حسمت الزيارة الخامسة للموفد الاميركي توم براك الى لبنان “نسف” الورقة التي اعدها للحل بين لبنان واسرائيل من أساسها، وعاد الوضع الى”مرحلة الاحتمالات المفتوحة”، في وقت تتجه الانطار الى جلسة الحكومة المقررة يوم الثلاثاء المقبل للنظر، في خطة الجيش لسحب السلاح.
وبحسب مصادر معنية، فان الجلسة “لا تزال في موعدها حتى الساعة، مع احتمال تأجيلها لوقت قصير، إذا تعقدت الأمور داخلياً”. وأوضحت المصادر “أن ثمة اتصالات تجري لاحياء الحوار مع الأميركيين وحلفاء لبنان الآخرين لرسم خارطة طريق تخرج الوضع من عنق الزجاجة”.
وافادت معلومات “بأنّ” الثنائي الشيعي” اتّخذ القرار بالنزول إلى الشارع بدءاً من أيلول المقبل، عبر تحرّكات تصاعدية، نقابية وطلابية وعمّالية، تأخذ في الاعتبار درجة تفاعل الحكومة مع العناوين والمطالب التي سترفعها التحرّكات، والتي سيكون التراجع عن القرارات المتعلّقة بالسلاح أساسها”.
هذه الاجواء عكسها رئيس مجلس النواب نبيه بري بقوله” إن الأميركيين أتونا بعكس ما وعدونا به”، مضيفا” ان الوفد الأميركي لم يأتِ بأي شيء من إسرائيل، وبالتالي ذهبت الأمور نحو التعقيد مجدداً”.
وإذ رفض بري الكلام عن المرحلة المقبلة في ضوء هذا التعقيد الجديد، اكتفى بالتشديد على أن الأمور “ليست سهلة”.
ورداً على سؤال عن جلسة مجلس الوزراء المقررة في الثاني من ايلول للبحث خطة الجيش لسحب سلاح “حزب الله”، قال: “إن كل أمر يؤدي إلى خلاف في البلد مستنكَر”.
وستكون لبري كلمة متلفزة يوم الأحد المقبل في ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، ترسم ملامح المرحلة المقبلة، وبخاصة انها تأتي قبل يومين من موعد جلسة مجلس الوزراء.
وبحسب المصادر المطلعة، فان ابرز ما يمكن استخلاصه من زيارة الوفد الاميركي الى بيروت انها “اطاحت استراتيجية الخطوة مقابل الخطوة بعد فشل مساعي براك في إقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالانسحاب ولو من نقطة واحدة من النقاط المحتلة، بعد اقرار الحكومة حصرية السلاح او حتى بالالتزام بالورقة الاميركية التي تقول بوجوب وقف الخروقات والاعتداءات بالتوازي مع قرار الحكومة اللبنانية”.
وتضيف المصادر: “قالها الوفد بأكثر من طريقة، ان اسرائيل لن تنسحب من النقاط المحتلة قبل نزع سلاح حزب الله، ما يعني الاطاحة بكل بنود الورقة وبكل التفاهمات التي تمت ويحرر الحكومة اللبنانية من مواصلة تنفيذ ما ورد في هذه الورقة”.