نشر مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية (JCPA) تقريراً جديداً قالت فيه إنَّ تقديرات وكالة الاستخبارات الغربية تشير إلى أن شخصية المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي تُشكل عاملاً محورياً يمنع أي تغيير جوهري في السياسات الإيرانية.
وذكر التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إن خامنئي “مُصمم على الانتقام من إسرائيل والولايات المتحدة واستعادة الشرف الوطني لإيران الذي يعتقد أنه تضرّر”، وأضاف: “كذلك، فإنَّ خامنئي يدعو كبار المسؤولين الإيرانيين الآن إلى الاستعداد لجولة أخرى من القتال مع إسرائيل”.
وتابع: “في حين تستعد إسرائيل لإحباط أي محاولة إيرانية لاستعادة مشروعها النووي أو استئناف إنتاج الصواريخ الباليستية، فإنَّ إيران تظهر موقفاً حازماً لا هوادة فيه. في 26 حزيران، أوضح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن وزارة الخارجية الإيرانية أبلغت جميع الأطراف المعنية بانه يجب إخبار الكيان الصهيوني بأن إيران ليست لبنان، وأن أي هجوم عليها سيقابل برد فوري”.
ورأى التقرير أنَّ إيران تحاولُ الآن التعافي من الضربة العسكرية القوية التي وجهتها لها إسرائيل، مشيراً إلى أن “ما يُقلق النظام الإيراني أكثر هو التغلغل الاستخباراتي العميق للموساد في إيران”، وتابع: “مع ذلك، يدعو كبار المسؤولين الإيرانيين المنتمين إلى المعسكر المتشدد في إيران إلى الاستعداد لحرب أخرى”.
وأضاف مُتابعاً: “يُعرف المرشد الإيراني الأعلى بموقفه المتشدد والثابت تجاه أعداء إيران، وخاصة إسرائيل. لقد كان موقفه ثابتاً لسنوات عديدة وهو أن أي هجوم على إيران أو وكلائها في الشرق الأوسط سيقابل بردّ قاسٍ، ولن يتراجع في مواجهة الضغوط الدولية.
وأكمل: “تزعم مصادر النظام الإيراني في وسائل الإعلام الرسمية في البلاد أن الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل عكست موقف خامنئي المتشدد. ورغم القصف الجوي الإسرائيلي المكثف واغتيال كبار قادة الحرس الثوري الإيراني، لم يستسلم خامنئي، بل أثبت أن حماية الكرامة الوطنية والسعي للانتقام هما مبادؤه الأساسية”.
وتابع: “بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار، خرج خامنئي من مخبئه وأعلن في 26 حزيران أنّ النظام الصهيوني مدّ يده القذرة والدموية لارتكاب جرائم على إيران، وعليه أن يتوقع عقاباً شديداً”.
واستكمل: “تقول مصادر أمنية إن هذا التصريح يؤكد التزامه بردٍّ حازم وفعال على أي هجوم إسرائيلي على الأراضي الإيرانية. ووفقًا لهذه المصادر، فإن تصريحات خامنئي السابقة عن إسرائيل ليست مجرد عبارات بلاغية. كذلك، عناد المرشد الإيراني ليس عرضياً ولا عاطفياً، بل هو متجذر في قناعات أيديولوجية ودينية، مبنية على واجب مُفترض بحماية الوطن والدين، بما في ذلك الحق في الكلمة الفصل – مهما كان الثمن”.
وأضاف التقرير: “في سنواته الأخيرة، لا يزال خامنئي ملتزمًا بخط استراتيجي صارم، يمنعه من التنازل حتى في مواجهة التحديات الجسيمة. لا تعكس هذه الاستراتيجية المشهد السياسي الداخلي الإيراني فحسب، بل تعكس أيضاً قناعة راسخة لدى قيادة البلاد. بالنسبة لخامنئي، يُعتبر وقف إطلاق النار مع إسرائيل فرصةً لإعادة تنظيم صفوفه وابتكار أساليب جديدة لمفاجأة كلٍّ من إسرائيل والولايات المتحدة. لقد عززت الحرب مواقفه المتشددة، وسيواصل البحث عن أساليب جديدة لضرب أعدائه، مستغلاً نقاط ضعفهم، ومنطلقاً من إيمان راسخ بصواب نهجه”.
المصدر:
ترجمة “لبنان 24″