تفاصيل أكبر تحدّ أمام حزب الله.. الأصعب منذ 25 عاماً!

1 يونيو 2025
تفاصيل أكبر تحدّ أمام حزب الله.. الأصعب منذ 25 عاماً!


نشر معهد “ألما” الإسرائيلي للدراسات الأمنية تقريراً جديداً قال فيه إنَّ “حزب الله” يقفُ حالياً عند مفترق طرق لاسيما بعد مرور 25 عاماً على إنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.



Advertisement

]]>






ويقول التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إن يوم 24 أيار عام 2000 شهد ذروة مجد “حزب الله”، وأضاف: “من وجهة نظر الأخير، فإنه نجح ولأول مرة في العالم العربي، في دفع إسرائيل إلى إنسحاب أحادي الجانب من أرضٍ عربية من دون اتفاقٍ سياسيّ”.
وتابع: “لم يعزز هذا النصر مكانة حزب الله في لبنان وبين المجتمع الشيعي فحسب، بل مكّنه أيضاً من إكمال سيطرته على لبنان وتشكيل واقع جديد فيه، حيث أصبح هو صاحب السيادة الحقيقية، بينما أصبحت الحكومة والجيش في لبنان لاعبين ثانويين”.
وأكمل: “من وجهة نظر حزب الله، شكّل انتصار عام 2000 نقطة تحول تاريخية. فبحجة المقاومة، استولى حزب الله على آليات الدولة والمجتمع اللبنانيين، ومنح نفسه حرية كاملة في التصرف، وكان أبرز تعبير عن ذلك اختطاف الجنديين الإسرائيليين غولدفاسر وريغيف في تموز 2006، وهي مبادرة عسكرية فاجأت الحكومة اللبنانية وجيشها تماماً. آنذاك، تصرَّف أمين عام حزب الله حسن نصرالله انطلاقاً من شعورٍ بالتفوق على إسرائيل، معتقداً أنه فهم نقاط ضعفها بعد فك شيفرة الجينوم الإسرائيلي. لكن في الواقع، أخطأ نصرالله في حساباته، واختارت إسرائيل الرد بعملية عسكرية شاملة عُرفت بحرب لبنان الثانية”.
وتابع: “بعد إخفاقات حرب لبنان الثانية، سعى الطرفان إلى التعلّم منها والاستعداد للمعركة التالية. بدأ حزب الله، بدعم من فيلق القدس الإيراني، عملية بناء قوة هائلة، شملت مشروع الصواريخ الدقيقة، وتأسيس قوة الرضوان المخصصة لغزو الجليل، وتعزيزاً واسعاً لأنظمته اللوجستية والقتالية. كذلك، حوّل التنظيم نفسه إلى جيش متقدم، مُجهّز بأسلحة حديثة وقدرات متنوعة”.
واستكمل التقرير: “أما في إسرائيل، فقد حدث تحوّل هادئ ولكنه مؤثر، ويكمن ذلك بتحسّن كبير في الاستخبارات وتكثيف قدرات الردّ الدقيق. لقد تجلّى كل هذا بقوة كبيرة خلال الحرب التي اندلعت في تشرين الأول 2023، وخاصةً منذ أواخر تموز 2024، عندما تم القضاء على رئيس أركان حزب الله فؤاد شكر، والذروة التي حدثت في أيلول 2024 مع الهجوم المفاجئ (هجوم البيجر) الذي نجحت إسرائيل من خلاله في ضرب عميق لأنظمة القيادة والسيطرة لحزب الله، بالإضافة إلى عمليات التصفيات التي تم تنفيذها خلال الحرب ونجحت في القضاء على قيادة الحزب وعلى رأسها نصر الله وخليفته هاشم صفي الدين، وقائد العمليات إبراهيم عقيل، وقائد الجبهة الجنوبية علي كركي، ومحمد جعفر قصير قائد الوحدة 4400 وكثيرون غيرهم. لقد أدى الجمع بين المعلومات الاستخباراتية الدقيقة والوسائل الفتاكة إلى خلق خطوة أعادت خلط الأوراق لحزب الله”.
التقرير يلفت إلى أن “إسرائيل تمنكت من إضعاف 176 من كبار أعضاء حزب الله وذلك ضمن مستويات مختلفة منها القيادة، القيادة العسكرية العليا والمتوسطة ومراكز المعرفة وغيرها من المُستويات”، وأكمل: “منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، يخضع حزب الله لمراجعة داخلية معمقة. التنظيم يُحقق في كيفية تحقيق إسرائيل لهذه النجاحات الهائلة، وكيف اخترقت أنظمته بعمق، ويُزعم أنه ألقى القبض على شبكات تجسس تعمل لصالح إسرائيل. لكن الحقيقة البسيطة هي أن حزب الله تضرر بشدة – جسدياً واقتصادياً ومعنوياً ومعرفياً – ويحتاج إلى إعادة تأهيل طويلة وشاملة لقوته العسكرية والاستخباراتية والسياسية”.
التقرير قال إن “حزب الله يواجه تحدياً داخلياً صعباً ألا وهو إعادة بناء الثقة داخل الطائفة الشيعية التي تكبدت خسائر فادحة في الحرب”، وأضاف: “الطائفة التي دعمته لسنوات انطلاقًا من حس المسؤولية ومقاومة إسرائيل، بدأت تظهر عليها علامات التعب. يدرك الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، الصعوبة التي تواجهها المنظمة، ولذلك أشار مجدداً في خطابه بمناسبة ذكرى الانسحاب الإسرائيلي في 25 أيار 2025، إلى أن الحزب لن ينجر إلى مواجهة جديدة مع إسرائيل، وأنه يترك زمام المبادرة في التعامل معها للحكومة اللبنانية”.
في المقابل، يذكر التقرير أن “حزب الله نجح في الحفاظ على نفوذه في جنوب لبنان والبقاع وبيروت من خلال الإنتخابات البلدية التي شهدها لبنان مُؤخراً”، وتابع: “هذا يُثبت أن نفوذ الحزب في المجالين المدني والبلدي لا يزال كبيراً، فيما لا تزال بنيته التحتية السياسية والاقتصادية والاجتماعية تمنحه ميزةً جوهريةً لم تتآكل”.
التقرير وجد أيضاً أن “حزب الله يواجه تحدياً إستراتيجياً مزودجاً يتمثل في إعادة بناء قوة الردع والقوة ضدّ إسرائيل، ناهيك عن تحدّ آخر يتمثل في الحفاظ على الهيمنة داخل لبنان”.
ورأى التقرير أنه “من أجل مواجهة نفوذ حزب الله، لا بُدَّ من استراتيجية أميركية شاملة تُساعد الدولة اللبنانية على تقريب الطائفة الشيعية من خلال آلية واسعة النطاق توفر لها الرعاية، وتهدف إلى فك ارتباطها بإيران وحزب الله، وبالتالي تآكل قاعدته الاجتماعية. إلى جانب ذلك، يجب على الولايات المتحدة تعزيز الجيش اللبناني بإزالة نفوذ حزب الله عليه، لا سيما من خلال الضباط الشيعة في صفوفه الذين يشغلون مناصب عسكرية”.
وأكمل: “رغم رغبة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تحقيق مكاسب فورية ضد حزب الله في لبنان، يصعب توقع أن تتمكن الولايات المتحدة من جني فوائد فورية في هذا البلد وسط مواجهة استراتيجية إيرانية شاملة تُطبّق في لبنان منذ أوائل الثمانينيات. لذلك، ينبغي على إدارة ترامب تبني منظوراً طويل الأمد يهدف إلى قيادة عمليات عميقة لا يمكن إنجازها على عجل”.
وختم التقرير بالقول: “بعد 25 عاماً من انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، لم يعد حزب الله، الذي يمرّ الآن بأعمق أزمة في تاريخه، التنظيم نفسه. على حزب الله أن يتكيّف مع غياب نصرالله، الذي لعب دوراً مهيمناً في التنظيم منذ التسعينيات، وأن يُنشئ جيلاً جديداً من القادة (بمن فيهم ضباط كبار على مستوى قيادة الوحدات والمناطق) ليحلّوا محلّ زملائهم الذين تمت تصفيتهم”.