مسبار لـ”ناسا” يصل إلى آخر أطراف المجموعة الشمسية في مهمة تاريخية

2 يناير 2019

يعتقد العلماء أن مسبارًا استكشافيًّا، أطلقته إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، وصل إلى آخر أطراف المجموعة الشمسية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، وأنه يحلق على مقربة من صخرة فضائية طولها 20 ميلًا، وتبعد مليارات الأميال عن الأرض، في إطار مهمة لجمع معلومات عن نشأة المجموعة الشمسية.

ومن المتوقع أن يصل المسبار (نيو هورايزونز) إلى ما يعرف بالمنطقة الثالثة في أعماق حزام كويبر الساعة 12:33 بتوقيت شرق الولايات المتحدة.ولن يحصل العلماء على تأكيد لوصوله بنجاح إلا بعد أن يرسل المسبار بيانات عن مكانه عبر شبكة الفضاء السحيق التابعة لناسا الساعة 10:28 بتوقيت شرق الولايات المتحدة، أي بعد ذلك بحوالي عشر ساعات.وبمجرد دخول المسبار الطبقة الخارجية للحزام التي تحتوي على أجسام متجمدة ومخلفات لنشأة المجموعة الشمسية، فإنه سيلقي نظرة أولى عن قرب على ألتيما ثولي، وهي كتلة كبيرة في شكل حبة الفول السوداني.وتقول ناسا إن العلماء لم يكونوا اكتشفوا “ألتيما ثولي” عند إطلاق المسبار، ما يجعل مهمته فريدة من نوعها.وفي عام 2014، رصد علماء الفلك ألتيما ثولي باستخدام التليسكوب الفضائي هابل، واختاروه ليكون ضمن مهمة (نيو هورايزونز) الطويلة التي بدأت عام 2015.وقال العالم في مشروع (نيو هورايزونز)، جون سبنسر، للصحافيين في مختبر جونز هوبكينز للفيزياء التطبيقية بولاية ماريلاند، أمس الاثنين “كل شيء محتمل في هذه المنطقة المجهولة بشدة”.وانطلق (نيو هورايزونز) في كانون الثاني/يناير 2006 لقطع أربعة مليارات ميل صوب الأطراف المتجمدة للمجموعة الشمسية لدراسة الكوكب القزم بلوتو وأقماره الخمسة.وخلال اقترابه من بلوتو عام 2015، اكتشف المسبار أن بلوتو أكبر قليلًا ما هو معتقد، وفي آذار/مارس، اكتشف وجود كثبان غنية بغاز الميثان على سطح بلوتو.وقطع المسبار مليار ميل بعد بلوتو باتجاه حزام كويبر، ويسعى الآن للحصول على معلومات عن نشأة المجموعة الشمسية وكواكبها.وسيحلّق المسبار على ارتفاع 3500 كيلومتر من سطح كتلة ألتيما ثولي، ويأمل العلماء في معرفة التركيب الكيميائي لغلافها الجوي وتضاريسها في مهمة تقول ناسا إنها ستكون أقرب رصد لجسم على هذا البعد الشديد من الأرض.ورغم أن مهمة (نيو هورايزونز) تمثل أكبر اقتراب من جسم على هذا البعد داخل مجموعتنا الشمسية؛ فإن مسبارين أطلقتهما ناسا عام 1977، وهما (فويدجر 1) و(فويدجر 2)، لاستكشاف الفضاء السحيق قطعا شوطًا أكبر في مهمة لدراسة أجسام خارج المجموعة الشمسية، ولم تنته مهمتهما بعد.