ما بين سلام والحزب… نهاية المهلة الدولية!

30 مايو 2025
ما بين سلام والحزب… نهاية المهلة الدولية!


كتب نبيل بو منصف في” النهار”: وليس في مجريات الأحداث والتطورات الجارية في الجنوب تحديداً، الا الدليل المنذر بأن لبنان الذي حجبت الانتخابات البلدية الأخيرة طوال شهر أيار الأولويات المتصلة بملف الأمن السيادي فيه والاحتلال الإسرائيلي لخمس تلال جنوبية، وتعثر الجهود لترسيخ اتفاق وقف النار ومنع تجدد فصل حربي جديد عليه تشنه إسرائيل، هذا الإنذار بات الآن على مشارف نهاية عدّه العكسي. تقف المنطقة الجنوبية التي يفترض أنها صارت بكاملها تحت سلطة الجيش اللبناني وقوة “اليونيفيل” عند معالم خطورة ناشئة تعكس تقاطعاً خطراً بين إسرائيل و”حزب الله” على محاصرة القوة الدولية التي قد تواجه في آب/أغسطس المقبل استحقاقاً خطيراً للغاية، اذا واجه التمديد لها معضلة التمويل الأميركي أو تعديل الصلاحيات أو صدام مصالح دولية يحول دون استمرار تفويضها.

 

راحت التحرشات المفتعلة بـ “اليونيفيل” التي تحصل في بلدات حدودية تحت ستار تسمية “الأهالي” تزاحم اعتداءات القوات الإسرائيلية على مراكز “اليونيفيل” بكثافة لافتة من الجانبين. وليس ثمة ما يحتاج الى اجتهاد وتقدير في ما يمكن حصوله إن “نجح” هذا التقاطع بين الأعداء في إنهاء الدور الأممي التاريخي في جنوب لبنان، خصوصاً في الحقبة الحالية، إذ أن تصور تداعيات “طرد اليونيفيل” بتقاطع مصالح خبيث وحده يكون كافياً لتسديد رصاصة الرحمة إلى الهدنة الهشة المزعزعة في الجنوب، كما إلى صورة الدولة اللبنانية الناشئة وإطلاق لبنان مجدداً ساحة مفتوحة للضربات والاستباحة.
 
لا تفسير أخطر وأعمق لصعود الخلاف بين رئيس الحكومة و”حزب الله” إلى واجهة الحدث الداخلي الآن سوى أن معادلة واحدة يفترض ان تسري ويستحيل أن تتعايش سرديتان ومعادلتان، كما في الماضي القريب والبعيد سابقاً. إما الطائف بحذافيره وإما العصا الغليظة المسلطة على لبنان بغطاء دولي مخيف، ولا ثالث بينهما، والمسألة أخطر من سجال يعجب أو لا يعجب، يثير التصفيق أو التهجم، ويملأ صالونات الثرثرة المفتوحة على يوميات السياسة والإعلام.