار، نقف أمامكم حاملين معنا إرثًا عريقًا من القيم والإيمان، مجبولًا بتاريخ من التضحيات التي قدّمها أجدادنا للحفاظ على وجودهم ودورهم في هذا الشرق”.
واضاف: “غبطة أبينا، اسمحوا لنا أن نعايدكم قبل كل شيئ في ذكرى ميلادكم وعيد البشارة والأهم الذكرى السنوية لتوليكم الكرسي البطريركي، وفي مناسبة هذه الأعياد الثلاث، نزوركم اليوم باسم جامعة آل كرم”.
واشار الى ان “جامعة آل كرم لم تُؤسَّس فقط كصرحٍ عائلي، بل هي مشروعٌ وطني ورسولي يسعى إلى توحيد أبناء هذه العائلة الكبيرة، أينما كانوا، تحت راية القيم التي نبتت في أرض لبنان، وسُقيت من جذور مارونيتها العريقة”.مؤكدا:”ان رؤيتنا هي تعزيز الروابط العائلية بين أبناء آل كرم في لبنان وبلاد الانتشار، ليبقوا متمسكين بإيمانهم، متجذّرين في أرضهم، ومساهمين في نهضة مجتمعهم أينما حلّوا”.
وقال :”في هذا الإطار، جئنا اليوم لنضع بين يدي غبطتكم مشروعًا يحمل بصمة أحد أبرز رموزنا الوطنية والإيمانية، مشروعًا يُعيد إحياء مسيرة البطل يوسف بك كرم، هذا القائد الذي نذر حياته للدفاع عن المسيحيين وقيم الحرية في هذا الشرق”. لافتا”الى إننا بصدد إطلاق مبادرة تهدف إلى دراسة وتوثيق درب يوسف بك كرم الجبلي، هذه الطريق التي شقته بقدميها وسيفها دفاعًا عن الأرض والكرامة، ليكون دربا تضاف على دروب لبنان الجبلية التي تعكس هوية وثقافة اللبنانيين عموما والموارنة خصوصاً”.
واكد”نأتي إلى هذا الصرح البطريركي، حاملين معنا الإيمان بأن بركتكم سترافق هذا المشروع، وتمنحه القوة ليكون جسرًا بين التاريخ والحاضر، يزرع في نفوس الأجيال الجديدة روح الصمود والمحبة والانتماء”.
وختم: “غبطة أبينا، نصلي كي تبقى كنيستنا المارونية منارةً لهذا الوطن، ونرفع الدعاء من أجل أن تبقى بركتكم سندًا لنا في كل ما نصبو إليه من خيرٍ وعملٍ مثمر، بارك الله خطاكم، وحفظكم راعيًا أمينًا على هذا الشعب المبارك، عشتم، عاش لبنان، وعاشت كنيستنا المارونية حارسةً لهذا الإيمان”.
البطريرك الراعي رد شاكرا لكرم زيارتهم اليوم وللكلمة التي القاها باسم الوفد، وقال: “لديكم مطلب يوسف بك كرم، وكما تعلمون أن لجنة كنيسة أنشأت للبحث في إمكانية تقديمه ليكون قديسا من بين القديسين،وكما تعلمون ايضا فإن هناك دراسات كثيرة في هذا الموضوع، وهذا أمر يفرحنا في الحقيقة بالرغم من انه سيأخذ وقتا،وعلى سبيل المثال القديس شربل اهم قديس في العالم تقدمت دعوى تطويبه في العام ١٩٢٨، وفي العام ١٩٥٠ حصلت ظهورات واعاجيب كثيرة لمار شربل وبعدها تم تطويبه في ٢٨ أيار ١٩٦٥،وهذا دلالة على ان الكنيسة تأخذ وقتها وتدرس الموضوع من كل جوانبه اللاهوتية والإنسانية والتاريخية والاجتماعية،ونأمل خيرا وأن يكون موضوع يوسف بك كرم اسرع، وهو الذي ناضل وهو فخر للبنان وتاريخه، ولقد سررت انكم تحملون هذه القضية وانتم عائلة مسيحية مارونية رائعة في لبنان” .
واضاف: “اريد تهنئتكم في الجامعة على وحدتكم ونأمل أن تبني كل العائلات وحدتها، لأن الوحدة والوحدة تلو الأخرى تبني الوحدة الوطنية، واكرر التهنئة على وحدتكم ومثابرتكم لما تقومون به لجامعتكم آل كرم في مختلف المناطق اللبنانية وبلدان الانتشار، واتمنى لكم التوفيق في كل اعمالكم” .
ومن الزوار، أيضا راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف مع وفد ،ثم الدكتور انطوان زخيا صفير.