بانتظار عودة برّاك والحديث عن 7 أيار جديد خرافة

beirut News9 أغسطس 2025
بانتظار عودة برّاك والحديث عن 7 أيار جديد خرافة


كتب جورج شاهين في” الجمهورية”: يبدو من الضروري، في نظر أكثر من مرجع سياسي وديبلوماسي غربي ولبناني، لفت النظر إلى الزيارة الرابعة المفاجئة للموفد الرئاسي الأميركي توم برّاك لبيروت الاسبوع المقبل. فهي الزيارة التي لم تكن واردة على الإطلاق لو لم يُصدر مجلس الوزراء قراره الاخير، اياً كانت الظروف الداخلية التي يمكن ان تنجم عنه. فالرجل كان قد دخل مرحلة انتهاء مهمّته “الاستثنائية” و”الإضافية” في لبنان، ليتفرّغ للوضع في سوريا وتركيا، التي يمثل بلاده فيها سفيراً فوق العادة، على خلفية ما تربطه من علاقة مميزة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالنظر إلى العلاقة الشخصية التي تجمعهما منذ عقود.

وإلى أن تنتهي المراجع المعنية في السفارة الأميركية في لبنان من الاتصالات المطلوبة لبرمجة الزيارة التي تبلّغ بها المسؤولون بطريقة غير رسمية، ستكون مناسبة للإفادة منها للإسراع ببعض الخطوات التي يمكن ان تتخذها الولايات المتحدة الأميركية وحليفاتها الغربية والخليجية على الساحة اللبنانية، لرفع مستوى الضمانات المطلوبة من لبنان، واستعجال ما يمكن توفيره منها بالسرعة القصوى، بغية تسهيل مهمّة الجيش في وضع الخطة العملانية لحصر السلاح في عهدته وضمان توفير الأجواء للإسراع في وقف الاعتداءات اليومية على الأقل. فلا تتكرّر الخيبات التي ولّدها تفاهم 27 تشرين الثاني الماضي. فما هو مطروح اليوم من برمجة للخطوات المطلوبة من كل الأطراف، افتقدها ذلك التفاهم الذي تحدث في مرحلته الاولى عن 60 يوماً بلا أي برنامج تنفيذي أو خطوات، كان لا بدّ من تحديدها بالمقدار الذي تضمنته ورقة برّاك الأخيرة.
واستناداً إلى هذه المعطيات، فقد كشفت مراجع معنية انّ زيارة برّاك ستكون مناسبة للتمنّي والطلب لمواكبة القرار الحكومي المتخذ في ظروف دقيقة وصعبة جداً، تسببت بصدع لا بدّ أن يسارع المسؤولون إلى ترميمه على اكثر من مستوى، وخصوصاً على مستوى رؤساء السلطات الثلاثة.

وتلفت مراجع أمنية معنية بالوضع الداخلي الى إنّ حصول 7 أيار جديد شبيه بما حصل قبل 17 عاماً غير وارد، فتلك المرحلة كانت لها ظروفها وأسبابها الموجبة، وهي غير موجودة على الإطلاق. وإنّ الحديث عن احتمال استنساخ ما شهدته الساحة السورية من أشكال الفتنة المذهبية تمّ وأدها في مهدها على الساحة اللبنانية، ولا يمكن ان يُسمح بها. ذلك انّ الظروف مختلفة والعلاقات بين المكونات اللبنانية لا تشبه تلك التي تعيشها سوريا، والتجارب لم تمح بعد، وما زالت العيون مفتوحة على من يسعى إلى تمثيل تلك الجريمة على الساحة الداخلية مهما كانت قدراته او توجّهاته. فكل من يعنيه أمر السلم الأهلي ينتظر على “الكوع” أن يرتكب اي طرف او اي شبكة أو اي شخص ما يؤدي إلى تلك الجريمة، وسيكون عقابه ظاهراً غير مخفي.