عام 2026… تسونامي الحريري في بيروت وتراجع التغييريين

26 مايو 2025
عام 2026… تسونامي الحريري في بيروت وتراجع التغييريين


بعد نتائج الإنتخابات البلديّة والإختياريّة في بيروت، تترقّب العاصمة الإستحقاق النيابيّ الذي سيجري في العام المُقبل، بمُشاركة “تيّار المستقبل”، بعد إعلان الرئيس سعد الحريري في شباط الماضي، عن رغبته في خوض السباق النيابيّ.


Advertisement

]]>

 
وشكّلت نتائج الإنتخابات البلديّة في بيروت ضربة قويّة لتكتلّ نواب “المجتمع المدنيّ”، بعد سيطرة الأحزاب على هذا الإستحقاق، حيث كان “التغييريّون” يطمحون إلى إحراز نتيجة إيجابيّة تُبرهن أنّهم لا يزالون فريقاً فاعلاً في العاصمة.
 
وبرهنت نتائج الإنتخابات البلديّة والإختياريّة في بيروت، أنّ هناك قوى أثبتت وجودها في العاصمة، وهي قادرة فعلاً على التضييق على “المستقبل”، كما كان الحال عليه في العام 2018، عندما استطاعت لائحة النائب فؤاد مخزومي تحقيق حاصل، وتمكن تحالف “حزب الله” – “التّيار الوطنيّ الحرّ” من الفوز بـ4 مقاعد، بينما استطاع فريق الرئيس سعد الحريري المُحافظة على 6 نواب مع “التقدّمي الإشتراكيّ”.
 
أمّا في العام 2022، فقد نالت كتلة “التغيير” في بيروت عدداً لافتاً جدّاً من الأصوات تخطّى الـ30 ألف، وفازت بمقعدين سنّيين إضافة إلى واحد للروم الأرثوذكس. غير أنّ الإنتخابات البلديّة كانت خيبة أمل كبيرة للمجتمع المدني، فلم يستطع أنّ يخرق لائحة الأحزاب التقليديّة، وأشارت أوساط سياسيّة عديدة إلى أنّ دوره في الحياة السياسيّة شارف على الإنتهاء بسبب عدم تحالفه مع قوى نيابيّة التقى معها في العديد من الإستحقاقات الدستوريّة.
 
لكن، هناك علامة إستفهام إذا ما كان المغتربون لا يزالون يُؤمنون بالتغيير في لبنان، وبإعطاء أصواتهم لمرشّحي المجتمع المدنيّ، أمّ أنّ الكثيرين باتوا الآن يعتقدون أنّ نهوض البلاد سيحصل عن طريق تحقيق رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون لخطاب قسمه، ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام لبيان حكومته. كذلك، فإنّ عودة “المستقبل” ستُشكّل أيضاً نكسة سياسيّة لـ”المجتمع المدنيّ”، وخصوصاً وأنّ مقاعد “التغييريين” في بيروت كانت كلّها من حصّة الرئيس الحريري، التي نالت لائحته في آخر مُشاركة لتيّاره في العام 2018، أكثر من 62 ألف صوتٍ.
 
وتتوقّع مصادر نيابيّة عبر “لبنان 24” أنّ تكون عودة الحريري العام المُقبل بمثابة “تسونامي سياسيّ” في العاصمة، وتُشير إلى أنّه قادر بسهولة على استرجاع 5 مقاعد لفريقه، بينما “حزب الله” وحلفاؤه، يستطيعون الفوز بـ3 إلى 4 مقاعد، والنائب فؤاد مخزومي بحاصلٍ، والمفاجأة قد تكون بانخفاض تمثيل نواب “التغيير” إلى واحد، وهذا الأمر بالنسبة إلى “المجتمع المدنيّ” عكسته الأرقام المتدنيّة التي نالها مرشّحو لائحة “بيروت مدينتي” في الإستحقاق البلديّ، حيث ترواحت الأصوات التي أحرزوها بين الـ5 آلاف والـ13 ألف صوت، أيّ بفارق كبيرٍ جدّاً عن المرشّحين الفائزين والخاسرين الاخرين.
 
وتُضيف المصادر النيابيّة عينها، أنّ عودة “المستقبل” ستكون على حساب “المجتمع المدنيّ” حكماً، وخصوصاً في ما يتعلّق بالمقاعد السنّية ليس فقط في بيروت، وإنّما في البقاع كلّه والشمال والجنوب وجبل لبنان. وتُتابع المصادر أنّ فريق الحريري سيرفع الحاصل الإنتخابيّ في بيروت، بسبب المُشاركة السنّية التي من المتوقّع أنّ تكون لافتة في العام المُقبل، للتشديد على نهج “الحريريّة السياسيّة”.
 
أمّا في دائرة بيروت الأولى، فتقول مصادر إحصائيّة إنّ تدنّي عدد المقترعين في الإنتخابات البلديّة والإختياريّة، سيصبّ من جديد لصالح النائبة بولا يعقوبيان، التي استطاعت مع زميلتها سينتيا زرازير في العام 2022، الفوز بسبب إنخفاض نسبة الإقتراع والحاصل الإنتخابيّ، الأمر الذي يُشكّل تحدّياً للأحزاب المسيحيّة في الأشرفيّة، مثل “الكتائب” و”القوّات” و”التيّار الوطنيّ الحرّ”.