الثوب الفلسطيني .. الهوية والإرث وما تبقى من الوطن

22 سبتمبر 2019
الثوب الفلسطيني .. الهوية والإرث وما تبقى من الوطن

“الثوب الفلسطيني هو الأرض بالنسبة إلى المرأة الفلسطينية، عليه تتحول أوراق شجرة السرو وأزهار القرنفل إلى غرز وتطاريز دقيقة.. هو الثوب الذي لا يزال مفضلا لدى النساء الفلسطينيات كفعل مقاومة ثقافية للاحتلال”، بهذه التغريدة على “تويتر” تحدثت بيان أبو غزالة عن سر ارتباط المرأة الفلسطينية بالثوب المطرز الفلسطيني.

وردت سناء العالول على هاشتاغ “احكيلي عن فلسطين”، بتغريدة تحدثت فيها عن الثوب الفلسطيني وكتبت: “الثوب جزء من الأزياء الشعبية، والتطريز الفلسطيني يعود إلى العهد الكنعاني، وقام الاحتلال الصهيوني في العقود المنصرمة بتسجيل الثوب الفلسطيني باسمه في الموسوعة العالمية ولكن هيهات”. وتابعت في تغريدتها “الثوب الفلسطيني من الأشياء القليلة الباقية من الوطن”.

براء علي أشار بدوره إلى أهمية الثوب الفلسطيني على موقع “تويتر” بتغريدته عن هذا اللباس التراثي، وقال: “يتنوع الثوب الفلسطيني بتنوع المناطق واختلاف البيئات والمدن الفلسطينية، ويعبر الزي الفلسطيني عن ارتباط الإنسان الفلسطيني بأرضه وثقافته فهو لا ينفصل عن محيطه وعن ثقافته المتوارثة”.

وتابع البراء في تغريدة ثانية غنية وكتب “لدراسة ثوب ما لا بد من معرفة جغرافية المكان وزمان صنع الثوب أو خياطته، ومعرفة مدى ثقافة صانعه التي هي رمز وجزء من ثقافة الوطن، لأن المرأة الفلسطينية تمتلك ثقافة متوارثة منذ مئات السنين تنقلها الأم إلى ابنتها وهكذا”.

التهويد يزيد الإصرار والتحدي

وعلى رغم محاولات “تهويد” هذا الثوب واستخدامه في مناسباتهم ومؤسساتهم، إلا أن الفتيات الفلسطينيات خضن معركة التحدي من أجل المحافظة على ما تبقى من الوطن، فأصبحن يظهرن به بتصميمات مبتكرة حديثة مزجت بين الماضي والحاضر، وبين الأصالة والمعاصرة، في مناسبات اجتماعية واحتفالية كثيرة داخل فلسطين وخارجها، من أجل الصمود وإثبات الهوية الفلسطينية المترسخة في هذا الثوب.

فقد ظهرت فيه الملكة رانيا في مناسبات وطنية، إلى جانب العديد من الإعلاميات الفلسطينيات في مناسبات عديدة ومنهن الإعلامية علا الفارس التي ارتدت الثوب الفلسطيني برفقة أمها وجدتها، لتؤكد على بقاء الثوب الفلسطيني النسائي ما بقيت فلسطين، يقاتل الفكرة التي يسعى إلى ترسيخها الاحتلال جاهدا وهي “الكبار يموتون والصغار ينسون”.                                                                                                                      

وهذا تماما ما غردت به شيرين خليفة وقالت “اصرارنا على لبس الفتيات الثوب الفلسطيني المطرّز، جاء بفعل الشعور أن تراثنا يتعرض للسرقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حتى أن مضيفات إحدى شركات الطيران الإسرائيليات ادعت أنه تراثهن، وهذا زاد من التمسك بتراثنا خشية غلبة الرواية الإسرائيلية المزيفة، ما ساعد في استخدام هذه المطرزات التي تعدّت التراث التقليدي نحو الأزياء العصرية فأصبحنا نشاهدها على ملابس عادية وعلى بدل أفراح وكذلك ميداليات وساعات وإكسسوارات وأصبحنا نراها مطرزة وهي تضيفي شكلاً جمالياً عصرياً مهماً أسهم في انتشارها بين الأجيال الشاب”.

وهذا ما جعل الإقبال على الثوب الفلسطيني ليس في المناسبات الوطنية فقط، بل حتى في الأيام العادية التي تمكن فيها مشاهدة هذا التراث، وحتى العروس وصديقات العروس يلبسن مطرزات خاصة بالأفراح رغم أنها مكلفة جدا.

وعلق ليث القيسي بتغريدة قال فيها “لأول مرة بحياتي هعمل ريتويت (إعادة التغريدة) لصورة بنت على تويتر والسبب الثوب الفلاحي الفلسطيني، الله على جماله وفخامته”. ياسر أكرم أكد على وطنية الثوب وهويته الفلسطينية في تغريدة قال فيها “الجدة تطرز والبنات والحفيدات يرتدين الثوب التراثي الفلسطيني، الذي يليق بجمال الحياة والذي لن يستطيع الصهيوني تجيره إلى نفسه أبدا”.