عون في الكويت.. لبنان بصدد تطبيق الورقة الكويتية

12 مايو 2025
عون في الكويت.. لبنان بصدد تطبيق الورقة الكويتية


فيما يبدأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب غدا جولة تستمر ثلاثة أيام وتشمل السعودية وقطر والإمارات، يواصل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، تحضيراته لاستكمال جولتة العربية والخليجية التي تهدف إلى إعادة وصل ما انقطع بين بيروت والعواصم العربية، وفيما زار أمس الكويت حيث سيلتقي اليوم أمير الدولة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، فإنه سيزور القاهرة في الأيام المقبلة في إطار مساعٍ واضحة لإعادة تثبيت حضور لبنان على الساحة العربية على أن يشارك في 17 ايار الجاري في القمة العربية التي تعقد في العراق وسوف تناقش التحديات التي تواجه الدول العربية والمنطقة.

وتأتي جولة الرئيس عون في ظرف سياسي معقد في المنطقة، إذ يسعى لبنان إلى إعادة ترميم علاقاته مع الدول الخليجية، التي تضررت في السنوات الماضية ما أدى إلى توترات غير مسبوقة وقطيعة شبه كاملة مع السعودية وعدد من دول مجلس التعاون. ويمكن القول، بحسب مصار سياسية، أن زيارة الرئيس عون للكويت تأتي في سياق تكريس التحوّل الإيجابي الذي بدأ مع سلسلة زيارات سابقة شملت السعودية، قطر والإمارات، وإعادة تموضع لبنان كلاعب فاعل في محيطه العربي، وتهيئة الأرضية الداخلية والخارجية لمرحلة إنقاذ اقتصادي طال انتظارها.

ما يهم لبنان الرسمي اليوم، بحسب مصادر سياسية، إعادة بناء علاقات متينة مع دول الخليج، بما يعزز الاستقرار والنهوض الاقتصادي، فهناك إرادة سياسية للتصدي للتحديات الداخلية والمضي في استعادة دور لبنان الإقليمي والدولي بدعم ومواكبة عربية وخليجية واسعة.

وتعتبر مصادر دبلوماسية أن الكويت أسوة بدول الخليج تبدي التزامها الثابت بدعم لبنان في الحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه، وتشدد على أهمية تطبيق قرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 1701، إضافة إلى ضرورة احترام اتفاق الطائف كأساس للاستقرار السياسي ودعم جهود الجيش اللبناني والقوى الأمنية في تعزيز الأمن الداخلي. وتعكس هذه الزيارة، بحسب هذه المصادر ،عمق العلاقات الأخوية التي لطالما ارتكزت على أسس من التفاهم المشترك والمصالح المتبادلة، وما يبرز في هذا الإطار هو تأكيد الكويت الدائم التزامها المستمر بدعم استقرار لبنان ووحدة شعبه، مستندة بذلك إلى مواقفها الثابتة تجاه لبنان من خلال دعمه في أوقات الأزمات، لاسيما خلال الحرب الاسرائيلية عليه، حين سارعت إلى إطلاق جسور جوية إنسانية لتلبية احتياجات المتضررين.

وترى مصادر سياسية مقربة من دول الخليج، أن دول الخليج لا تريد من لبنان سوى تطبيق مبدأ السيادة المتبادلة، وضبط الأمن المشترك. وهذه المقاربة لا تأتي في فراغ، بل هي نتاج تراكم طويل من التوترات التي شهدتها العلاقات اللبنانية-الخليجية خلال السنوات الماضية جراء ملفات تهريب المخدرات وعلى رأسها الكبتاغون بعد إحباط شحنات ضخمة مصدرها لبنان أو تمر عبره. وترى هذه المصادر أن الكويت على غرار السعودية والامارات وقطر تريد رسم خارطة طريق لعودة العلاقات الطبيعية، لكن مشروطة بالانضواء مجدداً ضمن الحاضنة العربية وفق قواعد واضحة لا لبس فيها وتتصل بالاصلاحات المالية والاقتصادية والسياسية، مع اشارة هذه الأوساط إلى أن الفرصة مؤاتية اليوم لتطبيق الورقة الكويتية التي تشكل خارطة طريق لمساهة هذه الدول في عملية إعادة الإعمار.
وكان رئيس الجمهورية أكد يوم السبت في مقابلة مع التلفزيون الكويتي أن “الكويت لعبت أدوارا كبيرة في السابق منذ بداية الحرب في العام 1973، وقد استضافت في العام 1988 القمة العربية، ومن ثم القمة السداسية في العام 1989. كما كانت لها محطات أخرى في العام 2006 وقد تبرعت بحوالي 300 مليون دولار لإعادة الإعمار و180 مليون دولار للبنى التحتية. وآخر المحطات كانت في العام 2022 وتمثلت بالمبادرة الكويتية لترميم العلاقة بين لبنان والخليج والتي تضمنت عدة نقاط منها: التزام لبنان بسياسة النأي بالنفس، ومنع استخدامه كمنصة سياسية، وتشديد الرقابة على تهريب المخدرات، والتزام لبنان بالقرارات الدولية، وإجراء إصلاحات داخلية، والتعاون مع الأجهزة الأمنية وضمان استقلالية القضاء. وهذه البنود مذكورة في خطاب القسم والبيان الوزاري، ونحن في صدد تطبيقها”.