“إحياء سكك حديد طرابلس بين الواقع والتحديات”

9 أبريل 2019آخر تحديث :
“إحياء سكك حديد طرابلس بين الواقع والتحديات”

 

[tooltip text=”نعمت الرفاعي” gravity=”nw”][/tooltip]

الندوة التي نظمها مركز الصفدي الثقافي بحضور حشد من المهتمين وفعاليات المدينة وتحدث فيها رئيس جمعية  TRAIN-TRAIN الخبير في التخطيط الاستراتيجي وادارة الازمات كارلوس نفاع.

تولى نفاع عرض للمحة تاريخية عن القطار في  لبنان وكيف جهد أهل بيروت عند السلطنة العثمانية لإقناعها، ولأسباب تتعلق بالتنافس، على ربط ببيروت بالشام  بواسطة سكة حديد.

وقد دشن القطار الذي انشأته شركة فرنسية،في ٣ اب سنة ١٨٩٥ وكانت اول رحلة من بيروت الى الشام يوم ٤ آب ١٨٩٥و يعد هذا النهار يوماً تاريخياً ،تعمل جمعية تران تران على تكريسه كيوم عيد للقطار في لبنان وتسعى مع النادي اللبناني لهوات الطوابع والعملات لإصدار طابع بريدي في ذكراى ١٢٥ لأول رحلة قطار في لبنان.

وعلى أثر هذا الخط ازدهرت بيروت في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، ما أدى إلى تراجع دور طرابلس التي تنادى أهلها إلى الاكتتاب وجمعوا الأموال اللازمة لإنشاء خط طرابلس حمص على نفقتهم الخاصة، وكان ذلك سنة ١٩١٢.

وكان للخط الساحلي أن ينتظر الحرب العالمية الثانية ليعمل البريطانيون، ولأسباب عسكرية، على ربط فلسطين بطرابلس، فأصبح للساحل اللبناني خطه سنة ١٩٤٢.

وكما نعلم، عمل القطار في لبنان حتى الحرب الأهلية. ومنذ سنة ١٩٩٥ بقي لبنان من دون سكك حديد تعمل.

أما اليوم، فإن كل دول المنطقة والعالم تعمل على تطوير شبكات خطوطها بينما لبنان يعيش في كبوة، لا بل يتراجع عن سابق تصور وتصميم! الصين تعمل مع اوروبا على خط حرير جديد يربطها،  بالقطار، مروراً بالمنطقة.

إن لم نجهز شبكاتنا الحديدية فسوف نكون خارج خط الحرير الاقتصادي العالمي الجديد ونكون خارج المعادلة. وها هو الكيان الاسرائيلي يعمل لتسويق فكرة خط بطول ١٤٠٠ كلم من عُمان في الخليج إلى الأرض المحتلة بينما حكومتنا خارج الحظات التاريخية للمنطقة.

إن خط طرابلس عكار، وهو جزء من الخطة الوطنية للقطار في لبنان، كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري قد وضع حجر الأساس له سنة ٢٠٠٢، هو من اسهل الخطوط اللبنانية للتنفيذ إذ أن الدولة اشترت السكك اللازمة له منذ ٢٠٠٣ وهي ما زالت محفوظة في طرابلس ، الخرائط التنفيذية موجودة، الأرض موجودة وهي ملك الدولة، الاعتمادات جزء منها موجود ومحجوز بقيمة ٢٠ مليون دولار من أصل ٦٠ مليون دولار وهي الكلفة الإجمالية لهذا الخط.

لم يتهافت السياسيون لتأمين هذا المباغ المتبقي وهو ٤٠ مليون دولار،  بينما نجدهم يعملون على طريق معبد جديد لعكار بقيمة ١٠٠ مليون دولار!
وللأسف، أن هذا الخط الحديدي الذي سيربط ، حسب ما تطالب جمعية تران تران، مرفأ طرابلس بدير عمار ومن ثم بحنين، بيت شمرة، تل عباس، مطار القليعات والعبودية سيشكل رافعة اقتصادية واجتماعية بالغة الأهمية لمحافظة عكار وللشمال.

إن وجود قطار في مرفأ طرابلس سيساهم في رفع القدرة ال ستيعاب  للحالية لميناء طرابلس من ٢٠٠ ألف حاوية في السنة إلى مليون! لنتصور القفزة الاقتصادية النوعية لطرابلس. هذا إن زدنا مطار القليعات على القطار  فإن الشمال وعكار سيكونا مقبلين على تطور اقتصادي هائل.

وهنا تقترح جمعية تران تران خلق منطقة تجارة الكترونية حرة في العبودية، إذ أن لا منطقة من هذا النوع على كل شرق الادنى وهذا ما يساهم أكثر وأكثر في خلق فرص العمل الجديدة وتطور في طرابلس والشمال.

إن وضع القطار الحديث على السكة سيسمح لوصل طرابلس ببيروت وعكار وبباقي لبنان وسيقلص المسافات والوقت المهدور حالياً وسيسمح لكثير من أبناء الشمال بالعمل في طرابلس أو بيروت وهم يقطنون قراهم كما سيشجع اللبانيين والأجانب على القدوم إلى الشمال والاستثمار فيه وزيارته في خين نجدهم اليوم لا يتحمسون لذلك بسبب الوقت الطويل المهدور في زحمات السير على الطرقات.

كما ذكر المحاضر بالأثر الاقتصادي والاجتماعي للقطار في بيروت التي ساهم بتطويرها وبجبل لبنان الذي ازدهر بفضله. وهناك بلدات لم تكن موجودة ، خلقها القطار، مثل بحمدون المحطة. كما أن رياق توسعت وازدهرت بفضل  محطة القطار.

وكان من بعد العرض نقاش شيق حول السبل للوصول الى تنفيذ  خط عكار طرابلس بيروت إذ شدد المشاركون على حث المسؤولين السياسيين ودفعهم إلى تبني هذا المطلب الأساسي كما شدد آخرون على تحويل هذا الموضوع إلى مطلب شمالي شعبي عن طريق نشر المعلومات والإكثار من حلقات التوعية حول موضوع القطار كهذه الندوة.

 

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.