أنواع السعال ووسائل معالجتها ؟

27 أكتوبر 2018

علينا أن نتعرّف على أعراض السعال حتى نعلم متى ينبغي علينا تلقي العلاج. والسعال أنواع:

سعال جاف، وسعال رطب، سعال تطول مدته… وهي كلها أعراض لحالة أو حالات مسببة له. ما معنى كل نوع من السعال، وكيف يمكن للطبيب التمييز بينها؟ يعتمد الأمر على نوع ومدة استمرار السعال.

السعال الرطب

السعال الرطب wet cough هو الذي ينتج عنه مخاط من الرئتين أو الجيوب الأنفية. يعطي هذا السعال انطباعاً بأنه رطب، وقد يصاحبه صوت أزيز أو رنين وضيق في الصدر عن التنفس. يكون السبب وراء الكثير من أنواع السعال الرطب هو الإصابة بعدوى مثل نزلة برد، أو إنفلونزا، أو التهاب الشعب الهوائية، أو ذات الرئة. تقول الدكتورة جيسيكا ماكانون، أخصائية أمراض الصدر في مستشفى «ماونت أوبرن» التابعة لجامعة هارفارد: «في حالة التهاب الشعب الهوائية الحاد يظهر السعال سريعاً ويختفي في النهاية من تلقاء ذاته». على العكس من ذلك، فإن بعض أنواع السعال الرطب يكون مزمناً ويمتد لفترة طويلة، وقد تكون أسبابه على سبيل المثال:

* تنقيط (أي قطرات) أنفي خلفي، : ينتج ذلك عن تحرك المخاط في الحلق أو الحساسية أو وجود مسببات حساسية في الهواء، أو نزلة برد، أو عدوى في الجيوب الأنفية. ويوضح الدكتور أحمد سيداغات، أخصائي أنف أذن وحنجرة في مستشفى ماساتشوستس لأمراض العيون والأنف التابعة لجامعة هارفارد: «ينقط المخاط على الحنجرة مما يحفز حدوث سعال لمنع انتقال المخاط إلى الرئتين».

* داء الانسداد الرئوي المزمن: تقول الدكتورة جيسيكا: «علامات الإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن هي حدوث سعال رطب، وصعوبة في التنفس، وأزيز عند التنفس». كذلك من الممكن حدوث عدوى متكررة في الجهاز التنفسي، أو إرهاق، أو بلغم زائد.

* توسع الشعب الهوائية: في هذا المرض يتجمع المخاط في جيوب تشبه البالونات، ولا يمكن طرده من الرئتين بشكل كامل.

* عدوى بكتريا مايكو غير الدرنية Nontuberculous mycobacteria infection: هو (متفطرة لاسلية) مرض قريب من مرض السل وهو غير معد. يمكن أن يصاحبه شعور بالإرهاق، وفقدان في الوزن، وشعور المريض بشكل عام أنه ليس على ما يرام.

السعال الجاف

السعال الجاف (الذي لا يحتوي على بلغم) هو رد فعل طبيعي لشيء ما يثير تهيج الحلق مثل أحد ملوثات الهواء. قد يكون السعال الجاف مؤقتاً أو مزمناً وينتج عن أي مما يلي:

* مرض الارتجاع المعدي المريئي: يحدث هذا عندما تكون العضلة الدائرية التي تفصل بين الحجاب الحاجز والمعدة ضعيفة ومتراخية مما يؤدي إلى ارتداد العصارات الهضمية الحمضية من المعدة وهو ما يثير تهيج بطانة المريء، والتكوينات داخل الحلق مما يؤدي إلى حدوث السعال.

* الربو: كثيراً ما يصاحب هذا النوع من السعال أزيز عند التنفس، وضيق في الصدر والتنفس تتباين حدته زيادة ونقصاناً. أحياناً يسبب الربو فقط سعالا جافا مزعجا، خاصة مع ممارسة التمرينات الرياضية، أو استنشاق هواء بارد فجأة.

* حساسية الأعصاب: قد تكون الأعصاب التي تثير حدوث السعال حسّاسة بدرجة كبيرة بسبب تضرر ناتج عن مرض عصبي، أو جراحة، أو إصابة.

* أعراض جانبية لعقاقير: توجد بعض العقاقير التي تتسبب في سعال مزمن كعرض من أعراضها الجانبية، ومنها مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين مثل «إنالابريل» (فاسوتيك)، وليسينوبريل (برينيفيل وزيستريل)، حيث تؤدي إلى حدوث سعال مستمر لدى 20 في المائة من الأشخاص الذين يتناولونها.

* قصور القلب: تتسم هذه الحالة بتكون السوائل في الرئتين مما يؤدي إلى انقطاع النفس.

* سرطان الرئة: قد يصاحب السعال المرتبط بسرطان الرئة فقدان في الوزن ودم في البلغم.

أنواع السعال الأخرى

* السعال النباحي. يبدو صوت السعال النباحي Barky cough مثل نباح الفقمة، ويسمى خانوق (ذبحة لوزية) في حالة الأطفال، ويحدث عندما يتسبب فيروس في تورم الشعب الهوائية. تقول دكتور جيسيكا: «قد يحدث السعال النباحي في حالة البالغين بسبب عدوى أو مرض تنهار فيه القصبة الهوائية أو الشعب الهوائية مع التنفس».

* السعال الديكي (الشاهوق). عادة ما تنقطع أنفاس الأطفال المصابين بالسعال الديكي بعد نوبة طويلة من السعال. وعندما يستنشقون نفساً عميقاً بعد ذلك، يصدر عنهم صوت مثل الصياح. وقد يعاني البالغون المصابون بالشاهوق من نوبات سعال صعبة تبدو وكأنها بلا نهاية.

نصائح طبية

إذا صاحب السعال حمى، أو انقطاع في التنفس، أو ألم في الصدر، أو دم في البلغم، ينبغي أن تخضع للفحص فوراً. من جهة أخرى، توصي دكتورة جيسيكا بالانتباه جيداً للأعراض، حيث تقول: «إذا لم تتحسن الأعراض، أو إذا استمر السعال لأسابيع كثيرة، ينبغي عليك الاتصال بطبيب الرعاية الأولية». أحيانا يكون من المطلوب تصوير الصدر بالأشعة، أو إجراء فحص للتنفس.

من طرق علاج السعال معالجة الحالة المسببة له. على سبيل المثال إذا كان داء الارتجاع المعدي المريئي هو السبب المرجح، «فربما نحاول أولا منع ارتجاع الحمض باستخدام العقاقير» كذلك يقول دكتور كايل ستولر، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى ماساتشوستس العام التابع لجامعة هارفارد. ويضيف قائلا: «إذا استمر السعال، سوف نبحث عن أسباب أخرى». وتؤكد دكتورة جيسيكا أن الصبر هو الحل، حيث توضح قائلة: «كثيراً ما يحتاج السعال المزمن تجربة طرق علاج مختلفة لمعرفة أي منها يجدي نفعاً».