خاص : أفلام محروقة…!

22 أبريل 2019
خاص : أفلام محروقة…!

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/beirutnews/public_html/wp-content/themes/newsbt/includes/general.php on line 742

[author title=”نعمت الرفاعي” image=”http://”][/author]

كانت تنظر إليه نظرة ثقة، فهي تعرف أن وراء تلك النظرة المزدرية يريد بها أن يوهِمَها أنها لا تعني له شيئًا، وكأنه يَمنُّ عليها بقطرات الحب!..
مضحكة نهفاته، كثيرًا ما كانت مفتَضَحة، على قول أختها الصغرى (أفلام محروقة)… أيعقل أن يمنَّ عليها الحب؟! وأصلاً هو، قد تورط في حبّها، ويستجدي رضاها، بلا استجداء. كانت تشعر بكمية العجرفة لديه، الغرور لدرجة الكبرياء السليطي. كثر النساء حوله، كلّ واحدة منهنَّ تتمنّى نظرة منه، وهو المحتال الذي يتعامل باستغباء…
أكثر أشيائه المضحكة نظرته الشامخة التي ترتفع فجأة إلى السماء، كي لا تلاحظ شروده السابق لساعات فيها. كان يتحيَّن التهاءها بأيّ عمل، وعلى غفلةٍ منها بوجوده، ليشبع قلبه منها، بها.. فاللحظات معها تتقلّص بسرعة، ولكنّ آثار تلك اللقاءات الخفيفة، كانت تستمرّ بسمةً في القلب أيَّامًا وشهورًا، وكانت تضفي على الوجه نضارة قلَّ نظيرها، فجلُّ اللواتي عشقنه بسبب ملامح الحبّ في تكاوينه، بلا إدراك منه حتّى.

مازال يجهل التغيُّرات التي تضرب به حين يراها، وسؤال لم ينفكّ عن التخاطر بينه وبين نفسه: لماذا أحبّها؟ من هي؟من أين أتت لتغيّر العالم بنظره؟ كأنّ الحياة قبلها مجرّد هراء، نزوات ونساء؛ لهو ومرح؛ هل يمكن أن تكون ابتلاءً جديدًا الذي لم يعتدْ عليه سابقًا! ..
جميلٌ الحبّ؛ ولكنْ ليس معها، بإمكانها أن تدمَّر قلبه بلحظات، فبمجرّد أن توهمَه بابتعادها؛ يرتعد لهول الفكرة.. لم يخطر في باله أنَّ كُتُب الشعراء مليئة بالأسى، وأنَّ تلك المشاعر التي تَنتقل إلينا عبر الزمن، هي، بهذا الصدق، فقبلها لم يعرف إلا كلّ الأشياء المزيّفة.. لم يدرك أنّ تلك الأحاسيس حقيقة مجرَّدة، وأنّها لم تُولد بمجردِ عبثٍ نوعيٍّ أو شخصيٍّ، بل هي معاناةٌ في الربحِ والخسارةِ. لماذا في الحبِّ الخُسران يكون جللاً؟ معضلة!؟. البحث في تلك الإشكاليات مريب، لا يحبُّ الغور بها.

ومع أنّها واضحة جدًّا في تعاملها مع الآخرين، إلّا أنّه يراها لغزًا، يصعب حلُّه. أجل، هي اللُّغز بحدِّ ذاته. لطالما كانت تُربكه في حضورها. لا يَعلم عدد المرَّات التّي ضاعت فيها أفكارُه حين يلمحُها.
ما زالت تتجنّب الاحتكاك به نظريًّا، حين يتكلّمُ في لقاءاته الكبرى، كانت تعرف جيّدًا أنّ بمجرَّد اللّقاء به أمام الجموع، سيُفْتَضح ارتباكُه، ويعلمُ الجميع من هي؟! لم تعجبْها قصص التَّخفي كثيرًا، ولكن، منْ يعشقْ شخصًا صَلِفًا جَحودًا، عليه أن يتحمَّل النتائج. ولحين أن يعترف لنفسه بحبها، تكون قد غرقت في حبٍّ آخر. من يعرف!؟.