بين منتخب لبنان والرياضي…هل تتكرّر المشكلة نفسها؟

5 أبريل 2019
بين منتخب لبنان والرياضي…هل تتكرّر المشكلة نفسها؟

لا شك انّ تصريح اللاعب أمير سعود نجم فريق الرياضي عقب نهاية اللقاء امام بيبلوس لم يأت من فراغ، خصوصاً انه يعكس وضع الفريق الاصفر “الهشّ” فنياً عشية إنطلاق مرحلة المربع الذهبي لبطولة لبنان بكرة السلة.

أمير سعود ظهر في كلامه انه عاتب على غياب دور واضح له في الفريق عقب التغييرات الاخيرة باللاعبين الاجانب، معتبراً انه لا يعرف دوره تماماً خصوصا انه يشغل مركز صانع الالعاب البديل، وانه يضحّي كثيرا من وقت اللعب والنقاط المسجلة وذلك من اجل مصلحة الفريق.

كلام سعود كان واضحاً ولا لبس فيه، وهو أمر فني بحت يحدث في اي فريق، لكن لا شك ايضاً انّ هناك مشكلة حقيقية في الرياضي عنوانها التنافس الخفي على النجومية فالقاسي والداني يعرف حجم التنافس الذي كان يدور في فترة سابقة بين وائل عرقجي وأمير سعود وعلي حيدر على لعب دور النجم الاول، وما أنتج من خلافات بين اللاعبين الثلاثة، مع العلم انّ عناصر كإسماعيل احمد وجان عبدالنور كانوا يلعبون دوراً في الحدّ من تأثير هذه الآفة في سنوات كثيرة مضت، ومن الواضح اكثر انّ امير يلعب افضل عندما يغيب عرقجي، وعرقجي يلعب افضل عندما يغيب أمير. ويمكن ملاحظة انه عندما غاب عرقجي عن الفترة الاخيرة من الموسم الماضي، لعب أمير جيدا رغم انّ الرياضي خسر اللقب. ثمة من يقول انه عندما يعتزل سُمعة وعبدالنور، لن يكون الرياضي بمأمن كبير، فالجيل الحالي لا يُمكن ضبطه بسهولة ولا انّ إدخاله ضمن منظومة جماعية سهل، خصوصا انّ ذلك يتطلب تضحيات وتغيير في الادوار كما يحصل في الكثير من الاحيان بالفرق الكبرى التي تضمّ أسماء وازنة. الرياضي يُواجه اليوم تحدياً كبيرا في هذا المجال، فالفريق مضعضع ويلعب كرة سلة هشّة رغم حجم الاسماء الوازنة التي يضمّها، ومن الممكن جداً ان يستفيق البركان الذي في داخله بأي لحظة، لكن يبدو ايضاً انّ الرياضي اليوم “طري العود” اكثر من اي وقت مضى، فسُمعة لم يعد في “ايام الشباب” وعبدالنور دخل مرحلة الإرهاق والإستنفاذ البدني واللاعبون الاجانب ليسوا كالسابق ممن يستطيعون إمساك زمام الامور، فكيف سيتعامل الرياضي “فنياً” مع هذه المستجدات كلّها؟ وهل سيستطيع معالجة الثغرات كلّها؟

يشبّه البعض اليوم ما يحصل في الرياضي، بما حصل مع منتخب لبنان أخيراً، لا يعني ذلك انّ هؤلاء اللاعبين مذنبون دائماً، لكن هناك مشكلة إنسجام واضح في ما بينهم وهم قد “يجوهروا” عندما ينفصلون ربما، لكن هناك شيئ “مش زابط” حتى إشعار آخر…