إثبات حضور سياسي وتقديرات بتصويت اقل

10 مايو 2025
إثبات حضور سياسي وتقديرات بتصويت اقل


كتبت” الاخبار”: الانتخابات البلدية في مرحلتها الثانية، لا تبدو مختلفة كثيراً عن المرحلة الأولى والمشهد المعقّد سياسياً وعائلياً ومحلياً، يقود إلى تقديرات أساسية منها:

أولاً: لا توجد حماسة جدّية عند الجمهور للمشاركة في الانتخابات البلدية، ويتوقّع أن لا ترتفع نسب التصويت عمّا كانت عليه في جبل لبنان، مع تقديرات بأن تكون أقل. وهو أمر ناتج أساساً من غياب الثقة لدى الجمهور بإمكانية التغيير الفعلي، وبفعل قرار القوى الكبيرة عدم تحريك الماكينات الانتخابية، وما يعني ذلك من إنفاق مالي.
ثانياً: يعاني الشمال مثله مثل بقية المناطق من مرض المنافسة على تولّي مراكز سلطوية. وهو أمر يجعل الترشيح للانتخابات البلدية يأخذ بعداً شخصياً، ينعكس مشكلة في تركيب اللوائح والتحالفات. وقد يهدّد بعض التنوع في بلديات كبيرة مثل طرابلس.
ثالثاً: لا يبدو أن المسلمين في كل الشمال، يقتربون من مواجهة تهدف إلى تحقيق فرز سياسي. وبين عزوف تيار «المستقبل» وحياد المرجعيات النافذة، لم يظهر أن الطرف الخارجي، والمقصود به السعودي، في وارد رعاية معركة كونه لا يجد بين المتنافسين من هو في موقع الخصومة مع الرياض. وهذا يعني أن المنافسة القائمة الآن تأخذ في غالبية المناطق بعداً عائلياً ومحلياً ضيقاً.
رابعاً: كما في جبل لبنان، فإن البعد السياسي يمكن تلمّسه في المعارك داخل البلديات حيث الغالبية من الناخبين هي من المسيحيين. وهذا ما سيظهر في أقضية البترون والكورة وزغرتا وبشري إلى جانب بعض بلديات عكار. وفي هذا السياق، توجد معركة تثبيت الحضور، بين قوى ترى أن الظرف مناسب لتعزيز سطوتها السياسية، كحال «القوات اللبنانية» والشخصيات أو المجموعة الحليفة لها، وهؤلاء سيواصلون تحريض الناس على خلفية أن خصومهم، من التيار الوطني الحر إلى تيار المردة إلى الحزب القومي هم من «أنصار الممانعة التي هُزمت». وهو شعار يفترض هؤلاء أنه سيحرّض الناس على المشاركة.
 
عملياً، يغيب عن انتخابات الغد، أي نقاش جدّي ونوعي حول واقع البلديات في كل الشمال. وحيث لا يسمع الناخبون ولا الرأي العام، أي تصور جدّي، لبناء واقع تنموي مختلف، وهو ما يظهِر هذه المنطقة في صورة الكسل المستمر منذ عقود، حتى ولو كانت الدولة هي أول من مارسه.