كتبت بولا مراد في” الديار”: تنكب القوى السياسية في لبنان على التدقيق في نتائج زيارة المبعوثة الاميركية مورغن اورتاغوس الى بيروت.
Advertisement
]]>
وفيما كان كُثر، وبالتحديد من حلفاء واشنطن في لبنان، يروجون لاجواء ثبُت انها غير واقعية وتعبّر عن تمنيات لا وقائع مرتبطة بدفع اميركي، لتخيير لبنان الرسمي بين وضع رزنامة زمنية واضحة لنزع سلاح حزب الله شمالي الليطاني، وبين جولة جديدة من الحرب “الاسرائيلية”، جاءت المواقف التي اطلقتها اورتاغوس نفسها خلال مقابلة إعلامية وحيدة اجرتها، واضحة تماما وتُعبّر عن تفهم الادارة الاميركية للواقع اللبناني الحالي، بعدما بدا وكأنها تتعامل مع لبنان في الفترة الماضية على قاعدة “قتل الناطور وعدم اكل العنب”.
وترجح مصادر واكبت عن كثب الزيارة، ان تكون الولايات المتحدة الاميركية وصلت لقناعة مفادها ان لا مصلحة لها بالضغط على لبنان “لان ذلك سيؤدي الى انهيار الوضع الداخلي، واحتمال اندلاع حرب اهلية، وهذا ليس لمصلحة المشروع الاميركي، ولذلك تفضل واشنطن راهنا اعطاء المزيد من الوقت للمسؤولين اللبنانيين لتنفيذ ما هو مطلوب منهم… لكن للاسف بعض اللبنانيين من سياسيين واعلاميين، يبدو انهم مستعجلون اكثر من الأميركيين و”الاسرائيليين” انفسهم”!
وتضيف المصادر: “لا شك ان الاهداف والمطالب والشروط الاميركية لم ولن تتزحزح، وبالتحديد تلك المرتبطة بنزع سلاح حزب الله وتقليص دوره ونفوذه… لكن ما تبدل هو العودة الى الواقعية في مقاربة هذا الملف، وتركه بعهدة رئيس الجمهورية الذي تثق به تماما الادارة الجديدة في واشنطن، وكانت داعمة اساسية لوصوله الى قصر بعبدا”.
وهنا تقول المصادر: “قد يجد رئيس الجمهورية نفسه مضطرا الى الموافقة على طرح لجان التفاوض، بعد إقناع الاميركيين بوجوب بقائها عسكرية- تقنية، وليتمكن من التقدم في ملف سحب السلاح فعليه ان يضمن الانسحاب الاسرائيلي اولا”. ولعل ابرز ما يفترض التوقف عنده ايضا، هو عدم اقتصار رسائل المبعوثة الاميركية على الوضع العسكري والامني، واصرارها على الدخول في تفاصيل مسار الاصلاح المالي والاقتصادي، ما جعل اكثر من وزير يستغرب مدى اطلاعها وعن كثب على كل القوانين التي يتم التداول بها… وهو ما يطرح اكثر من علامة استفهام حول اذا كان لا يزال هناك هامش ولو صغير للسيادة والقرار اللبناني الحر!