واشنطن توفر الغطاء السياسي والأمني للحكومة لاتخافوا

beirut News12 أغسطس 2025
واشنطن توفر الغطاء السياسي والأمني للحكومة لاتخافوا


كتب طوني عيسى في” الجمهورية”: يبدو “حزب الله” أمام خيار مصيري. فإما أن يسلّم بقرار الدولة، ويتحول كياناًسياسياً فقط، وإما أن يواجه الدولة، ومعها الولايات المتحدة. وسيكون لورشة ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، ولبنان وإسرائيل، التي يتمّ الإعداد لها حالياً بإشراف أميركي، دور أساسي في زوال الذرائع التي لطالما استخدمها«الحزب » للإبقاء على سلاحه.


Advertisement

]]>

وللمرّة الاولى في تاريخه الحديث، يبدو الجيش في صدد الحصول على فرصة حقيقية لفرض سيطرته على كل الأراضي اللبنانية، بدعم أميركي واضح ومباشر، والأرجح بتوسيع صلاحيات قوات «اليونيفيل » لتصبح «ضاربة» وتغطي مناطق جديدة. وهذا التحول سيبدّل دور الجيش اللبناني من قوة دفاعية محدودة إلى قوة تنفيذية قادرة على فرض سيادة الدولة.
وفوق ذلك، ليس سراً أنّ الأميركيين يجهزون كل شيء لجعل لبنان قاعدة عسكرية إقليمية لهم، إلى حدّ معيّن. ولذلك، تريد واشنطن حماية الحكومة اللبنانية وتوفير الغطاء السياسي والأمني الكامل لها. والرسالة واضحة: «لاتخافوا. نحن معكم على الأرض، خطوة خطوة، كما نحن معكم سياسياً وديبلوماسياً واقتصادياً، لتستعيدوا الموقع الذي خسرتموه في المنطقة والعالم بسبب السلاح ». وهذا التعهّد يمنح الحكومة جرأة غير مسبوقة للمضي قدماً في خطتها لحصر السلاح بها وحدها.
إذاً، ليس «لسواد عيون » لبنان، يقدّم الأميركيون هذا الدعم. فمع اتضاح معالم خريطة الشرق الأوسط الجديدة أكثر فأكثر، وفيما سوريا الجديدة تستعد للاندماج في المنظومة الإقليمية والدولية، يمنح الأميركيون لبنان فرصته التاريخية ليكون داخل المعادلة. وتؤشر التحولات الأخيرة إلى نهاية حقبة وبداية أخرى، في لبنان والمنطقة بأسرها، حيث سيتمّ تحديد: مَن سيبقى داخل المعادلة ومن سيرمى خارجها؟ وبالنسبة إلى الولايات المتحدة، لبنان هو جزء من منظومة مصالحها الأوسع في الشرق الأوسط.