لبنان في دائرة الاستقطاب الإيراني الأميركي المباشر.. وسلام عند بري اليوم بعد سجالات

2 يونيو 2025
لبنان في دائرة الاستقطاب الإيراني الأميركي المباشر.. وسلام عند بري اليوم بعد سجالات

يزور لبنان اليوم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فيما يُنتظر أن تصل الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس بعد عيد الاضحى، لمتابعة الملف اللبناني إلى حين تسلّم شخصيّة أميركية أخرى الملف اللبناني، بعد المعلومات عن إنهاء مهامها في لبنان ونيّة تشكيلها بملف آخر .

وتكتسب الزيارتان  دلالات سياسية مهمّة في هذا التوقيت، لجهة جعل لبنان في دائرة الاستقطاب الإيراني – الأميركي المباشر.
ووفق المعطيات الديبلوماسية، فان المسار الذي ستتخذه المفاوضات الإيرانية الأميركية سينعكس حتماً على لبنان في شكل او بآخر، فإذا اتفقا تصبح البيئة الإقليمية – الدولية المحيطة بالبلد ملائمة لمزيد من الانفراجات والاستقرار، واذا اختلفا تغدو تأثيرات تلك البيئة سلبية. 
وتقول مصادر مطلعة إن لبنان ينتظر معرفة الموقف الأميركي من ملفي التجديد لقوات اليونيفيل، ومسألة سلاح حزب الله شمالي الليطاني، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت فترة السماح الأميركية قد انتهت، وما ستؤول إليه الأوضاع في حال اتخذت واشنطن موقفًا أكثر تشددًا. 
كذلك يُفترض ان يبدأ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد، الذي وصل بيروت أمس الأحد، لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين في لبنان في الساعات القليلة المقبلة، بشأن ملف السلاح الفلسطيني داخل المخيمات من خلال وضع خطة تفصيلية تلحظ آلية التسليم ومراحلها، كما تشمل رؤية واضحة لدور وشكل المخيمات بعد انتهاء التسليم.
داخليا، تصدّرت الاهتمامات الداخلية أمس زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الرسمية الى بغداد، التي كان توجّه اليها صباحاً ليعود منها بعد الظهر، بعدما التقى نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، وكان تأكيد على استمرار الدعم العراقي للبنان، وترحيب بانتظام العمل بالدولة ومؤسساتها في لبنان بعد انتخاب رئيس الجمهورية. 
واكّد عون خلال محادثاته مع المسؤولين العراقيين، “انّ اللبنانيين لن ينسوا دعم العراق والعراقيين لهم في مختلف الظروف، وخصوصاً خلال الحرب الأخيرة التي عاشها لبنان “.
وأشار إلى وجود كثير من المشاريع المشتركة بين البلدين، والتي تعود بالنفع عليهما معاً، لافتاً إلى كثرة التحدّيات، لا سيما موضوع الإرهاب، والذي يلقى عناية كبيرة من الجانبين. واعتبر “انّ ما يجري في غزة أمر غير مقبول، وعلى المجتمع الدولي التحرك فوراً للتصدّي للحالات غير الإنسانية التي تسود في غزة، وهي مسؤولية تقع على عاتق هذا المجتمع”.
ومن جهته، أبدى الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ارتياحه لما شهدته الأوضاع اللبنانية من تحسن في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى انّ هذا الشعور يخالج العراقيين جميعاً. وأكّد الاستعداد للتعاون في المجالات كافة، متمنياً النجاح للبنان في ظل قيادة الرئيس عون وفي ضوء التطورات الإيجابية التي يشهدها البلد، مؤكّداً وقوف العراق إلى جانب لبنان.
داخليا، وبعد السجال الكلامي على خط عين التينة – السرايا من المتوقع أن يزور رئيس الحكومة نواف سلام عين التينة اليوم للبحث في ملفي إعادة الإعمار والسلاح ، اضافة الى موضوع التجديد لقوات اليونيفيل في الجنوب، وفتح الدورة الاستثنائية لمجلس النواب لمناقشة واقرار اقتراحات ومشاريع القوانين الملحة وبخاصة الاصلاحية منها.
وأعلن وزير المال ياسين جابر “أننا ذاهبون الى “التبريد”مع رئيس الحكومة نواف سلام”، مشيراً الى ان “العلاقة مع سلام يجب أن تلاقي طريقها للحل لأن التحديات التي تواجهنا مصيرية”، مؤكداً بان “ملف إعادة الإعمار غير مرتبط بالسلاح بل بالإصلاحات، ونتوقع حصولنا على مليار دولار من أصل 7 مليارات دولار كلفة إعادة الإعمار”.
وافادت مصادر رسمية ان البحث الجدي بالتجديد لليونيفيل سيبدأ هذا الشهر، عبر اتصالات مكثفة بعد التسريبات الاميركية عن رفض واشنطن اعتماد التجديد التلقائي وفق القرار السابق واصرارها على تعديل مهامها ومنحها صلاحيات اوسع او استبدالها بقوات متعددة الجنسية. ولكن من الصعب على الادارة الاميركية تعديل القرار لوجود معارضة من الدول الكبرى الثلاث فرنسا صاحبة قلم صياغة قرار التجديد، وروسيا والصين ودول اوروبية  اخرى لها قوات مشاركة في اليونيفيل.