تعيينات مصرف لبنان: صندوق النقد يريد حصّة

27 مايو 2025
تعيينات مصرف لبنان: صندوق النقد يريد حصّة


كتبت” الاخبار”: في 9 حزيران المقبل تنتهي ولاية نواب حاكم مصرف لبنان الأربعة، بالإضافة إلى رئيس وأعضاء لجنة الرقابة على المصارف، وثلاثة أعضاء معينين كخبراء في هيئة الأسواق المالية.

هذه التعيينات ستتم من خارج آلية التعيينات التي أقرّها مجلس الوزراء، أي إن اختيارات المرشحين تخضع مباشرة لمباركة زعماء الطوائف مع تعديل واحد أساسي عما كان يحصل سابقاً، وهو أن «صندوق النقد الدولي» سيكون شريكاً في المحاصصة على لجنة الرقابة على المصارف.
قبل أكثر من أسبوع، زار حاكم مصرف لبنان كريم سعيد رئيس مجلس النواب نبيه برّي وسأله عن الاسم الذي يرغب به أن يكون في موقع نائب الحاكم الأول الذي يكون من حصّة الشيعة، فأجابه: وسيم منصوري.
ونُقل أيضاً عن أن وليد جنبلاط سُئل عن مرشّحه للنائب الثاني الذي يكون في العادة من حصّة الدروز، فأجاب سريعاً بأنه يريد المدير التنفيذي في مصرف لبنان مكرم بونصّار.
وتفاوتت الإجابات المتعلقة بالحصّة السنية، أي النائب الثالث الذي يشغله حالياً سليم شاهين، بين التجديد له وبين تعيين مازن سويد الذي يرعاه الرئيس فؤاد السنيورة وذلك ربطاً بتعيينات لجنة الرقابة التي يكون رئيسها سنّياً وما إذا كان سيتم تعيين سويد في موقع رئيس اللجنة أو في نيابة الحاكمية، كما أن النائب الرابع المعروف بـ«الأرمني» جاءت إجابة الطاشناق عليه، وهي إجابة أولية، بأنه لا مانع من بقائه.
عن تعيينات لجنة الرقابة على المصارف. أبلغ الرئيس برّي، أنه يريد ربيع نعمة في موقع العضو الشيعي في الهيئة، ويبدو أن النقاش ما زال دائراً في الأسماء التي تشغل مواقع مخصّصة في العرف للمسيحيين، أو في موقع رئيس اللجنة الذي تشغله حالياً ميا الدباغ والتي قالت في أكثر من مناسبة إنها لا تريد الاستمرار في اللجنة، وأن موقعاً معروضاً عليها للعمل لدى صندوق النقد الدولي. ويجري الحديث عن تعيين سويد رئيساً للجنة أو محمد علي حسن (مدير المحاسبة في «مصرف لبنان» وعضو اتحاد «إرادة»).
رغم كل هذا الحوار عن الحصص السياسية – الطائفية، إلا أنه لا يوجد أي نقاش يتعلق بأهمية هذه التعيينات، باستثناء أن كريم سعيد قال إنه لم يبدأ العمل بعد بانتظار «فريق العمل». ويبدو أن الصندوق لم يكتف بإرسال ملاحظات تطالب بتوسيع الصلاحيات، إذ توافرت معطيات عن أنه وبمبادرة من نائب رئيس الحكومة السابق سعادة الشامي، يجري الترويج لعدد من العاملين حالياً في صندوق النقد الدولي ليكونوا من أعضاء لجنة الرقابة على المصارف.
من أبرز الأسماء المطروحة، محمد جزيني الذي يعمل في إدارة المخاطر، ورشيد عواد الذي يعمل لدى الصندوق بصفة خبير في الأسواق المالية، ومروان مخايل الذي سبق أن عُيّن في حزيران 2020 واستقال بعد أربعة أشهر من أجل العمل لدى الصندوق. وبحسب المعلومات، فإن عواد طلب إجازة غير مدفوعة من عمله في الصندوق لمدة خمس سنوات وقد وافقت الإدارة على منحه سنتين ربطاً بنظام الصندوق، كما أن مخايل سبق أن أخذ إجازة بلا راتب لمعاونة سعادة الشامي على مشروع قانون يعالج الفجوة المالية ويعيد هيكلة المصارف ثم عاد إلى عمله في الصندوق.
حتى الآن لم يُعرف ما هي المقاربة التي سيقدّمها كريم سعيد، باستثناء بعض الأفكار العامة عن أنه لا يريد إقصاء أي مصرف بل يسعى لمزيد من التعاون مع المصارف من أجل تحقيق الأهداف التي رسمتها الإدارة الأميركية والرامية إلى وقف اقتصاد الكاش عبر إعادة إحياء المصارف والمطالبة بإقفال القرض الحسن.
عملياً، تمثّل هذه التعيينات، بمعزل عن الأسماء وكفاءتها في التعامل مع تبعات الانهيار المصرفي، فصلاً جديداً من تضييق الخناق والحصار على حزب الله. لذا، كان لافتاً ما قالته نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس لجهة أن لدى لبنان خياراً آخر في التعامل مع الأزمة المالية غير صندوق النقد، إذ استكملت العبارة بكلمة تسليم السلاح.
حالياً يشغل مواقع الخبراء الثلاثة في هيئة الأسواق المالية كل من واجب قانصو (شيعي)، فؤاد شقير (درزي)، وليد القادري (روم كاثوليك). لكن ليس واضحاً ما إذا كان هناك تجديد لتعيين اسم أو اسمين بينما يبدو واضحاً أن الأسماء المسيحية مطلوبة أكثر من أجل استبدالها مع وجود رغبة لدى أكثر من طرف في هذا الأمر، سواء من رئاسة الجمهورية أو من القوات اللبنانية، وبالتالي كل شخص محسوب على التيار الوطني الحرّ سيتم تغييره. وهذا الأمر يسري أيضاً على تعيين المدير العام للمالية ومفوّض الحكومة لدى مصرف لبنان.