التوازنات الحزبية والعائلية مستمرة باستثناء بعض التغييرات

6 مايو 2025
التوازنات الحزبية والعائلية مستمرة باستثناء بعض التغييرات


وكتب اسكندر خشاشو في” النهار”: في قراءة سريعة لانتخابات قضاء المتن الشمالي يمكن تسجيل عدد من الملاحظات الأولية الأساسية، منها:
أولاً – غياب الحدة أو المعارك السياسية في مختلف بلدات القضاء، باستثناء بلدات قليلة، ومنها جديدة المتن التي أخذت فيها المعركة طابعاً سياسياً حاداً وفاز تحالف الكتائب – “القوات” – إبرهيم كنعان، وهي بلدية كانت محسوبة تاريخياً على المر.
ثانيا – لم تسجل مفاجآت كبيرة في القضاء، وغالبية النتائج كانت شبه معروفة، مع بعض الاستثناءات كالذي حصل في ضبيه وأنطلياس والمنصورية.
ثالثاً – حفاظ آل المر على الحضور السياسي وعلى عدد لا يستهان من رؤساء البلديات الموالين، رغم الضجة الكبيرة التي افتعلت قبيل الانتخابات.
رابعا – مسارعة “التيار الوطني الحر” إلى تبني فوز كل اللوائح التي ربحت في مواجهة “القوات” بعد إنكاره مرارا وتكرارا المشاركة مباشرة في هذه الانتخابات، وهي إعلانات وهمية إعلامية أكثر منها واقعية. ففي مناطق عديدة تكاد اللائحة تخلو من أي عوني، ويتبنى “التيار” فوزها فقط لأنها تواجه لائحة مدعومة من “القوات”، وبدا ذلك محاولة لتعويض ما جرى معه في عملية تشكيل اللوائح وإبعاد العونيين عنها.
– خامساً – عودة ظهور المال الانتخابي وإثارة القضايا الشائكة كملف المجنسين وبيع الأراضي واستعمالها في الانتخابات بعدما كانت خبت لفترة طويلة.
سادساً – عدم إمكان صرف النتائج البلدية في الانتخابات النيابية، وخصوصاً أن الانتخابات تخاض عبر نظامين انتخابيين مختلفين بالكامل، بالإضافة إلى نسبة التحالفات المحلية الهجينة التي طغت ومن المؤكد أنها ستتغير في الانتخابات النيابية.
وكتب محمد بلوط في” الديار”؛ يؤكد مصدر سياسي ان المبالغة في الاعتماد على نتائج الانتخابات ، لتقدير احجام القوى والاحزاب مسألة في غير محلها، نظرا الى تداخل العامل السياسي والعائلي فيها بشكل كبير. كما ان تجاوز هذه النتائج وعدم التدقيق في ارقامها، هو ايضا امر في غير محله .
وفي القراءة العامة لنتائج جبل لبنان يمكن استخلاص ما يأتي :
١-  تمكن حزب “القوات اللبنانية” من تأكيد حجمه الذي حققه في الانتخابات النيابية في الشارع المسيحي في هذه المنطقة.
٢-  خرج “التيار الوطني الحر” من هذه الانتخابات ” راضيا سالما غانما ” ، رغم خسارته بلدية جونيه.
٣- تمكن الثنائي حركة “امل” وحزب الله من تحقيق فوز كاسح وكامل للوائحه في بعبدا والشوف وجبيل ، عدا عن فوز عدد منها بالتزكية.
٤- برهن حزب “الكتائب” انه لاعب قوي واساسي في المتن ، مكرسا حضوره الشعبي.
٥- تعامل الحزب “التقدمي الاشتراكي” في الشوف وعاليه وبعبدا مع هذا الاستحقاق، بكثير من الحنكة والاريحية.
٦- استطاع “التغييريون” لا سيما في عاليه والشوف وبعبدا من دخول الانتخابات البلدية كما فعلوا في النيابية.
٧- نجح الحزب “الديموقراطي اللبناني” بالتحالف مع الحزب “التقدمي  الاشتراكي” من الفوز ببلدية الشويفات وببلدات اخرى في عاليه . كما حافظ تيار الوزير السابق وئام وهاب على حضوره الشعبي في الشوف وبلدات في عاليه .
8- سجل الحزب “السوي القومي الاجتماعي” حضوره الشعبي ايضا، لا سيما في المتن وعاليه وبعبدا والشوف.
وكتبت بولا مراد في” الديار”: صحيح ان انجاز الاستحقاقات في مواعيدها الدستورية، يفترض ان يكون امرا تلقائيا وعابرا في اي بلد في العالم، لكن السلطات المتعاقبة في لبنان، ونتيجة خروقاتها المتواصلة للقوانين وللدستور، جعلت تطبيق المواد القانونية واحترام المهل الدستورية اقصى طموح للبنانيين، الذين بدأوا يستبشرون خيرا بالعهد الجديد. الخلاصة الاولى من الجولة الاولى من الاستحقاق البلدي، هي انه من حيث الشكل النجاح حتمي، خاصة وان الاشكالات التي سُجلت والشكاوى التي وصلت بقيت محدودة جدا. اما باقي الخلاصات فتطال المضمون:
– اولها: تراجع نسب المقترعين من 57.8% عام 2016 الى 45.08% هذا العام.
– اما الخلاصة الثانية فتشير الى ان حزب “القوات اللبنانية”، ورغم صعود نجمه كثيرا في الاشهر الماضية، الا انه لم ينجح بفرض نفسه ممثلا اولا او اوحد للمسيحيين.
بالمحصلة، شكّلت الجولة الاولى من الانتخابات البلدية “بروفا” للقوى المسيحية للانتخابات النيابية المقبلة، على ان تشكل باقي الجولات “بروفا” لباقي المكونات، على ان تبدأ الاحزاب مطلع حزيران المقبل استعداداتها الجدية للكباش النيابي المصيري.