ونشر المجلس نماذج تتنبأ بالانفجارات في 92 موقعا مختلفا على جبل فوجي، أظهرت أن الحمم البركانية يمكن أن تصل إلى الحواف الخارجية لطوكيو، لكن الخطر الأساسي يكمن في “الرماد”، الذي قد يسقط في الهواء لعدة أيام أو حتى أسابيع، بحسب “ديلي ميل” البريطانية.
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة “The Asahi Shimbun” ففي أسوأ السيناريوهات، سيسقط أكثر من 17.3 مليار قدم مكعب من الرماد البركاني فوق طوكيو، والمناطق المحيطة بها، وهو ما يعادل 10 أضعاف كمية الحطام التي كانت تجب إزالتها من المدينة بعد زلزال توهوكو، وأمواج تسونامي في عام 2011.
وبحسب التقرير، يمكن الشعور بالعلامات الأولى لسقوط الرماد في أقل من ثلاث ساعات، وسيتم إغلاق المدينة بسببه فعليا في غضون 24 ساعة.
وذكرت المحاكاة أنه باستخدام طبقة واحدة فقط من الرماد، ستصبح الطرق غير صالحة للاستخدام لجميع المركبات ذات الدفع الثنائي بسبب عدم وجود احتكاك مناسب. وحتى الرماد الخفيف نسبيا الذي يبلغ حوالي خمس بوصة من شأنه أن يقلل بشكل فعّال من الرؤية إلى النقطة التي تصبح فيها القيادة مستحيلة.
كذلك سيتم تعليق خدمة السكك الحديدية على الفور تقريبا، لأن وجود حتى كمية صغيرة من الرماد على المسارات سيجعل تشغيل القطارات غير آمن.
من ناحية أخرى، ستكون المطارات مقيدة للغاية، حيث إن 0.08 بوصة فقط من الرماد البركاني سيجعل المدارج غير آمنة لهبوط الطائرات، كما سيعطل الرماد أيضا أبراج الهواتف المحمولة، ويتسبب في انقطاع التيار الكهربائي، ويجعل محطات الطاقة الحرارية غير قابلة للتشغيل بعد بوصتين فقط من الرماد.
وربما تكون أسوأ الآثار على السكان ما سيواجهونه من تلف حاد في الجهاز التنفسي، خاصة أولئك الذين يعانون من حالات مثل الربو.
كما سيتم تهديد العديد من المنازل الخشبية بالضرر الهيكلي من الوزن الثقيل غير المتوقع للرماد البركاني المتراكم.
وقدّرت المحاكاة أن الأمر سيستغرق ما لا يقل عن ثلاثة أيام، وطاقما مؤلفا من 1000 بلدوزر لمسح مسارات واسعة بما يكفي، لمجرد أن تبدأ سيارات الطوارئ في القيادة مرة أخرى.
يذكر أنه قد اندلع من جبل فوجي حوالي 180 بركانا على مدى الـ 5600 سنة الماضية، لكن الغالبية كانت صغيرة ولم يكن لها تأثير يذكر على السكان القريبين.
لكن، حدث آخر ثوران كبير في عام 1707، وهو ما سُمي ببركان “Hōei” بعد فترة التقويم “Edo” التي حدث خلالها.
وأنتج هذا البركان أكثر من 28.2 مليار قدم مكعب من الرماد البركاني، سقطت في الهواء لمدة أسبوعين وانتشرت حتى 62 ميلا.
وبحسب المجلس، فإن عمليات المحاكاة تهدف إلى مساعدة الحكومة المحلية على الاستعداد للكارثة القادمة لتقليل أكبر قدر ممكن من الضرر.
وقال توشيتسوجو فوجي، من جامعة طوكيو، وهو أحد المشاركين في المحاكاة: “إن الخطأ في الاستجابة المبكرة قد يترك عشرات الملايين من الناس عالقين، وقد لا يكون من الممكن توزيع الإمدادات، ومن المهم إعداد نظام للتعامل مع الموقف مسبقا”.
كندا
وفي الغرب، تمكنت كندا من توفير اختبارات أكثر من الولايات المتحدة المجاورة، وكتب المحلل الكندي ”جوستين لينغ“ في 13 مارس أنه في يناير وفبراير، بدأت كندا في إنشاء البنية التحتية لإجراء الاختبارات وتتبع الاتصال.
وجاءت الاستجابة المبكرة جزئيا من تجربة البلاد خلال تفشي السارس في عام 2003، حيث كانت كندا الدولة الوحيدة خارج آسيا التي سجلت عن حالات وفاة بسبب السارس.
وتمتلك كندا نظام رعاية صحية عامة ممولا جيدا، ومعاييرها للذين يمكن اختبارهم بحثا عن كوفيد-19 ليست محدودة مثل الولايات المتحدة، وكتب ”لينغ“: ”أمضت كندا العقدين الماضيين في الاستعداد لهذه اللحظة، ومن خلال اكتشاف الحالات مبكرا والتحقيق في أصولها، قللت كندا من تأثير الفيروس حتى الآن“.
جورجيا
وهناك بعض قصص النجاح غير المتوقعة، حيث أشادت الصحفية ”إيمي ماكينون“ بالاستجابة المبكرة لبلد مثل جورجيا، فعلى الرغم من صغر حجمها واقتصادها المتعثر، بدأت البلاد في اتخاذ تدابير جادة في نهاية فبراير، بما في ذلك إغلاق المدارس وإجراء اختبارات تشخيصية واسعة النطاق، وسجلت جورجيا حتى الآن 117 حالة ولم تسقط وفيات بسبب كوفيد-19.
وقالت الصحفية الجورجية ”ناتاليا أنتيلافا“: ”أعتقد أن حقيقة أن الحكومة أخذت الأمر على محمل الجد منذ البداية قد ساعدت، وكذلك عقلية جورجيا، فهذه دولة اعتادت على الأزمات وعانت من الحروب الأهلية والغزو الروسي في عام 2008 وفترة مظلمة للغاية خلال التسعينيات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي“.
أيسلندا
وفي مقابلة مع ”إيمي ماكينون“ قالت الصحفية الأيسلندية ”جيلينا سيريتش“، إن نجاح بلدها في احتواء التفشي يعود إلى اختبار نسبة كبيرة من المواطنين، في جهد بقيادة شركة أبحاث طبية خاصة مقرها في ريكيافيك، وسيتم استخدام البحوث الأيسلندية لتوعية الاستجابة العالمية للوباء.
وقال ”سيريتش“: ”منحتنا نتائج الاختبار في أيسلندا صورة أوضح لكيفية انتشار الفيروس بين عامة السكان، فانتشار الفيروس لم يصبح قاسيا بفضل هذه الإجراءات المبكرة المتمثلة في حجر الأشخاص الذين يُرجح تعرضهم للفيروس“.