تنعم اللبنانيون بعطلة الفطر لم يحجب رصد معالم القلق المتواصل حيال الوضع في جنوب لبنان علماً أنه يفترض بعد العطلة ان تشهد الحركة الديبلوماسية تفعيلاً ناشطاً من خلال المهمة المرتقبة للموفدة الأميركية إلى لبنان وإسرائيل مورغان اورتاغوس. كما أن المشهد الداخلي سيشهد تحريكاً متجدداً لأجندة الإجراءات التي انطلقت مع تعيين حاكم مصرف لبنان الجديد وبعض التعيينات القضائية إذ من المتوقع المضي قدماً في ملء الشواغر تباعاً وفق الأولويات المتفق عليها بين رئيسي الجمهورية والحكومة وفق آلية التعيينات.
وذكرت” نداء الوطن”: يترقّب لبنان الزيارة الجديدة لنائبة الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، والتي علمت “نداء الوطن” أنّ موعدها الرسمي لم يتحدّد بعد.
وأفيد بأنّ الاتصالات الأميركية لم تنقطع مع الجانب اللبناني، الذي يواصل مشاوراته لتنسيق الموقف من الطروحات التي تحملها معها أورتاغوس، وبينها الدعوة إلى تحديد جدول زمني لنزع سلاح “حزب الله” والعمل على تثبيت الاستقرار جنوباً بما يمنع إطلاق الصواريخ مجدّداً باتجاه إسرائيل.
اضافت” أنّ اتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في الأيام الماضية، أتى نتيجة وعد قطعه للرئيس اللبناني جوزاف عون بالتحدّث معهما، وذلك خلال لقائها يوم الجمعة الماضي في باريس. وأشارت مصادر مطّلعة إلى أنّ ماكرون عاد وأبلغ الرئيس عون بنتائج الاتّصالات “الإيجابية”، كما وصفها، حيث تمّ التأكيد على التزام كلّ من لبنان واسرائيل بما اتّفق عليه.
وكتبت” النهار”: أولوية رصد الوضع في الجنوب ظلت متقدمة أمس في ظل تقارير أمنية رسمية سلطت الضوء على حجم كثيف لتحليق الطيران الحربي الإسرائيلي والمسيّرات في أجواء مناطق الجنوب امس، مشكّلاً إطباقاً جوياً كاملاً، وفسره مطلعون بأن الجيش الإسرائيلي يبحث حالياً عن أهداف عبر الذكاء الاصطناعي لبناء معلومات إستخباراتية عن طريق اللقاءات الحتمية التي ستحصل بين العائلات والأصدقاء والمعارف بفعل عيد الفطر.
وذكرت هذه المعلومات أن المديرية العامة للأمن العام تمكنت من كشف متورطين بعملية إطلاق الصواريخ من منطقتي كفرتبنيت- أرنون وقاقعية الجسر. وقد كثفت شعبة المعلومات في الأمن العام في الجنوب- فرع الأمن القومي، حجم الاجراءات التي اتخذتها ورفعت وتيرتها بدرجات عالية، بعدما تم إلغاء كل المأذونيات وخاصة خلال فترة عيد الفطر، في وقت انطلقت عملية مسح شاملة في كل مناطق الجنوب لكل المشتبه بهم من لبنانيين ونازحين سوريين واجانب وخاصة في البلدات المحيطة بمناطق إطلاق الصواريخ المشبوهة منذ أيام، والتي اسفرت عن توقيف متورطين اثنين بهذه العملية، وتتولى دائرة التحقيق في الأمن العام التحقيق معهما واستجوابهما.
وفي هذا الإطار، تؤكد المعلومات أن التحقيقات التي يجريها فرع الأمن القومي في الجنوب ودائرة التحقيق في الأمن العام توصلت إلى خيوط متعددة تكشف الجهات التي تقف وراء عمليتي إطلاق الصواريخ المشبوهة باتجاه إسرائيل، وهناك تكتم على إعطاء معلومات تفصيلية حفاظاً على سرية التحقيق، ومن هنا كان الكشف عن توقيف متورطين بعملية إطلاق الصواريخ لتبديد الهواجس والقلق. وتحدثت المعلومات عن ستة موقوفين سوريين وفلسطينيين ولبنانيين لدى مخابرات الجيش اطلق منهم اثنان من الجنسية السورية.
وعلى الصعيد الميداني رصد دخول آليات إسرائيلية إلى موقع بلاط المشرف على بلدتي مروحين وراميا داخل الأراضي اللبنانية التي تحتلها إسرائيل من بين النقاط الخمس، وبالتالي تمركُز الجيش الإسرائيلي في موقع بلاط يقطع الطريق العام الذي يربط منطقتي صور وبنت جبيل عند بلدة مروحين الحدودية، فيما لوحظت حركة لجرافات إسرائيلية تقوم بعملية حفر ورفع سواتر ترابية وأعمدة ثبتت عليها كاميرات مراقبة واجهزة تجسس، كما وضع الجيش الإسرائيلي جداراً إسمنتياً حول الموقع لتحصينه.
في غضون ذلك بدا لافتاً التقرير الذي نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية وقالت فيه إنّ هناك “فرصة نادرة” للبدء في حوار سري مع الرئيس اللبناني جوزف عون قبل فوات الأوان، معتبرة أنه “رغم أن عون ليس صديقاً لإسرائيل، إلا أنه في الوقت نفسه ليس حليفًا لأعدائها”. وأضافت الصحيفة “أن لبنان يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، في وقت يسيطر فيه “حزب الله” على البلاد، وهو ما يجعل من تصريحات الرئيس عون فرصة نادرة للدبلوماسية الحقيقية، في ظل انهيار وقف إطلاق النار”. ولفتت الصحيفة إلى “أن الرئيس اللبناني أبدى مواقف صعبة خلال زيارته الأخيرة إلى باريس نهاية الأسبوع الماضي، حيث كان عالقاً بين المبادرات الدبلوماسية والتوترات الإقليمية المتصاعدة”.