تتأهب الساحة الداخلية راهنا لرصد أجواء ونتائج الزيارة الرابعة التي يفترض ان يبدأها الموفد الأميركي توم براك لبيروت مطلع الأسبوع المقبل. ولا يستبعد ان يواكب “حزب الله ” زيارة براك بجولة إضافية من التصعيد السياسي.
وفي هذا السياق، كتبت”النهار”:لم يكن مستغربا ان تنعكس السقطة الأخيرة ل”حزب الله ” التي جاءت في الخطاب الأخير للامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم اتساعا يحمل دلالات كبيرة ومؤثرة لمن يريد ان يقرأ الوقائع المتجردة ، حيال العزلة المتعاظمة التي يمعن الحزب ومن وراءه ايران في التسبب بها لنفسه وبيئته برمتها . ذلك ان الردود الرسمية ومن ثم الردود السياسية اتسمت باجماع عابر للطوائف والأحزاب والجهات السياسية والحزبية على رفض كل ما استحضره الشيخ نعيم قاسم في نبرة التهويل والتهديد بالحرب الاهلية والفتنة وما اليها من استحضارات مقيتة باتت تعكس حالة تآكل للحزب في معاداته مع الدولة وسائر الافرقاء اللبنانيين حتى مع من كانوا حلفاء له في حقبات سيطرته الاسرة على القرار والأرض والتحكم بالسلاح والاستقواء بتبعيته للمحور الإيراني . ولذا انقلب المنسوب الفالت من أي عقال الحكمة في التهديد والتهويل على أصحابه وارتسمت بعد يوم واحد من خطاب قاسم صورة العزلة الآيلة إلى تثبيت الضعف الاستثنائي الذي بات عليه الحزب فيما هو يعلي نبرة الرفض للانخراط في مسار الدولة والانتظام السياسي غير المسلح .
اما ” الشرق الاوسط” فكتبت”التوقيت السياسي الذي اختاره أمين عام «حزب الله»، نعيم قاسم، بتهديده الحكومة بالنزول إلى الشارع لمنعها من نزع سلاحه، ليس معزولاً عن الأجواء التي سادت اجتماعه بالأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، ويأتي استباقاً للقاءات التي يعقدها الوسيط الأميركي، السفير توم برّاك، الاثنين، مع المسؤولين اللبنانيين، في حضور نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط، مورغن أورتاغوس، لتمرير رسالة عالية النبرة، متوعِّداً بخطوات تصعيدية، وبرد فعل غير مسبوق في حال أصرّ مجلس الوزراء على الجدول الزمني الذي وضعه لتطبيق حصرية السلاح قبل انتهاء العام الحالي.
واضطر قاسم لرفع السقف، دفاعاً عن تمسكه بسلاحه، ما لم يترافق مع انسحاب إسرائيل من الجنوب ووقف خروقاتها واعتداءاتها، كضمانات تتلازم مع تطبيق حصرية السلاح على دفعات، لأن وضع جدول زمني بلا مقابل يشكل نقطة إجماع بداخل الثنائي الشيعي لا عودة عنها، فيما يرصد السفراء الأجانب والعرب في لبنان موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري من تهديدات حليفه، وعدم تعليقه عليها حتى الساعة، وهذا ينسحب على الحلقة الضيقة المحيطة به التي تفضل التريُّث إفساحاً في المجال أمام اجتماعه المرتقَب ببرّاك وأورتاغوس الذي هو موضع اهتمام المجتمع الدولي، ورهانهم عليه، أي بري، كرافعة لإخراج حصرية السلاح من التأزم.
وكان النائب إبراهيم الموسوي اكد أن سلاح المقاومة هو الضمانة الحقيقية لحماية لبنان في مواجهة التهديدات الإسرائيلية المستمرة، رافضاً أي مساومة عليه.
واستند الموسوي في موقفه إلى التجارب التاريخية التي أثبتت عدم جدوى الوعود والضمانات الدولية، مستشهداً بغزو إسرائيل لبيروت عام 1982 ومجزرة صبرا وشاتيلا، حيث لم تمنع تلك الضمانات وقوع الكوارث.
كما شدد على أن دعوات تسليم السلاح هي جزء من مؤامرة كبرى تهدف إلى تجريد لبنان من قوته، وأن أهالي الشهداء والمقاومين مصممون على التمسك بسلاحهم كأمانة ودفاع عن وطنهم.