بعدما نجح البيروتيون في إسقاط اقتراح اللوائح المغلقة، تتجه الأنظار إلى المشاورات الجارية في العاصمة بيروت، التي أصبحت على مقربة من موعد الاستحقاق البلدي، وسط عدم تبيّن في صورة التحالفات، خصوصاً وأن عمل الأحزاب المسيحية اليوم مُركز على ضرورة تشكيل أوسع لائحة ائتلافية تشمل الأحزاب، مما يعزز وجودها وتمثيلها.
وبناءً على معلومات “بيروت نيوز”، تسعى الأحزاب المسيحية، أي “القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية” إضافة إلى “التيار الوطني الحر” و”الطاشناق”، لتوحيد قواها، عبر التكتل مع النائب فؤاد مخزومي. كذلك تحاول “القوات” في الوقت الحالي جذب “الأحباش” بواسطة مخزومي، خاصة وأنهم يمثلون ما يقرب من 15 ألف صوت في العاصمة، مع الإشارة إلى أن الاتصال يجري مع “الثنائي الشيعي” بهدوء وبعيداً عن الإعلام.
وبحسب معطيات “بيروت نيوز”، فإن منشأ الخلاف يعود إلى اللقاء الذي انعقد قبل بضعة أيام بين القوى السياسية جميعها في بيروت لأجل لائحة المرشح بسام برغوث، بغضّ النظر عن مكوّن “حزب الله” الجوهري الممثل بالنائب أمين شري، إذ عُقد الاجتماع من دون دعوته، الأمر الذي أغاظ عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب محمد خواجة، وجعله يحتج على ما جرى، وساعد في خلط الأوراق مجدداً بين الثنائيتين المسيحية والشيعية في بيروت.
ويُحتمل أن من ضمن اللاءات المدرجة في هذه القائمة التي يشتغل عليها الزعماء المسيحيون، عدم وجود “حزب الله” فيها، كأنما وصلهم إيحاء أو رسالة من الأميركي باستبعاد الحزب عن قائمة “الوفاق” التي يشتغلون عليها، لكن ما مقدار دقة هذا الطلب خاصةً وأن “حزب الله” اليوم ممثل في الحكومة عبر وزرائه وفي البرلمان عبر نوابه، وهو صاحب أكبر تمثيل في بيروت بعد امتناع الرئيس سعد الحريري عن مشاركة تيار “المستقبل” في الانتخابات البلدية الجارية؟ فعلي وفق الإحصاءات والنسب المئوية لدى الحزب ما يقرب الـ27 ألف صوت في العاصمة. ويبقى السؤال كيف ستتعامل هذه القوى مع الحزب؟ وكيف ستعمل على تشكيل اللوائح في بيروت؟
صحيح أن الأحزاب المسيحية تعمل على قائمة توافقية لإضعاف القائمة الأخرى التي ستواجهها في هذا الاستحقاق، لكن كيف ستستطيع منافسة أكثر من قائمة في بيروت؟ فالجماعة في حال أرادت تشكيل قائمة لن تشكلها بمعزل عن المسيحيين.
وبحسب المعطيات، قد نرى تكتلات بين القوى المسيحية و”الثنائي الشيعي” وبالتحديد “حزب الله” بشكل يسير، عبر تزكية شيعة غير حزبيين ولا يمثلون عامل إثارة لأي جهة داخلية أو خارجية.
يبدو أن صورة التكتلات لم تتجلى بعد في العاصمة، بالنظر إلى الانقسامات في وجهات النظر من ناحية، والنهج الإقصائي الجاري الذي يعيد تشابك الأمور من ناحية أخرى. فكيف سترسى الأمور قبل 18 مايو المقبل؟