كلامٌ كثير أشيع عن مدى عدم التزام حركة “حماس” في لبنان بتسليم سلاحها داخل المخيمات الفلسطينية إسوةً بما سيجري مع الفصائل الفلسطينية الأخرى وتحديداً تلك التي تنضوي تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية وفي طليعتها حركة “فتح”.
في الأساس، فإنَّ “حماس” تُعتبر في محور آخر بعيد كل البعد عن “فتح” التي تُمثل السلطة الفعلية في المخيمات، لكن في الوقت نفسه هناك تنسيق أساسي يجب أن يكون قائماً.. فهل سينعكس ذلك على السلاح داخل المخيمات؟ وما هي أبعاد عم تسليم “حماس” لسلاحها؟
ثمّة كلام يدور في أروقة الأوساط الفلسطينية المؤيدة لـ”حماس” عن أنَّ الأخير قد لا تقبل بتسليم سلاحها كاملاً باعتبار أنها حركة مُقاومة وكان لها دور في مواجهة العدو الإسرائيلي خلال حربه على لبنان. من وجهة نظر “الحمساويين”، فإنَّ تسليم السلاح داخل المخيمات سيكون عنواناً للتنازل عن ورقة قوّة بيد الحركة.
هنا، تقولُ مصادر فلسطينية لـ”لبنان24″ إنَّ “حماس ترى أن إسرائيل لم تستطع نزع سلاحها في قطاع غزة، فكيف يمكن لها تسليمه في لبنان؟”..
بالنسبة للمصادر، فإنَّ هذا الأمر طُرح بشكلٍ واضح، وقد جرى ربطه بـ”أحقية السلاح الفلسطيني” الموجود بيد “حماس”، فيما تحدثت أطراف أخرى في داخل المخيمات عن إمكانية حصر السلاح بيد جهة واحدة تكون مؤلفة من كافة الأطراف الفلسطينية بما في ذلك “حماس”، واعتبار أنَّ هذه الجهة هي التي تنسق خطواتها مع كافة أركان الدولة اللبنانية.
وفي الأصل، فإن هذه التجربة قائمة عبر القوة الأمنية المشتركة داخل المخيمات، علماً أن “حماس” ممثلة فيها لكن إطار تأثيرها محصور ضمن القوة التي تنسق خطواتها مع مرجعيات فلسطينية مركزية ورسمية في لبنان.
السؤال الأهم هنا هو التالي: ماذا لو تمرّدت “حماس” على قرار نزع السلاح؟ هنا، يستبعد مصدرٌ عسكري سابق أن تبادر “حماس” إلى “رفع السقف” ضد الدولة اللبنانية، خصوصاً أن الأخير حذرتها قبل مدة قصيرة من مغبة المضي في أعمال عسكرية تزعزع الاستقرار والأمن.
لكن في المقابل، تتحدث الأوساط الفلسطينية عن إمكانية حصول إجراءات صارمة تجاه “حماس” وذلك في حال قررت السير عكس التيار، لكن مصادر “حماس” تقول لـ”لبنان24″ إنها تحت سقف الدولة، وتلتزم باتفاق الطائف عام 1989.
إذاً، سيناريو “التمرد” مستبعد ومثله سيناريو “التسليم الصاخب”.. فما هو السيناريو الأكثر واقعية؟
ثمة كلام يُقال إنه على “حماس” الركون إلى الحل الذي يحمي ورقتها داخل لبنان أقله وجودياً، وذلك بعيداً عن حرب داخل المُخيمات.. ولكن في المقابل، هل سيسبق ذلك “حلقات ضيقة من الإشتباك” بين أبناء البيئة الفلسطينية الواحدة لتكريس قوة ما أو نفوذ جهة على حساب أخرى لاسيما داخل المخيمات الخطيرة؟