#ابتسامتي_أقوى_من_كراهيتكم: شعار المثليين في سوريا

23 فبراير 2019
#ابتسامتي_أقوى_من_كراهيتكم: شعار المثليين في سوريا

“ابتسامتي اقوى من كراهيتكم”، هي العبارة التي يتداولها المثليون جنسياً في سوريا، في حملة واسعة لاقت انتقادات من صفحات موالية للنظام.

وينشر المشاركون صوراً لهم وهم يحملون ورقة كتبت عليها العبارة المتداولة في دول عربية عديدة أيضاً، من أمام مناطق شهيرة مثل قلعة حلب أو أسواق دمشق القديمة، وتساعد في ترويجها صفحة ” LGBT بالعربي” في “فايسبوك”.

وتداولت صفحات سورية في “فايسبوك” أن الحملة هي “حراك شعبي باشر فيه المثليون في سوريا من كافة المحافظات السورية بدعم من الجمعية الكندية للحريات الجنسية”.

وكان لافتاً مقدار الهجوم الذي شنته صفحات كبرى موالية للنظام، والتي قالت أن الحملة تروج لـ”انحلال أخلاقي كبير” وتشجع على “اللواط” وهي الكلمة القبيحة المستخدمة لوصف المثلية الجنسية، فيما تراوحت التعليقات على تلك المنشورات، بين الهوموفوبيا وبين الدفاع عن حق الأفراد في اختيار ميولهم الجنسية والتعبير عنها بشكل طبيعي.

والحال أن الحملة انتشرت في دول عربية متعددة بعد حادثة الاعتداء على الشاب المصري فريد الذي أراد البوح بمثليته الجنسية خلال احتفال صغير أقامه بعد شفائه من مرض السرطان. ونشر صورة له مع كعكة ملونة في “فايسبوك”، لتنتشر التعليقات المسيئة له، بما فيها نشر عنوانه وتفاصيل شخصية عنه في “فايسبوك”، قادت بعدها إلى الاعتداء عليه بالضرب من قبل ثلاثة شبان. وكان رد فريد هو نشر صورة له والدماء تغطيه مع عبارة “ابتسامتي أقوى من كراهيتكم” التي تحولت إلى شعار لمجتمع “الميم” العربي.

ولا يوجد في سوريا أي حقوق للمثليين، بل على العكس يجرم القانون السوري المثلية الجنسية، كما أن رهاب المثلية منتشر بشكل واسع، لاعتبارات دينية واجتماعية، وبالتالي يصبح المشهد في السوشيال ميديا عادياً، خصوصاً أن النظام تغاطى في سنوات الثورة السورية عن كثير من “المحرمات الأخلاقية”، لانشغاله بالظروف الأمنية والسياسية حينها، وكنوع من تخفيف الضغوطات الاجتماعية على الأفراد، لكنه عاد اليوم للتشديد على الحريات الاجتماعية في البلاد.

ويجب القول أنه رغم تنوع الموضوعات والقضايا التي أثارتها الثورة السورية والدعوات إلى الحرية في البلاد، إلا أن حقوق المثليين ومجموعة من المواضيع الأخرى ظلت ضمن المحظورات إلى حد ما. ما يجعل مفاهيم الثورة السورية، بغض النظر عن نجاحها أو فشلها سياسياً، ناقصة في هذا الجانب إلى درجة تجعلها حركة مبنية على القيم المحافظة للمجتمع التقليدي، وخصوصاً بعد تحولها نحو الأسلمة والعسكرة، ثم ظهور التنظيمات التكفيرية التي تعدم المثليين رجماً بالحجارة أو بإلقائهم من أماكن عالية على غرار ما كان يفعل تنظيم “داعش” على سبيل المثال.