كرّم جهاز الإعلام والتواصل في حزب “القوات اللبنانية” برعاية رئيس الحزب سمير جعجع، الكاتب والمُفكّر السياسي الدكتور نبيل خليفة، تقديراً لدوره ومسيرته ونضاله السياسي وعطائه الفكري، وذلك خلال احتفال أقيم في المركز الثقافي في بلدية جبيل بحضور عضوي تكتّل “الجمهوريّة القويّة” النائبين زياد الحوّاط وغيّاث يزبك، راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، الوزير السابق كريم بقرادوني، النائب السابق إيلي كيروز، رئيس حزب الإتحاد السرياني إبراهيم مراد، رئيس حركة التغيير المحامي إيلي محفوض، أمين الداخلية في حزب الوطنيين الأحرار كميل جوزف شمعون، الدكتور عصام خليفة، القاضي بيتر جرمانوس، نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل رئيس بلدية ميفوق الدكتور بشير الياس، مؤسس دار الحوار بشارة خيرالله، منسِّق “حركة تحرُّر” الدكتور علي خليفة، رئيس ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين جاد الأخوي، رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبّور، وفاعليات سياسية واجتماعية وثقافية وإعلامية، أصدقاء المكرم وعائلته، بالإضافة إلى حشدٍ من المدعوين والمُهتمّين.
واستهل جعجع كلمته بالترحيب بالحضور ثم استعاد بداية علاقته بالدكتور نبيل خليفة بين أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات في دير القطّارة في بلدة ميفوق جارة حدّتون مسقط رأس خليفة. وقال: “لقائي الأول بالدكتور نبيل فتح لي أفقاً على مجال كنت أجهله، وهو الفكر الاستراتيجي. وبعد سلسلة لقاءات بيننا وُلِدَ لدي شغف لمتابعة هذا الفكر كما يجب. فوجدت في الدكتور خليفه شخصاً ضليعاً في هذا المجال على مستوى لبنان.”
وتوجّه إلى خليفة بالقول: “الشكر الكبير لكَ على كل ما أعطيني وعلمتني في هذا المجال وفي مجالات أخرى، فكنت وما زلت مثال الإنسان المُلتزم بكل ما للكلمة من معنى، ويكفي أنك لم تسعَ لهدف مُعيّن أو موقع أو مكسب، بل عملت من أجل العيش بكرامة انطلاقاً من علمك وثقافتك، ومن ارتباطك بمراكز دراسات ووسائل إعلام.”
وتابع جعجع: “وجدت في الأستاذ نبيل، كما أحب أن أسمّيه، إنساناً شغوفاً في المجتمع” مُضيفاً: “الإلتزام هو التزام مهما كان، وليس من الضروري أن يلتزم الإنسان بحزب مُعيّن، بالرغم من أن الإلتزام بالأحزاب هو أمر مهم، ولكن الإتزام بكل ما هو إيجابي ومُفيد ومُنتج هو قمة الإلتزام. وهكذا كان الأستاذ نبيل، ملتزماً بالمجتمع بكلّيته وبالفكر الإستراتيجي تحديداً وبالفكر بشكل عام. وهنا، لا بد من التنويه، أنه بدون فكر استراتيجي لا يمكن لأي مجتمع أو أي دولة أن تقوم، وقد رأينا في العالم مجتمعات مزدهرة في التاريخ قد اندثرت بسبب غياب الفكر.”
وأردف جعجع: “الأستاذ نبيل كان إنساناً مُلتزماً إلى أقصى حدود الإلتزام الفعلي والكلي بالمجتمع وبكل هدوء وعمق وسكون مؤدياً دوراً فاعلاً ومُهمّاً في تعميق وتوعية الناس على الفكر وتحديداً الفكر الإستراتيجي عصب وجود ومكسب وتقدم أي مجتمع.”
وقال: “الأستاذ نبيل هو مثال الجندي المجهول الذي حمل سلاحاً أقوى من البندقية وهو سلاح الفكر. هو الذي كان دائماً عند خطوط المواجهة الكبرى، عندما كانت الشيوعية العالمية تبث يومياً مغالطاتها وأفكارها في المجتمع وعبر وسائل ضخمة، وفي ظل انتشار الافكار المستوردة والتي لا علاقة لها بلبنان، من السورية القومية الإجتماعية، إلى القومية العربية وغيرها، فكان الأستاذ نبيل في المواجهة المباشرة من خلال الفكر المضاد الذي كان ينشره، الفكر الذي لم يكن مبنياً على شعبوية ولا معادلات جامدة، بل على وقائع وحقائق في التاريخ والجغرافيا والديموغرافيا والإقتصاد. لذلك كان فكره يدحض الفكر الآخر المبني على نقاط ارتكاز إيديولوجية لا تُصلح في معظم دول العالم وفي ظل العديد من الأزمات في العالم.”
وختم جعجع: “التقينا اليوم لنكرّم رَجُلاً استثنائياً يستحق التكريم، وهذا الكلام ليس من باب المجاملات أو رد الجميل أو الشكليات، وأشكر كل مَن ساهم في تنظيم حفل تكريم الأستاذ نبيل خليفه، الإستثنائي والمتجرّد ومثال الإستقامة والأخلاق، والمُلتزم بالفكر الذي يخدم المجتمع. والشكر لكَ دكتور نبيل على ما قدّمته لي شخصياً والشكر الأكبر، باسمي وباسم رفاقي في حزب القوات اللبنانية، على كل ما قدّمت للقضية، بهدوء وبعيداً من الضجيج، انطلاقاً من فكرك الذي فتحت آفاقنا عليه وهو أساس أي مجتمع وركيزة تطوره. على أمل أن يُعطينا الله من أمثالك في المجتمع ونتمنى لكَ الصحة والعمر الطويل.”