وجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر، رسالة إلى بطريرك القدس وسائر فلسطين ثيوفيلوس الثالث، جاء فيها: “نكتب إليكم وكلنا أمل أن تتلقوا رسالتنا التي نسجلها ونسطرها للتاريخ بصدر رحب وبتقبلٍ أخوي”.
وأضاف: “لقد آلمنا كثيراً القرار الذي أخذتموه في مجمعكم المقدس والذي أصدرتموه وعممتموه بتاريخ 15 أيار 2025 والذي ورد على صفحة بطريركيتكم كالتالي: “ومن حِرصِ صاحبِ الغبطةِ على مَصلَحةِ الشُّؤونِ الرَّعائيَّةِ والمَصلَحةِ الرُّوحيَّةِ لِأَبناءِ الرَّعِيَّةِ في عكّا وتَسييرِ الأُمورِ الرُّوحيَّةِ والإِداريَّةِ، تَمَّ نَقلُ وتَعيينُ سِيادَةِ رَئيسِ أَساقِفَةِ قَطَر، مَكاريوس، لِيَصيرَ مِترُوبوليتًا على بَتُوليمائيس المُقَدَّسَةِ – عكّا. كما تَمَّ نَقلُ وتَعيينُ سِيادَةِ رَئيسِ أَساقِفَةِ مأدَبا أَريسطوفولوس، لِيَصيرَ رَئيسَ أَساقِفَةِ قَطَر”.
وتابع يوحنا العاشر في الرسالة: “نجد أنفسنا مضطرين، بادئ ذي بدء، ومن جديد إلى توضيح موقفنا وحقنا بالولاية الكنسية الأنطاكية على قطر. مذ بدأت هذه القضية في ربيع العام 2013 والكنيسة الأنطاكية لم تأل جهداً في مد جسور الحوار والتلاقي قبل قطع الشركة مع بطريركيتكم وبعدها. وغير خافٍ عليكم أن هذه الخطوة أي إعادة تسقيف رئيس أساقفة جديد على قطر إنما تنسف من جديد كل ما توصلنا إليه من خطواتٍ حتى بعد إلغائنا قرار قطع الشركة وإعادة العلاقات على سابق عهدها”.
كما جاء في الرسالة: “في الفترة الأخيرة وإبان الحرب الآثمة على غزة، كنا قد اتخذنا قراراً تاريخياً بإعادة الشركة مع الكنيسة المقدسية وقوفاً منا إلى جانب إخوتنا وتأكيداً منا أن أخوتنا بالمسيح الناهض من بين الأموات توجب علينا أن نتعالى على كل شيء في وقت الضيق. ومن هنا كان قرارنا بإعادة الشركة الكنسية مع ضرورة أن يتم الاتفاق على متابعة القضية وحلها. ومن هذا المنطلق أيضاً ومن إيماننا بضرورة حل هذه القضية، كانت زيارتنا الأخيرة إلى كنيسة القديسين اسحق وجاورجيوس في قطر ولقاؤنا بسيادة المطران مكاريوس وبأبنائنا الأنطاكيين العائشين هناك. نقول هذا، ونستذكر معاً جهود الوساطة التي قمنا بها عبر مطران عمان خريستوفورس والتي كانت تسير بخطى ثابتة وأوشكت أن تلامس شبه حلٍّ في السنين الأخيرة”.
وختم: “نجد أنفسنا مضطرين أن نسجل هذا الموقف وأن نقول لكم آسفين أن قراركم الأخير جاء مخيباً لكل آمالنا وضارباً بعرض الحائط كل نية طيبة وكل محاولةٍ للتوفيق ولتقريب وجهات النظر في هذه القضية. ومن جديد، المسيح قام حقاً قام”.