كتب رضوان عقيل في” النهار”: يتابع اللبنانيون مسار المواجهات العسكرية بين إسرائيل وإيران ويعيش الشيعة موجة من القلق الشديد حيال هذه المشهدية وانعكاسها على رؤيتهم السياسية والعسكرية.
Advertisement
]]>
يختصر رئيس مجلس النواب نبيه بري ما يحصل وسط انقسام لبناني حيال الأحداث، بالقول إنه إذا انتصرت إسرائيل “ستكون هي الوحيدة” في المنطقة، ويدعو المغتبطين لتل أبيب من لبنانيين وغيرهم إلى التمهل قليلًا والتوقف عن هذه “الأفراح” والكتابات على مواقع التواصل الاجتماعي.
لم يكن المزاج الشيعي ليل الخميس الفائت على ما يرام نتيجة الضربات الإسرائيلية لإيران واستهداف عدد من عقولها النووية والعسكرية، إلا أن أصواتًا سياسية شيعية لدى هذا المكون في بيروت كانت تدعو إلى التروي والهدوء انطلاقًا من مراسها بالإيرانيين ومواجهتهم الحصار والضربات التي يتلقونها طوال أربعة عقود.
ويشيد الرئيس بري بموقف لبنان الرسمي الذي كان في مقدم الرافضين والمستنكرين للاعتداء الإسرائيلي على إيران.
لا شك في أن الشيعة يجتازون وضعًا دقيقًا، وبغض النظر عن هوياتهم السياسية، فإن السواد الأعظم منهم يبدي تضامنه مع إيران، لأنه في نظر هؤلاء، عند جمهور “حزب الله” أو سواه، ستكون نكسة طهران جملة من الانشطارات على التوازنات في المنطقة، وصولًا إلى باكستان.
ولكن ذلك لا يلغي الهواجس عندهم بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، فهم يتعرضون للحصار في أكثر من امتحان في الداخل، مثل عدم القدرة على تعيين قاضٍ أو مدير عام إلا بعد تدخل مباشر وشديد من بري.
ويخشى هذا المكون انهيار “المتروبول الشيعي” على المستوى السياسي في إيران وانسحاب الأمر على كل الشيعة في العالم، وخصوصًا على اللبنانيين، في مشهد يذكر بانهيار “المتروبول الشيوعي” في موسكو وتيتم الأحزاب الشيوعية في العالم.
ويمكن شيعة لبنان، النهوض مجددًا ضمن التركيبة الداخلية، وحتى لو سقطت طهران، وإن كان هذا الأمر دونه عقبات وحواجز لتحقيق مشروع بنيامين نتنياهو. وفي حال حصول هذا الأمر “لن تكون نهاية الدنيا” لشيعة لبنان.