كتب عباس قبيسي في” البناء”: في خضم الأزمة الاقتصادية والمالية التي يعيشها لبنان والبلديات بشكل خاص بموازنات أقلّ من 5% من النفقات والحاجات، تلوح في الأفق ابتداءً من 4 أيار 2025 فرصة الانتخابات البلدية والاختيارية وهي استحقاق ديمقراطي محلي طال انتظاره، حيث جرت آخر انتخابات منذ تسع سنوات، عام 2016، ثمّ جرى التمديد للمجالس الحالية لمدة ثلاث سنوات، فأصيب بعضها بالشلل التام والبعض الآخر بات في عداد المستقيل قانونياً ووظيفاً.
إذن هي ليست مجرّد محطة دستورية، بل فرصة حقيقية لإعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة من القاعدة إلى رأس الهرم، إنها مناسبة لتحريك عجلة الإنماء المحلي، ووضع حدّ للجمود الإداري وركود الخدمات، والمباشرة بورش عمل إصلاحية.إنّ الانتخابات البلدية والاختيارية ليست معركة أصوات وعرض للعضلات، وليست ساحة لتمزيق النسيج الاجتماعي بل إتاحة الفرصة لتبنّي سياسة جديدة إنمائية تتماشى مع تطلعات المواطنين نحو غدٍ منتج واختبار للوعي العام وضخ دم جديد من الشباب المثقف المتطوع بالمجان للعمل والنهوض ببلدته ومدينته نحو الأفضل.