كتب معروف الداعوق في” اللواء”: لم تقنع معظم الاسباب التي ساقها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، لعزوف التيار عن خوض الانتخابات البلدية في بيروت وكل المدن والمناطق اللبنانية،معظم ابناء العاصمة، باعتبارها استحقاقا انمائيا وعائليا، وليس سياسيا كما قال، واعترف بأن تجربة انتخاب مجلس بلدي توافقي كانت فاشلة، ملقياً مسؤولية هذا الفشل على صلاحيات محافظ العاصمة التي تعطل قرارات المجلس البلدي من جهة، وعلى خروج العديد من ممثلي الاحزاب والتيارات السياسية من التحالف فور انتهاء الانتخاب، وتحول المجلس الى ساحة مناكفات تشل عمله، اولاُ لانه خلال زيارته الاخيرة الى لبنان، كان قد بشّرَ في الكلمة التي القاها، في ذكرى استشهاد والده في الرابع عشر من شهر شباط الماضي، بعودة تيار المستقبل الى العمل السياسي وعن عزمه خوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وثانيا لانه قلل من اهمية الانتخابات البلدية في السياسة خلافا للواقع وثالثا، لم تبذل اي محاولة جديّة خلال توليه مسؤولية العمل السياسي، لتصحيح الخلل بين صلاحيات المحافظ والمجلس البلدي، وتولى صياغة تحالف واسع لمرتين للانتخابات البلدية.
من الطبيعي ان يؤدي عزوف تيار المستقبل عن خوض الانتخابات البلدية، الى تشرذم اصوات العائلات والقوى التي كانت تدعم وتؤيد التيار في سياساته وتوجهه لانتخاب مجلس بلدي يجسد تنوع العاصمة ووحدتها وصيغة العيش المشترك فيها، ويفتح الباب واسعا امام كل القوى والسياسيين لاستغلال هذه الفرصة، وخوض الانتخابات البلدية، للفوز بالمجلس البلدي، ومن خلاله الاستئثار بقرار العاصمة، ولو كان الثمن، الاخلال بصيغة المناصفة بين المسلمين والمسيحيين ووحدة العيش المشترك فيها، وهي الصيغة التي كان يحرص الرئيس الشهيد رفيق الحريري على تكريسها والالتزام بها.
لن يقتصر الامر على تشرذم القوى في انتخابات المجلس البلدي الجديد، اذا لم تنجح التفاهمات السياسية من بعض النواب الحاليين والفاعليات، بصياغة تحالفات متينة، او اقرار تشريعات تضمن المناصفة بين المسلمين والمسيحيين بتركيبة المجلس المنتخب، وانما قد تؤدي حتما، الى مزيد من اهمال مطالب العاصمة، واحلال الفوضى فيها، وتقليل الاهتمام بكل مايؤدي للنهوض بها نحو الافضل