مخاطر التصعيد الإسرائيلي تتفاقم والتهويل بـإنهاء اليونيفيل تصعيد جديد

10 يونيو 2025
مخاطر التصعيد الإسرائيلي تتفاقم والتهويل بـإنهاء اليونيفيل تصعيد جديد


مع اقتراب استحقاق التجديد لولاية قوات «اليونيفل»، تتصاعد الايحاءات الخارجية حول تعليق المهمة أو تعديلها.
وفي موازاة التصعيد العسكري الإسرائيلي انشغلت الأوساط السياسية بالأخبار التي تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية عن توجه أميركي – إسرائيلي لإنهاء مهمّة القوات الدولية العاملة في الجنوب لبنان.

وفي هدا السياق، كتبت” الاخبار”:يخلص مصدر لبناني مطّلع إلى أن الحديث عن تعليق المهمة «فيلم أميركي طويل سيستمر إلى أواخر آب المقبل، موعد التجديد للولاية الجديدة. وتنتظر أميركا وإسرائيل أن تحصلا عبر الضغط على الحكومة اللبنانية، بالتهويل بتعليق المهمة أو وقف تمويلها، على تغيير واقع ميداني ما». ويضع الجيش اللبناني سيناريوهات مختلفة للأشهر المقبلة، خلاصاتها أنها لا تخدم سوى إسرائيل وتمنحها ذرائع ليس لتثبيت احتلالها واعتداءاتها اليومية فقط، بل أيضاً للتمدّد جغرافياً داخل الأراضي اللبنانية المُحرّرة.
وبحسب المصدر المطّلع، سمعت مرجعيات رسمية لبنانية من مسؤولين أميركيين أن بعض الدوائر في الولايات المتحدة «تفضّل وجود الجيش اللبناني على وجود اليونيفل، إذ تظن أن أميركا فرضت سلطتها ونفوذها على تحركات الجيش من خلال أشكال التعاون المختلفة وآخرها لجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار التي يرأسها جنرال أميركي. وتلك اللجنة على تنسيق لحظوي مع الجيش، ليس في نطاق جنوبي الليطاني فقط».

وبينما أكدت مصادر رسمية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» أن «لبنان لم يُبلَّغ حتى الساعة بأي قرار أو توجه أميركي لإنهاء دور هذه القوات»، وبأنه «يُحضّر كما كل عام رسالة يطلب فيها من مجلس الأمن التجديد لـ(اليونيفيل)»، قال مصدر دبلوماسي لبناني رفيع المستوى إن «الولايات المتحدة الأميركية أبلغت بيروت بوجود صعوبات للتجديد، وأنه يفترض على لبنان الرسمي بلورة رؤية جديدة لدور (اليونيفيل) لإقناع المجتمع الدولي بالتجديد لها».
وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «يتم عمل مشترك بين وزارة الخارجية ورئاستي الجمهورية والحكومة كما وزارة الدفاع، لبلورة هذه الرؤية بعدّ أن الموقف اللبناني الرسمي هو التمسك ببقاء هذه القوات لاعتبارات كثيرة»، مشيراً إلى «وجود دعم فرنسي للبنان بموقفه هذا».

وكتبت” اللواء”: واشنطن ابلغت المعنيين ايضا ان استمرار اليونيفيل سيكون مشروطا بتوسيع مهامها وتنفيذها تحت اشراف قيادة اللجنة الخماسية دون مؤازرة الجيش او العودة للدولة اللبنانية.
وتلقّت الدولة اللبنانية خلال الساعات الماضية تحذيرات واضحة من جهات دولية تطالب بـنزع سلاح فصائل المقاومة داخل المخيمات، تحت ذريعة قصفها من قِبل العدو اذا لم تنفذ الدولة هذا المطلب بشكل فوري.
ما يتمّ رسمه للبنان، بحسب مصدر في “الثنائي”، ليس مجرد عملية عسكرية، بل استنزاف من المرجح ان يتوسع اكثر، وهدفه كسر الإرادة السياسية اللبنانية، ودفع لبنان إلى خيارات خطيرة أبرزها: التوطين، التطبيع، والتخلي عن عناصر السيادة بحجّة الاستقرار أو المساعدات الدولية.
وختم المصدر بالتأكيد أن لبنان أمام مرحلة مفتوحة على كل الاحتمالات، في ظل استمرار التصعيد الاسرائيلي الذي لا يبدو انه سيتوقف قريبا، مشيرا الى ان هذا التصعيد قد يفتح الباب مجددا امام عودة الحرب الشاملة.

وكتبت” نداء الوطن”: تطرقت الأوساط الدبلوماسية إلى ما يطرح بشأن قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان، فأشارت إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري شدد سابقاً على أن لبنان بحاجة لـ «اليونيفيل» لسببين: اقتصادي، ومنع الاحتكاك المباشر مع إسرائيل تجنباً لحرب جديدة. والسؤال: لماذا استمرار استفزاز «حزب الله» لهذه القوات؟ ويقول «الحزب» في الوقت نفسه: نثق بالجيش الذي لا يتهمنا ولا نثق بـ «اليونيفيل» لأنها تتهمنا، ما يعني أنه لا يزال لدى «حزب الله» سلاح يريد إخفاءه ما يسقط كل مقولة خلو منطقة جنوب الليطاني من السلاح.
وتساءلت الأوساط هل هناك خلاف بين «حزب الله» وبري؟ وهل ستكون النتيجة دعوة إسرائيل إلى التحرك من خلال إضعاف «اليونيفيل؟»
وكتبت” الديار”: لبنان الرسمي لم ينته بعد من اعداد رسالته الى مجلس الامن حول التمديد لقوات «اليونيفيل»، بانتظار تسمية رئيس الحكومة نواف سلام لمندوبه الى اللجنة المؤلفة في ممثلين عن الرؤساء الثلاثة ووزير الدفاع وقائد الجيش، للاعداد لوثيقة رسمية موحدة بهذا الشان.
ووفق المعلومات، فان المشكلة لا تكمن في التـأخير، لان المسؤولين اللبنانيين ينتظرون لودريان للتنسيق معه، لكن ما يحصل مؤشر على انعدام الثقة بوزير الخارجية يوسف رجي، الذي يدير الوزارة بعقلية حزبية غير منضبطة، باتت تثير استياء بعبدا على نحو غير مسبوق، خصوصا ان الوزير لم يلتزم بوعده للرئيس بالانضباط تحت السقف الحكومي.
ووصفت مصادر ديبلوماسية ما يحصل، بانه مجرد ضغط على لبنان لتوسيع مهام «اليونيفيل» لا الغاء دورها، والخطر يكمن في السعي الاميركي- «الاسرائيلي» الى تحويلها الى قوة مقاتلة تحت البند السابع، وهو ما ترفضه معظم الدول المشاركة التي لا تريد ان تتحول قواتها الى «اكياس رمل» لحماية «الاسرائيليين»، والمواجهات خلال الايام القليلة الماضية في بعض قرى الجنوب، تقدم نموذجا عما يمكن ان تتطور اليه الامور، اذا اصبحت هذه القوة معادية للجنوبيين.

وأشارت مصادر مطلعة على موقف بعبدا لـ«البناء» إلى أنها لم تتبلغ من الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة أي قرار يتعلق بإنهاء مهمة اليونيفيل، وأشار متحدث باسم الخارجية الأميركية، إلى أن «تلك الأنباء غير دقيقة».
كما نفت مصادر معنية في اليونيفيل هذه الأخبار كاشفة عن ضغوط إسرائيلية على الولايات المتحدة لإنهاء مهمة اليونيفيل، لكن الأميركيين والأوروبيين يريدون ذلك، وكشفت أيضاً عن ضغوط أميركية لتعديل صلاحية اليونيفيل وتوسيع حرية الحركة في الجنوب بقرار التجديد في مجلس الأمن في آب المقبل، كما شدّدت على أن دول أوروبا المشاركة في اليونيفيل لا سيما فرنسا وإيطاليا والصين وروسيا يرفضون إنهاء مهمة اليونيفيل ويشددون على استمرار الدور الذي تؤديه القوات الدولية في الحفاظ على الاستقرار على الحدود وتطبيق القرار 1701 ومنع العودة إلى الحرب فضلاً عن المهمات الإنسانية والإغاثية، وتشير إلى أن تعديل الصلاحيات وحرية الحركة يحتاجان إلى موافقة مجلس الأمن الدولي، كما تلفت المصادر عن توجّه دولي لتخفيف الإنفاق على اليونيفيل بعد تقليص مهماتها عقب الحرب وانتشار الجيش اللبناني وتسلم الأرض في جنوب الليطاني وفق «الميكانيزم».