يبدو أن روح الثورة منحت المواطنين الجرأة على مواجهة..ما عندك أم، أتطلع بعيوني ما عندك أم؟”

30 نوفمبر 2019
كانت تنتظر على إحدى محطات الوقود في منطقة الحمرا لتعبئة سيارتها بمادة البنزين،
كانت تنتظر على إحدى محطات الوقود في منطقة الحمرا لتعبئة سيارتها بمادة البنزين،

يبدو أن روح الثورة منحت المواطنين الجرأة على مواجهة التنمر السلطوي بكافة أشكاله ومستوياته.
فقد تناقل الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لقوى أمنية تعاملت بشّدة واعتقلت إحدى الشابات، إذ تم وضع الأصفاد في يديها إلى الخلف واقتيادها إلى مخفر ميناء الحصن. وشوهدت الفتاة وهي تعترض أمام سيارة قوة الأمن على أمر ما حصل معها قائلة للشرطي الذي قدم لإزاحتها من أمام السيارة: “يدعسني.. أريح، بلكي بموت من هل البلد لي فيه هيك قوى أمن. ما عندك أم، أتطلع بعيوني ما عندك أم؟”

وفي التفاصيل قال الناشطون أن السيدة دانا حمود كانت تنتظر على إحدى محطات الوقود في منطقة الحمرا لتعبئة سيارتها بمادة البنزين، فوصلت سيارة الشرطة لتقف أمامها وأوقعت دراجة كانت مركونة، فأدى ذلك إلى تضرر سيارتها. وعندما اعترضت على هذا الأمر، قال لها أحد رجال الأمن كلاماً بالغ البذاءة (نتحفظ على ذكره). هكذا، تطورت الحادثة إذ خرجت المواطنة من سيارتها لتدافع عن كرامتها، واعترضت سيارة الأمن رافضة ترك الطريق، وقالت ما قلته لرجال الشرطة. فعمد الأخيرون على اعتقالها بطريقة مهينة، ولم يكترثوا للمواطنين الذين حضروا الحادثة وحاولوا ثينهم عن التعامل معها بعنف لفظي وجسدي، وحاولوا منع الحاضرين من تصوير الواقعة. لكن البعض تمكن من التصوير وانتشر الفيديو بسرعة كبيرة.

وعلى الأثر تواصل الناشطون مع لجنة المحامين التي تدافع عن المتظاهرين. وحاول المحامون الوصول إليها، بعدما تم إخبارهم أن الدرك يتعمد نقلها من ثكنة إلى أخرى. وقد نقلت أخيراً إلى ثكنة الحلو. ورفضت القوى الأمنية دخول المحامين لرؤية دانا. فتداعى الناشطون للاعتصام أمام الثكنة. وحضرت النائبة بولا يعقوبيان وتحدثت إلى الضباط المسؤولين عن الثكنة، ليتمكن بعدها المحامون من الدخول. لكن الملفت حصول انقسام بين المتظاهرين. إذ عمد البعض على إطلاق هتافات ضد يعقوبيان رافضين تواجدها في المكان، قائلين “كلن يعني كلن وبولا واحدة منن”.