متوقعٌ كل ما هو مرتبط باكتشاف عملاء في بيئة “حزب الله”. المسألةُ هذه ليست غريبة لاسيما إبان الحرب الإسرائيلية التي طالت لبنان، وكشفت عن “تغلغل” الجواسيس في أوساط الحزب وصميم بيئته.
التوقيف الذي أسقطَ العميل محمد هادي صالح من بلدة رامية – جنوب لبنان، كشف عن “كنز أسرارٍ” ربما يقودُ إلى “أطراف خيط” لاكتشاف عملاء آخرين، تورّطوا بـ”تصفية قادة من حزب الله” وإعطاء إسرائيل الإحداثيات لاستهداف مراكز حساسة للحزب في بيروت والجنوب.
معلومات “لبنان24” تكشف أن صالح تورَّط بتسريباتٍ “خطيرة” أوصلها إلى إسرائيليين هاتفياً، مشيرة إلى أنَّ انخراط صالح بالبورصة والتلاعب بها وخسارته الكثير من الأموال، قد يكون من الدوافع الأساسية لسلوك “الطريق الأخطر”، وهو العمالة لجني الأموال على مدى أشهر.
المصادر تكشف أنَّ صالح زوّد مشغليه بمعطيات حساسة جداً عن مواقع ومعلومات مرتبطة بقياديين في “حزب الله” ضمن الضاحية الجنوبية لبيروت، كما أنه كان ومن خلال “قربه” من “مجاهدين” في حزب الله، على مقدرة من تتبع العديد من المسؤولين والعناصر الذين تم استهدافهم من قبل إسرائيل.
ما كشفته قصة صالح يفتحُ الباب أمام تفاصيل “الحرب الأمنية” التي يخوضها “حزب الله” في أوساط عناصره، وما يتكشف يعطي انطباعاً أساسياً عنوانه أنّ البيئة القيادية لـ”حزب الله” كانت مخروقة حتى الصميم، لدرجة أن أشخاصاً مقربين من شهداء ظهروا كعملاء.
تقول مصادر معنية بالشأن العسكريّ لـ”لبنان24″ إنَّ إسرائيل خرقت “عظام حزب الله” من خلال تجنيد عملاء أطاحوا بـ”كبار الرؤوس والقادة”، مشيراً إلى أن “أزمة الثقة الموجودة داخل الحزب قد تنعكس على أدائه، وهو هدف إسرائيلي سعت تل أبيب لتحقيقه من خلال أساليب الحرب النفسية التي تعتمدها بشكل غير مباشر”.
أمام ذلك، ترى المصادر أن الإختراقات التي تحصل بين الحين والآخر، تكشف تماماً أن “حزب الله” لم ينجح في وقف شبكة العملاء بالكامل، والدليل على ذلك اغتيال إسرائيل، الأربعاء، حسين نعمة ملحم الملقب بـ”شمران”، وهو أحد قادة “حزب الله”.
ما يجري يؤكد تماماً أن العملاء ما زالوا ينشطون بناء لمعلومات استخباراتية مُسبقة، علماً أن قادة “حزب الله” باتوا الآن محكومين بـ”قيود على صعيد التقنيات والتواصل والتنقل ” أكثر صرامة من السابق، ما يعني أنّ الخرق الداخلي الذي يُسفر عن حصول اغتيال مُنسق ومُحدّد، يأتي من خرق داخلي يصعب اكتشافه وتحديده بسهولة.
في خلاصة القول، قد يكون بقاء “حزب الله” وصموده عسكرياً من الأمور “الأكثر بساطة”، لكن الحرب الأمنية التي يواجهها في داخله ناهيك عن أزمة الثقة، قد تدفع الحزب نحو سيناريوهات صعبة قد ينجح في مواجهتها، وبالتالي الحفاظ على التماسك الداخلي وتحقيق عملية تطهير صفوفه من العملاء والمدسوسين لصالح إسرائيل.. فهل سيتحقق ذلكَ حقاً خلال المرحلة المقبلة؟