كتبت روزانا بو منصف في ” النهار”: أبرز رئيس الجمهورية جوزف عون أسلوباً يقارب فيه المواقف التي تُطلق بتأكيد تلك التي ستعتمدها الدولة اللبنانية بهدوء وبعيداً من الرد المباشر على الطرف الآخر النقيض، موجهاً الرسائل إلى من يلزم بأن للدولة كلمتها ولن تتراجع عنها. فإزاء النجاح في إجراء الانتخابات البلدية في الجنوب وتحييد الاعتداءات الإسرائيلية بما يعنيه ذلك، أعاد تأكيد التمسك بـ”اليونيفيل” وأهميتها لسكان الجنوب، وأعلن بدء تنفيذ معالجة سلاح المخيمات في منتصف حزيران.
Advertisement
]]>
إن التزام الدولة نزع سلاح المخيمات الفلسطينية يشكل استحقاقاً ليس سهلاً. يساعد كثيراً أن يبدأ التواصل بين رئيس الجمهورية و”حزب الله” في موضوع مصير سلاح الحزب، ولكن ترتسم علامات استفهام حذرة في بدء هذه المهمة منتصف الشهر المقبل. وتالياً، يترقب الجميع مدى التزام التنظيمات الفلسطينية، وما إذا كان “حزب الله”، رافعة هذه القوى في المخيمات وفي لبنان، سيعرقل لاعتبارات مختلفة.
يُضاف إلى ذلك التساؤل عن وجود غطاء عربي انطلاقاً من مواقف دول عربية عدة زمن الحرب لم تكن تسمح بذلك، علماً أن الظروف تبدلت أخيراً وباتت هذه الدول في مكان آخر، وكذلك بالنسبة إلى التنظيمات الفلسطينية التي يخشى بعض المراقبين المعنيين أن تكون مصالحها أكثر تجذراً في لبنان. وفي ظل معلومات تحدثت عن رحيل قادة التنظيمات الراديكالية من دمشق بعد ضغط من السلطات السورية الجديدة إلى لبنان ودول أخرى ربما، فإن أي نفي أو رد فعل لم يصدر من السلطات اللبنانية، على رغم أن ذلك يرسم علامات استفهام تجعل هؤلاء يستذكرون تجربة الماضي حين غادر قادة المنظمات الفلسطينية من الأردن إلى لبنان واستباحوا سيادته. وهناك تجربة نهر البارد التي لا تزال في الأذهان، ويُخشى تكرارها إذا تحدّى الفلسطينيون إرادة الدولة بما يستدعي حرب مساندة من المخيمات أو من الحزب.
ومع أن الدولة تتعامل بدبلوماسية فائقة مع هذه الأمور، وعلى قاعدة الحوار كما يصرّ رئيس الجمهورية، فإن نجاح ذلك محط انتظار وترقّب. الخشية على لبنان تتصل بهشاشة الدولة وضعفها في هذه المرحلة وفي قدرات الجيش اللبناني في مرحلة لا تزال صعبة جداً، في ظل ضغوط خارجية للإقدام وتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة باستقرار الجنوب ونزع السلاح غير الشرعي. هناك ثقة بالعهد حتى الآن، لكن البعض يقف في هذا الإطار عند اعتبار نائبة الموفد الأميركي إلى المنطقة، مورغان أورتاغوس، أنه “يمكن للبنان أن يتعلم درساً من أحمد الشرع وكيف عمل مع السعودية للتحدث مع الرئيس ترامب”. وعلى رغم تثمين أورتاغوس الخطوات التي يقوم بها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، بدا الأمر كأنه حَضّ في أحسن الأحوال على المبادرة من لبنان بعدائية أكبر.