كتبت ندى ايوب في” الاخبار”: باشر الصليب الأحمر الدولي تنفيذ مشروع إعادة بناء محطة مياه الوزاني، في خطوة طال انتظارها منذ أشهر، نظراً إلى أهميتها الحيوية في مواجهة محاولات العدو الإسرائيلي المستمرة لقطع سبل الحياة عن قرى الشريط الحدودي، ومنع عودة السكان إلى أكثر من 30 قرية محاذية لفلسطين المحتلة.ويتجاوز المشروع بُعده الإنمائي ليأخذ طابعاً إستراتيجياً، كونه يُثبّت حق لبنان في الاستفادة من مياه نبع الوزاني، عبر إعادة بناء محطة الضخ التي استهدفها العدو مراراً، ولا سيما في حرب الإسناد، قبل أن يُدمّرها بالكامل في عدوان أيلول 2024.
محاولات إسرائيل لعرقلة حق لبنان في مياهه ليست جديدة، إذ عمدت طوال العقود الماضية إلى قصف المنشآت المائية، واستحوذت على حصة تفوق ما يحق حتى للجانب الفلسطيني، على حساب الحصة اللبنانية.
لذلك، يُعدّ انطلاق أعمال الصليب الأحمر تحدياً فعلياً لهذه السياسات، خصوصاً في ظل تحذيرات ومخاوف عبّر عنها الصليب الأحمر الدولي من احتمال اعتراض بعض الجهات المانحة على تنفيذ المشروع في منطقة يُراد لها أن تبقى معطّلة وغير قابلة للحياة.
وبحسب معلومات «الأخبار»، انطلقت المرحلة الأولى من المشروع الثلاثاء الماضي، بتنسيق ميداني بين الصليب الأحمر والجيش اللبناني وقوات الـ«يونيفل» ولجنة مراقبة وقف إطلاق النار (الميكانيزم) التي تولّت إبلاغ الجانب الإسرائيلي بمباشرة الأعمال، تفادياً لاستهداف آليات الصليب الأحمر.
وتشمل هذه المرحلة رفع الردميات التي خلّفها القصف الإسرائيلي، وأدت إلى سدّ النبع ومنع تدفّق المياه منه. أما المرحلة الثانية، فستمتدّ على نحو شهر ونصف شهر، وتشمل إقامة منشآت مؤقتة (غرفة كهرباء ومحطتي ضخ) مكان المحطة المدمّرة، لتأمين الحدّ الأدنى من الخدمات الأساسية، خصوصاً للمناطق التي بدأ سكانها في العودة.
في موازاة ذلك، تعمل فرق الصليب الأحمر الدولي على إعادة تأهيل محطة الميسات الواقعة جنوب بلدة الخيام، والتي تُعدّ محطة رئيسية لتغذية مشروع الطيبة بالمياه.