أطلقت شركة CREEL برعاية وزارتي الإعلام والسياحة وبالتعاون مع بلدية جبيل المسار السياحي الفينيقي في لبنان FENIKIA AWARDS خلال حفل عشاء اقيم على ميناء جبيل الأثري ، تم خلاله تكريم 20 بلدية لبنانية من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال تحتضن مسارات فينيقية ، في حضور نائب رئيس مجلس النواب النائب إلياس بو صعب ، وزراء الإعلام المحامي بول مرقص ، السياحة لورا لحود ، والبيئة تمارا الزين ، رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ، النائب سليم الصايغ ممثلا رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل ، زياد الحواط ، غسان سكاف ، كميل شمعون ، ندى البستاني ، سجيع عطية ، اديب عبد المسيح ، فادي كرم ، وليم طوق ، فيصل الصايغ ، سيزار ابي خليل ، نيقولا الصحناوي ، الوزيرين السابقين وليد نصار وزياد مكاري ، النائب السابق اميل رحمة ، النائبة السابقة بهية الحريري، محافظ بيروت القاضي مروان عبود ،نائب رئيس مجلس ادارة مجموعة العمل الاميركية لدعم لبنان نجاد عصام فارس ، مسؤول الإعلام الأجنبي في حزب القوات اللبنانية الدكتور مارك سعد ممثلا رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ، امين السر في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر ، رئيس بلدية جبيل الدكتور جوزف الشامي وعدد من رؤساء البلديات ، رئيس الجامعة الثقافية في العالم عبّاس فوّاز،سينتيا هادي حبيش ، رئيسة مجلس ادارة تلفزيون لبنان أليسار النداف ، نقيب اصحاب المطاعم والملاهي والمقاهي في لبنان طوني الرامي وممثل النقابة في قضاء جبيل مارك عبود ، نقيب مستوردي المشروبات الروحية في لبنان الرئيس الفخري للاتحاد اللبناني لكرة الطائرة ميشال ابي رميا ، رئيسة جامعة AUST هيام صقر ، ورئيسة جامعة AUT غادة حنين وفاعليات.
واعتبرت الوزيرة لحود في كلمتها انه “عَبْرَ احْتِفالِنا اليَوْم بِإِطْلاق “المَسار الفينيقي السِّياحي”، نَحْنُ لا نَسْتَحْضِرُ فَقَطْ تاريخًا بَعيدًا،بَلْ نَفْتَحُ نافِذَةً عَلى حاضِرِنا وَمُسْتَقْبَلِنا، مذكرة بأنّ الفينيقيين لَمْ يَكونوا مُواطِني دَوْلَة واحِدَة تَحْتَ رايَةِ عاصِمَةٍ مُوَحَّدَة ، كانوا مُدُنًا مُتَنافِسَة: صُوْر وَصَيْدا، جبَيْل وَطرابلُس ، لِكُلٍّ مِنْها طُموحُها وَحُلَفاؤُها وَمَكانَتُها ، لكِنَّ هذِهِ المُنافَسَة لَمْ تَكُنْ انْقِسامًا؛ كانَتْ مَصْدَرَ قُوَّة ، تَبارَوْا في التِّجارَة وَالمِلاحَة، وَتَكامَلُوا في عَلاقاتِ تَبادُل رَبَطَتْ شَواطِئَهُم الصَّغيرَة بِالعالَمِ”.
وقالت : “هذا هُوَ الدَّرْسُ الأَوَّل: إِنَّ قُوَّتَنا لا تَأْتي مِنْ إِلْغاءِ التَّنَوُّع، بَلْ مِنْ تَحْوِيلِهِ إِلى شَبَكَة تَفاعُلِيَّة، مِثْلَما فَعَلَتْ مُدُنُ الفينيقِيّين وَاليَوْم، حينَ نُعيدُ وَصْلَ هذِهِ المُدُن وَالبَلْدات عَبْرَ المَسارِ السِّياحي، نَحْنُ نَغْرُفُ مِنْ ذاكِرَةٍ أَثَرِيَّة وحَضارِيَّة، لِنَسْتَثْمِرَ في غَدٍ اقْتِصادي وَثقافي مُشْرِق، صَيْدا وَصور تَحْمِلان إِرْثَ المَرافِئ الكُبْرى وَصَوْتَ البَحْرِ الذي يُرَدِّدُ أَناشِيدَ التَّبادُل. الصَّرَفَنْد تَمْتَدُّ بِجُذورٍ زِرَاعِيَّة وَحِرَفِيَّة عَريقَة ، جِزّين، بِمِياهِها وَشَلّالاتِها، تَمْنَحُ السِّياحَة الجَنوبِيَّة بُعْدًا بيئِيًّا وَنفَسًا مِن صَنَوْبَرِ طَبيعَتِهاً، دَيْر القَمَر تُذَكِّرُنا بِأَنَّ البَلْداتِ الجَبَلِيَّة هِي فَضاءٌ لِلحَياةِ الثَّقافِيَّة العَريقَة. بعَلْبَك، بِأَعْمِدَتِها التي تَرْنو لِلتَّفَوُّقِ وَالعُلُوّ، وَالهِرْمِل بِجُغْرافِيَّتِها المَهِيبَة ، تُعيدان رَسْمَ العَلاقَة بَيْن السِّياحَة والإنْماء وَالانْتِماء، جبيل، أَقْدَمُ المُدُنِ الحَيَّة في التّاريخ وَمَهْدُ الحَرْف، تَلْتَقي بِجُونية وَكْفَرْدِبْيان وَزُوق مُصْبِح، في مِنْطَقَةً تَجْمَعُ البَحْرَ وَالجَبَل وَالضِّيافَة في الأَفْعال وَلَيْسَ فَقَط في الـ”cliché”، البَتْرُون اليَوْم عُنْوان التَحْديث العُمْراني الأَصيل وَالرِّياضاتِ البَحْرِيَّة كَما لِلنَّبيذ اللُّبْناني المُتَجَدِّد، مِثْلَما هِيَ عُنْوانٌ لِلجِدارِ الفينيقي ، أَمّا بشرّي وَأَرْزُها وَقَنّوبين، فَهْيَ قَلْبُ الذّاكِرَة الرّوحِيَّة، وَطرابلُس بِأَسْوَاقِها وَمَساجِدِها وحِلْوَياتِها، وَأَنْفِه بِمَلّاحاتِها، وَإِهْدن بِجَمالِ مَحمِيّتِها وَكَرمِ مَطْبَخِها،كُلُّها تُظْهِرُ كَيْفَ تَتَعَدَّدُ التَّجارِب وَتَتَكامَل ، بَيْت مِري وَضْهور الشّوير، حَيْثُ يَلْتَقي الأَدَبُ وَالفِكْرُ وَالموسيقى بِالضِّيافَة والاصْطِياف، وَلا تَكْتَمِلُ اللَّوْحَة مِنْ دون بَيْروت، العاصِمَة التي تَحْمِلُ كُل هذِهِ الوُجوه في قَلْبٍ واحِد”.
واضافت : “هذا التَّنَوُّع الجُغْرافي وَالثَّقافي وَالاقْتِصادي هُوَ الذي يَجْعَلُ مِنَ المَسارِ الفينيقي مَشْروعًا لِلسِّياحَة وَالتَّنْمِيَة وَالاسْتِثْمار في آنٍ واحِد ، لكِنْ ثَمَّةَ أَمْرٍ آخَر لا يَقِلُّ أَهَمِّيَّة: الهَوِيَّة ، أَحْيانًا يَتَحَوَّلُ الحَديث عَنِ الفينيقِيّين إِلى نِقاشٍ هَوِيّاتيٍ عَقيم: هَلْ نَحْنُ فينيقِيُّون أَمْ عَرَب أَمْ؟كَأَنَّ الهَوِيّات مُتَناقِضَة أَوْ مُتَنافِيَة، الحَقيقة أَنَّ لُبنان غَنِيّ بِتَعَدُّد دَوَائِرِهِ الحَضارِيَّة: فينيقِيَّة، عَرَبِيَّة، كَنْعانِيَّة، مُتَوَسِّطِيَّة، شَرْقِيَّة، غَرْبِيَّة، مَسيحِيَّة وَإِسْلامِيَة، كُلُّها طَبَقاتٌ تُغْني بَعْضُها بَعْضًا”.
وقالت . الاعْتِزازُ بِالفينيقِيَّة لا يَنْفي أَيَّ انْتِماءٍ آخَر ، لُبنان لا يُخْتَصَر بِهَوِيّةٍ واحِدَة، بَلْ يَزْدَهِر بِتَكامُلِ الهَوِيّات ، وَهذا هُوَ الدَّرْسُ الثاني أَنْ نُدْرِكَ أَنَّ التَّنَوُّع لَيْسَ تَهْديدًا بَلْ قيمَة مُضافَة ، في السِّياحَة كَما في الاقْتِصاد وَالسِّياسَة، لا يُمْكِن أَنْ نَنْجَح إِذا بَقَيْنا أَسْرى الاصْطِفافاتِ الضَّيِقَة.
وختمت : المَشْروع الذي نُطْلِقُهُ اللَّيْلَة هُوَ دَعْمٌ لِلصِّناعاتِ الحِرَفِيَّة، وَتَعْزيزٌ لِلضِّيافَة، وَفَتْحٌ لِآفاقٍ جَديدَة لِلاسْتِثْمار ،شَرْطَ اسْتِقْرارٍ انْتَظَرْناهُ سَنَواتٍ طَويلَة، عِمادُهُ السِّيادة الكامِلَة لِلدَّوْلَة، وَأُسُسُهُ المُحاسَبَة وَإِرْساء دَوْلَةِ القانون ، وَهكَذا نُثْبِتُ أَنَّ لبنان، رُغْمَ جِراحِهِ وَتَناقُضاتِهِ، لا يَزالُ قادِرًا أَنْ يُبْحِرَ مُجَدَّدًا، كَما أَبْحَرَتْ سُفُنُ الفينيقِيّين، حامِلاً أْبْجَدِيَّةَ الانْفِتاح وَالابْتِكار وَالعَيْش مَعًا.
مرقص
وقال الوزير مرقص في كلمته: “ما أصعبَ الكلامُ في حَضرة الأغليين: الحرفُ والفن. وما أصعبَ التعبيرُ في رهبة الأعلَيين: تاريخُنا الفينيقي ورونق الموسيقى”.
وأضاف: “نتحلّق في هذه الأمسية حول حضارةٍ وتراث. أما الحضارة فمُقيمة في كل زاوية جُبيلية وكلِ ركنٍ من أركان القلعة، ينطق بها كلُ حرف انطلق من ههنا إلى أصقاع العالم ، وأما التراثُ فنستمتع به بصوت القدير غسان صليبا وبكلِ نغم من وترِ المبدع ميشال فاضل، كأنّي بهما يُرسلان تاريخ لبنان مُغنّىً وملحّنا، من جبيل إلى كل الدنيا”.
وأشار إلى أنه “عندما تشتد الأزمات نلوذ بالموسيقى لأنها علاجُ الروح، ومع تزاحم المشكلات نلوذ بالماضي الجميل لنستعيد بعضا من رمقٍ نستعين به على واقعن. وكي نواجه التحديات والصعاب في بناء لبنان الجديد ، نتسلح برصيد لا ينضب من فنٍ وتراث، والأهمّ أنه ينطلق مع بداية عهد رئاسي جديد واعد ببناء الدولة، وحكومة عازمة على تطوير المرافق العامة، تبذل كل ما تستطيع لإحداث التغيير المتوخى، وقد بدأ من المطار وصولاً الى الحدود الشمالية الشرقية ولغاية بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها واحتكار السلاح بيد الدولة بقواها الذاتية حصراً”.
واكد انه “مهما بدا التغيير صعبا، سنظل نُحدِث الخرق في جدار الأزمات، نَنفذُ منه إلى رحاب دولة القانون، وحسبُنا ونحن في هذا المكان بالذات، أن نستذكر أسطورة طائر الفينيق لنتأكد أن لبنان يحيا من رماده”.
وقال: “الى من يسأل الى أين يذهب لبنان أقول انظروا الى التقدم المنجز في أسابيع وأشهر قليلة تعرفوا الى مسار العهد الرئاسي الجديد”.
وختم: “لن نستغرق الليلة في السياسة، ولن نخوض في أيّ من الملفات الشائكة والسائرة نحو الحل، وانتم شهود، بل نكتفي بالاستمتاع في حضرة التاريخ المهيب، ونأنس إلى صوتٍ صَلبٍ وأصيل وموسيقى ملهِمة، في ظلال حرف جُبيليّ لا يُمحى.
شكراً CREEL شكراً جويل بو يونس وفريق العمل، والشكر لوسائل الاعلام التي تنقل هذا الحدث الى كل بيت ومكان لنعيش جميعاً وسوياً أجواء الفرح والامل هذه”.
الشامي
ورحب الدكتور الشامي بالحاضرين بإسمه وبإسم المجلس البلدي في الأمسية الاستثنائية FENIKIA Awards، وقال : “جبيل ليست مدينة ، بل هي اول رواية في التاريخ فمن هنا انطلقت الابجدية التي غيرت مسار الحضارات ومن هنا انطلقت السفن الفينيقية على طول المتوسط حاملة معها التجارة والعلم والثقافة ووصلت إلى مدن مثل قرطاج حتى كاديس على المحيط”.
واضاف : “الفينيقيون كانوا شعب البحر ، اكتشفوا وابتكروا وتفوقوا . من هنا اسسوا اول حضارة تجارية بحرية في العالم ، الأبجدية الفينيقية كانت وهي التي سمحت لاحقاً لكل العلوم والفنون ان تكتب وتوثّق ، والتاريخ اليوم يكمل مسيرته ، وبجهود علمية تم اكتشاف المرفأ الفينيقي جنوب المدينة ، وهذاالاكتشاف ليس تفصيلي بل دليل جديد على أن مدينتنا كانت قلب التجارة البحرية ومركز اساسي للحضارة الفينيقية ، فالمرفأ المكتشف يثبت ان جبيل كانت نقطة وصل ليس فقط للبنان انما للمتوسط كله”. وأعلن انه بنفس الروح تعمل بلدية جبيل حاليا ً على مشروع متحف للأبجدية الفينيقيّة وهذا المتحف سيكون من الاوائل في العالم”.
وتابع : “عندما نكرم الليلة مبدعين عبر FENIKIA Awards نكون فعلياً نمد جسراً بين الماضي والحاضر وكما نقل الفينيقييون الأبجدية والحضارة عبر البحر نحن اليوم ننقل رسالة لبنان الإبداعية للعالم من جديد”.
وختم : “شكرا ً لشركة CREEL عبر مبادرتها القيمة وجبيل ستبقى منارة للثقافة والتاريخ والإبداع”.
وفي الختام، وزعت الدروع التقديرية على رؤساء البلديات العشرين المكرَّمة، وأحيا الأمسية الفنان غسان صليبا والموسيقي ميشال فاضل وفرقته.