أكّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن “المواطن يحتار في إختيار الكلمات الواجبة للتعبير عن التقدير والإمتنان لتضحيات المتطوعات والمتطوعين في الصليب الأحمر اللبناني في خدمة الإنسان بقطع النظر عن إنتمائه، وفق ما أرساه المؤسس هنري دونان”.
وإذ نوه الرئيس عون بـ”خدمات الصليب الأحمر اللبناني للمواطنين من اقصى الشمال الى أقصى الجنوب، وعلى كامل مساحة الوطن، من دون النظر الى إنتماء طائفي او مذهبي ولا إنتماء سياسي، سواء بالوقت والجسد، حيث ان هناك من إستشهد من أفراد مسعفي الصليب الأحمر، ومن أصيب، ولم يبخل أحد في مواصلة التقديمات الطبية والإنسانية”، اعتبر انه “من واجب الجميع في لبنان ان يقف الى جانب الصليب الأحمر. وقال: “أنا الى جانبكم على الدوام، واعدكم بالبقاء سندا كبيرا لكم. وأوجه تحية كِبَر لكل مسعفة ومسعف، ولكل متطوع ومتطوعة، يحملون شارة الصليب الأحمر لبذلهم وعنايتهم وتضحياتهم وخدماتهم لجميع المواطنين من دون إستثناء ولا تمييز ولا تردد، على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان”.
كلام رئيس الجمهورية جاء في خلال إٍستقباله بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور اللبنانية الاولى السيدة نعمت عون، وفدا من الصليب الأحمر اللبناني برئاسة رئيس الصليب الأحمر اللبناني الدكتور أنطوان الزغبي، ضم: ممثلي الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وأعضاء اللجنة التنفيذية في الصليب الأحمر اللبناني، وأمينه العام، ورؤساء الفروع، لمناسبة إطلاق الحملة المالية للعام 2025 من القصر الجمهوري.
وقال الرئيس عون للحاضرين: “إسمحوا لي ان اقدم لكم معاشي دعما لكم، ونحن مهما تكلمنا لن نتمكن من ان نفيكم حقكم وحق تعبكم وحق تضحياتكم”.
اضاف: “الجميع يعرف انني لما كنت قائدا للجيش، كلما طلبناكم، كنتم على الدوام بالقرب منا، واحيانا امامنا، وهذه الصورة منطبعة في ذهني ولا انساها، عدا ما نشهد له كل يوم من مسارعتكم لتلبية نداء أي مريض او جريح او أي مواطن. انتم، كصليب أحمر وهلال احمر تقدمون خدمات إنسانية لا تقدر بثمن. وقمة اللاأنانية عندما يضحي الإنسان للآخر من دون أي مقابل. وهذا ما تقومون به”.
وقيل لرئيس الجمهورية: “أنتم مثالنا الأعلى”، فرد: “أنتم المثال، لأن ما شاهدته واشهده من قبلكم يفوق أي وصف”، مؤكدا “العمل مع الجيش لتأمين مهابط للطوافات للمساعدة في الإخلاءات الطبية عند الحاجة”.
الزغبي
وكان اللقاء بدأ بكلمة للدكتور الزغبي قال فيها: “نطلق اليوم مع فخامتكم الحملة المالية السنوية للصليب الأحمر اللبناني للسنة 2025، وهي انطلاقة مهمة بالنسبة الينا في عهدكم. في زمن التآخي والتضامن والتكافل، شيم حملتموها في قلبكم وثـبـتـموها في مسيرتكم اينما كنتم. نعم يا فخامة الرئيس، وفي أول يوم من عهدكم كانت الكلمة المعبرة بكل وضوح، الجامعة لكل التباينات، والحاضنة شعبا تعب من الأزمات، والواعدة لغد مليئ بالحياة الكريمة والمبنية على الثوابت، ثوابت لبنان الأبدية: حرية المعتقد والتعبير وسيادة الدولة والمؤسسات واستقلال الوطن والكيان”.
أضاف: “اليوم، وفي هذه المناسبة بالذات نتوجه الى كل الخيرين بالقول: “بدعمكم منكفي”، نكمل مسيرة بدأناها سنة 1945 ورحلت أجيال وأكملت أجيال، وبقينا نبلسم جروحا، ونسند مريضا، ونؤمن الدم ومشتقاته في كل لبنان، ونعالج المحتاج ونساعده بحفظ كرامته أولا، وتأمين قدر المستطاع حاجاته الأساسية في كل الأيام وخصوصا في الأيام العصيبة التي شهدناها”.
وقال: “فخامة الرئيس، لقد تطور الصليب الأحمر اللبناني خلال كل هذه السنين ليستجيب الى حاجات المجتمع، وعمل بصمت وحكمة وجرأة على تثقيف شعب على الإستجابة الأولى. وحصَّن كوادره وقطاعاته العملانية، لينظم الرد الإنساني الفوري على الكوارث وليواكبها مع كل المعنيين وليحد من مخاطرها. نحن نحاكي شباب وشابات لبنان بتثقيف بنيناه على احترام القيم الإنسانية وأدبيات المجتمع والمبادئ العالمية لجمعيتنا. ولنا مدارس وكلية تمريض جامعية ومركز تدريب مثالي لتثبيت الهيكلية الأكاديمية في جمعيتنا، وأكثر من 5000 مسعف حاضرين على مدار الساعة على مساحة الوطن للإستجابة لكل انواع الطوارئ. وها نحن اليوم منظومة متكاملة للرّد المدروس على كل حالة طارئة فردية كانت ام جماعية وعلى كل وباء او كارثة مهما كان مصدرها.” فنحن مع 12000 متطوع على مساحة الوطن، عملنا مع الجميع، سلطات امنية ومدنية والوزارات والمحافظات والقائم مقاميات والبلديات، عملنا مع الجميع ومع شركائنا وخصوصا خلال الحرب الأخيرة لتخفيف الصدمة والآلام في أزماتنا ولترشيد الرّد الإنساني”.
وختم: “لكل هذا ننتظر اليوم من كل اللبنانيين دعما لنكمل معا دورنا في الحفاظ على الأمن والآمان الصحي لنبقى ونستمر جمعية وطنية تطوعية مساندة للدولة اللبنانية وللجيش اللبناني في ايام السلم والحرب أيضا. ان جمعيتنا مستمرة بفضلكم جميعا، لبنانيين مقيمين ومنتشرين في العالم، وأصدقاء من الجمعيات الوطنية، والإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، مستمرون لخدمة مجتمعنا عامة والمحتاجين خاصة. مستمرون للحفاظ على ثقتكم ومحبتكم واحترامكم بعدم تحيزنا ووحدتنا وحيادنا المطلق. مستمرون على الرغم من غبار الجرود ولهيب السواحل ودمار الغضب. مستمرون بتطوع حدوده ما وراء الواجب، شاكرين من القلب اهلنا واصدقاءنا، وخصوصا لفتتكم الكريمة اليوم وكل يوم. مستمرون بمحبتكم يا فخامة الرئيس وبدعمكم لبنان “بكفي ومنكفي”.