حزب الله أكثر ارتياحاً لعون من سلام: رعد من بعبدا : مساحة التفاهم واسعة

27 مايو 2025
حزب الله أكثر ارتياحاً لعون من سلام: رعد من بعبدا : مساحة التفاهم واسعة


البارز سياسيا امس، كانت زيارة رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد لرئيس الجمهورية جوزاف عون يرافقه نواب الكتلة علي عمار، حسين الحاج حسن، امين شري وحسن فضل الله، وجرى بحث للأوضاع العامة في البلاد في ظل التطورات المتسارعة، خصوصا على الساحة الجنوبية، والاتصالات التي تجريها الدولة اللبنانية لالزام إسرائيل تنفيذ بنود اتفاق وقف الاعمال العدائية الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني من العام الفائت. 

وكتبت” الديار”: كشفت زيارة نواب كتلة «الوفاء للمقاومة» الى بعبدا امس، ليس فقط عن الهوة الكبيرة بين حزب الله ورئيس الحكومة نواف سلام، وانما بين مقاربة الرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة لملف سلاح المقاومة، حيث يبدو الرجلان على طرفي نقيض، في ظل اصرار سلام على انهاء بقية الود المتبقي مع الحزب. ولا يتوانى عن اطلاق التصريحات الاستفزازية التي ترضي الخارج، دون ان يلتفت الى تداعياتها الداخلية، فيما يتعامل الرئيس عون بحكمة متناهية وود غير مفتعل مع الملف، وهو ما ظهر بالامس خلال الاجتماع في القصر الجمهوري، حيث كان التفاهم المتبادل عند حدوده القصوى، واتسمت الاجواء بالايجابية والصراحة.
وان لم يكن اللقاء جزءا من الحوار المفترض بين الجانبيين، الا انه يأتي في سياق استكمال تبادل الافكار والمعلومات، التي لم تتوقف على نحو غير مباشر بين الطرفين حول الاوضاع العامة في البلاد، وخصوصا التحدي الذي يفرضه الاحتلال «الاسرائيلي».
وبحسب مصادر مطلعة، اطلع عون الوفد على طبيعة الضغوط الاقليمية والدولية على لبنان، واطلعهم على الجهد الديبلوماسي الذي يبذله لاجبار «اسرائيل» على تنفيذ القرار 1701. وتم استعراض نتائج الانتخابات الاخيرة، وملف اعادة الاعمار، واثنى الحزب على مواقف الرئيس ومقاربته للامور، وشرح النائب محمد رعد وجهة نظر الحزب، التي تم تظهيرها من خلال كلمة الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي حدد اولويات المقاومة، وتم الاتفاق على تكثيف التواصل للوصول الى المقاربة الامثل لحماية البلاد.
ووفق مصادر مطلعة تم الاتفاق بين عون ووفد الحزب على إبقاء التواصل مفتوحا، وشرح رئيس الجمهورية للوفد تصوره لـ«الحفاظ على سيادة الدولة وحماية اللبنانيين».
وكتبت” الاخبار”؛قالت مصادر مطّلعة إن «علاقة حزب الله برئيس الجمهورية تحكمها الإيجابية والانفتاح»، وهو ما ظهر في لقائه أمس مع رئيس وأعضاء من كتلة «الوفاء للمقاومة» زاروه في بعبدا لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، حيث قدّم النائب محمد رعد «التهاني والثناء على مواقف الرئيس عون التي تتّسم بالموضوعية والمقاربة الهادئة للأمور».
وأضافت المصادر أنّ عون «أثنى على دور المقاومة» في حماية لبنان، وأكّد أن «هناك إجماعاً عند كل الأطراف، في الداخل والخارج، على أن للحزب وللثنائي الشيعي حيثية وحضوراً لا يُمكن لأحد أن يتجاوزهما»، مشيراً إلى «دورهما الوطني في الانتخابات البلدية لبيروت حيث ساهما في الحفاظ على التوازن».
وقال عون إنه «يتفهّم بأن المقاومة تحتاج إلى وقت للإجابة عن كثير من الأسئلة، لكن من الجيد أيضاً إعطاء مؤشرات إيجابية للخارج، فالدولة مصرّة على تحقيق الإصلاحات المطلوبة وهناك تحضيرات لمؤتمرات خارجية سيكون لبنان مستفيداً منها وهذا يحتاج إلى تعاون في الداخل».
واعتبرت مصادر قريبة من الرئيس عون أن «الاجتماع هو بمثابة لقاء أول للحديث حول استراتيجية الدفاع الوطني».

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان اللقاء الذي جمع الرئيس جوزاف عون مع وفد كتلة الوفاء للمقاومة هو الاول بعد مشاركة الوفد في الإستشارات النيابية الملزمة وغير منفصل عن حراك الوفد في اتجاه الرئاسات الثلاث، في رسالة اراد الوفد ولاسيما حزب الله ارسالها في ما خص التواصل مع الدولة اللبنانية، مشيرة الى ان اللقاء مع الرئيس عون بالتحديد له مدلولاته في خضم الحوار حول السلاح الذي اعلن الرئيس عون ان المسار المتصل به لن يكون بالقوة.
ولاحظت المصادر ان موقف الكتلة لم يُعطِ أية اجوبة حول تسليم السلاح انما كان لافتا ما قاله النائب رعد من ان لا امتيازات للدولة دون واجبات وعندما تتساوى الإمتيازات والواجبات يحصل التفاهم.
لكن المصادر قرأت هذا اللقاء في سياق بدء التواصل مع قصر بعبدا حول ملفات متعددة.
ونقلت «اللواء» عن مصادرمتابعة ان اللقاء لا يعني بالضرورة بداية الحوارالمباشر بين الطرفين حول موضوع سلاح المقاومة والذي يتولاه حالياً مستشار الرئيس العميد اندره رحال، لكنه يمهد لاحقا للحوار لمباشر في الوقت المناسب، وقدّم كُلٌّ من عون ورعد وجهة نظره حول الوضع الجنوبي.
واكدت المصادر ان اللقاء خلق جوّاً ايجابياً بين الطرفين لكنه بحاجة الى متابعة. 
وكتبت” النهار”: بدأ الحكم والحكومة تركيز الاتصالات الديبلوماسية وإعلاء المواقف لإنجاز نشر الجيش في الجنوب ومضاعفة الضغوط على إسرائيل، باعتبار أن الحلقة التالية يفترض أن تطلق المساعي الجديّة للبدء بإعادة إعمار المناطق المدمرة والمتضررة. 
غير أن هذا الاتجاه لم يحجب التعقيدات التي لا تزال ماثلة بقوة أمام الدولة اللبنانية التي بالكاد تمكّنت من المونة على الولايات المتحدة الأميركية لتمرير انتخابات الجنوب السبت الماضي، من دون تصعيد إسرائيلي كان يمكن أن يعطل الجولة الرابعة والنهائية من الانتخابات. وقد شكّل استئناف الغارات والعمليات الإسرائيلية التي كان آخرها عصر أمس على السلسلة الشرقية رسالة واضحة حيال عدم حصول أي تغيير إيجابي في المنحى الميداني جنوباً وعبر الجنوب، ولو أن ملف انتشار الجيش اللبناني واستكماله في جنوب الليطاني وإعلان الاتجاه إلى سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات، بدءاً بمخيمات بيروت يفترض أن يشكلا تطورا مفصلياً لجهة بدء المعالجات الديبلوماسية الناجعة وتحديداً المعالجات الأميركية لملف بسط السيادة اللبنانية. 
ولا تقتصر المحاذير التي عادت إلى الظهور بقوة مع استئناف الغارات الإسرائيلية على مناطق لبنانية جنوبية أو بعيدة عن الجنوب، بل إن المواقف النمطية للأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم الذي اختار اليوم التالي لانتخابات الجنوب ليعيد ترداد معزوفة المقاومة والتمسك بثلاثية “جيش شعب مقاومة” في تحدً مباشر للمواقف والالتزامات التي يدأب على إطلاقها كل من رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، باتت تثير التساؤلات بعمق أكبر وأكثر اتساعاً عما يراهن عليه الحزب بعد كل هذا الطوفان الكارثي الذي تسبّب به للبنان؟

وكتبت” نداء الوطن”: اختار “حزب الله” أمس توقيت زيارته الأولى العلنية لقصر بعبدا غداة إعلان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم تمسكه بالسلاح. وقرنَ “الحزب” القول بالفعل باعتراض سيارة تابعة لـ “اليونيفيل” في منطقة الليلكي بالضاحية الجنوبية لبيروت. كما ترافق لقاء بعبدا مع إعلان السلطات السورية ضبط شحنة صواريخ كانت تعبر سوريا إلى “الحزب” في لبنان.
وبدت هذه الزيارة التي جرى تعليق الآمال عليها سابقاً بأنها تمثل كذبة في سياق تضييع الفرص على لبنان في مرحلة دقيقة من تاريخه. ولا تفيد هنا كل العبارات التي استخدمها رئيس وفد “الحزب” النائب محمد رعد التي أراد فيها تزيين العلاقات بين حارة حريك وبين رئيس الجمهورية جوزاف عون طالما أن الزيارة رافقها “التسويف والمماطلة واللعب على الألفاظ في ما يتعلق بقرار “الحزب” حول السلاح” وفق تقدير المراقبين. ورأى هؤلاء أن تضييع الفرص “يفسر لماذا لم يدع رئيس الجمهورية إلى لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب بينما دعيَ الرئيس السوري أحمد الشرع، ما يعكس استياء أميركياً من أن الأمور في لبنان تسير ببطء شديد وسط تموضع رسمي لبناني في الرهان على التطورات الخارجية الأميركية الإيرانية”. 
اضافت “نداء الوطن” أن زيارة وفد “كتلة الوفاء للمقاومة” تشكل تمهيداً للحوار الذي ينوي الرئيس عون عقده ريثما تنضج الظروف. وفي المعلومات أن عون شرح للوفد كل ما يحيط بالوضع العام وخصوصاً لجهة بسط الدولة سيطرتها على كامل الأراضي وتمسّك بكل تصاريحه السابقة، في حين كان موقف الكتلة نابعاً من مواقفهم التي تؤكد ضرورة تحرير الأسرى وانسحاب اسرائيل ووقف الخروقات قبل البحث بأي أمر آخر. وفي الخلاصة لا يزال عون عند موقفه بحصرية السلاح و”الحزب” متمسك بانتظار انطلاق الحوار.
وكان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، اكد أن مساحة التفاهم مع رئيس الجمهورية واسعة ويعوّل عليها. وقال بعد لقائه ووفد من الكتلة، رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، إن اللقاء تطرق إلى مسألة حفظ السيادة الوطنية، وضرورة إنهاء الاحتلال «الإسرائيلي»، ووقف الخروقات المتكررة المدعومة من الدول الضامنة، وإعادة الإعمار وحفظ الاستقرار وتحرير المؤسسات، عبر الالتزام بالاستحقاقات الدستورية، كما حصل مؤخراً في الانتخابات البلدية والاختيارية.
وشدّد على أن مساحة التفاهم مع الرئيس عون «واسعة ويُعوَّل عليها»، مضيفاً: «نحن لا نرى أنفسنا ملزَمين بتوقيت أو مكان أو أسلوب معيّن، طالما أن الرئيس يحرص على تحقيق الأولويات، وفي طليعتها: حفظ السيادة، إنهاء الاحتلال ووقف الخروقات.