شهدت فعاليات الدورة الـ66 لمعرض بيروت العربي الدولي للكتاب إقبالاً لافتاً من الزوار، مع تنوع ثري في البرنامج الثقافي المصاحب. وتوزعت الفعاليات بين ندوات تكريمية لأعلام الفكر والأدب، وجلسات ناقشت قضايا معاصرة مثل الذكاء الاصطناعي وأدب الأطفال، فضلاً عن إطلاق إصدارات جديدة وحفلات توقيع.
نظّم النادي الثقافي العربي ندوة بعنوان “مئوية سليمان البستاني”، بمشاركة نخبة من الأدباء والأكاديميين، الذين سلطوا الضوء على إسهامات البستاني في النهضة العربية، لاسيما ترجمته الشعرية للإلياذة، التي وُصفت بـ”الإنجاز الحضاري”. وتناول المتحدثون دوره الفكري والسياسي، ودعوته للإصلاح التعليمي ومحاربته الطائفية.
واستضافت ندوة “الغواص أبو حامد الغزالي” الروائية المصرية ريم بسيوني، التي تحدثت عن روايتها الجديدة المستلهمة من سيرة الغزالي، مركزةً على الجانب الصوفي والإنساني في حياته. وناقشت التحديات التي واجهتها في تصوير تجربة الشك العميق التي عاشها الفيلسوف، مؤكدةً أهمية الفكر الصوفي في الأدب المعاصر.
وفي جلسة بعنوان “الحصن الأخير”، ناقش المشاركون دور الثقافة كملاذ أمام الأزمات السياسية والاجتماعية. وأكد علي الصمد، المدير العام لوزراة الثقافة، على أهمية الثقافة في الحفاظ على هوية لبنان، بينما رأى الناقد إبراهيم العريس أن الفن والفكر هما أداتا التغيير الحقيقي في مواجهة “الخيبات العربية المتتالية”.
من ناحية أخرى، ناقشت ندوة “أدب الأطفال… تحديات معاصرة” التغيرات التي يواجهها القطاع، من تنافس الشاشات إلى صعوبات النشر. وشاركت الكاتبة فاطمة شرف الدين تجربتها في مواكبة التحول الرقمي مع الحفاظ على القيم، بينما حذّرت سناء شبانّي من تدني جودة بعض الإصدارات بسبب عدم تخصص كُتّابها في أدب الطفل.
في محور “العصر الرقمي ومستقبل القيادة”، ناقش كتاب “نقطة ضوء” للدكتور حاتم علامي تحولات القيادة من “الكاريزما إلى الخوارزميا”، وطرح أسئلة حول تأثير التكنولوجيا على الهوية الإنسانية. كما تناولت جلسة منفصلة مخاطر الذكاء الاصطناعي في توليد المحتوى، ودعت إلى ضوابط أخلاقية وقانونية.
وشهد اليوم أيضاً إطلاق كتاب “فلسفة التواصل” للدكتورة مي العبد الله، الذي يناقش تحول الإعلام إلى “فئة فلسفية”، وندوة حول كتاب “زمن الطوفان… لكن أين نوح؟” للشاعر عمر شبلي، الذي جسّد فيه هموم الواقع العربي عبر قصيدة مقاومة.